تشهد محافظة القطيف، صباح اليوم، حدثا اقتصاديا يتوقع أن يحدث إضافة جديدة لبيئة الاستثمار المحلية في المحافظة على مختلف الأنشطة العقارية والسياحية والزراعية والخدماتية وغيرها، إذ تنظم غرفة الشرقية أول منتدى للفرص الاستثمارية في المحافظة. ويبحث المنتدى الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، جملة من الموضوعات ذات العلاقة بالبيئة، حيث يحاول المشاركون في المنتدى من ذوي الخبرة والاختصاص رصد الفرص الاستثمارية، وسبل الاستفادة منها لإطلاق مشروعات استثمارية ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، فضلا عن بحث التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا الصعيد وسبل تذليلها وتجاوزها. وأوضح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان أن المنتدى الذي تستضيفه قاعة الملك عبدالله الوطنية بالقديح سوف يناقش اليوم محورين اساسيين هما: (مزايا وتحديات الاستثمار) و(فرص الاستثمار) في القطيف، وتحت كل محور هناك أكثر من متحدث، وأكثر من ورقة عمل تتناول نشاطا من الأنشطة الاقتصادية في المحافظة. وأضاف العطيشان: إنه وتحت المحور الأول (المزايا والتحديات) يتحدث رئيس بلدية القطيف المهندس زياد مغربل عن "تنمية الاستثمار بمحافظة القطيف"، في حين يتحدث تحت المحور نفسه عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ورئيس مجلس أعمال الغرفة بالقطيف، المهندس عبدالمحسن الفرج، عن "تحديات الاسثتمار في القطيف"، بينما يبحث رئيس مركز التنمية والتطوير والاستشارات الاقتصادية والإدارية الدكتور على بوخمسين "المزايا النسبية للاستثمار في القطيف".. مؤكدا أن النشاط الاستثماري في محافظة القطيف يسير بوتيرة متصاعدة، وشهد في السنوات الماضية تطورا كبيرا في الكم والكيف، ونحن بدورنا في هذا المنتدى نسعى لتوجيه هذه الحركة، وتطويرها وتنميتها، لتعظيم العائدات الاقتصادية والاجتماعية منها، ومن ثم البحث عن الآفاق الأوسع. وحول المحور الثاني (فرص الاستثمار)، قال العطيشان: إن المنتدى سوف يستعرض ورقتي عمل تتناول الأولى (فرص الاستثمار السياحي)، ويقدمها مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان، وتتناول الثانية (فرص الاستثمار في مشاريع التطوير العقاري)، ويقدمها رجل الأعمال شاكر آل نوح.. موضحا أن اختيار موضوعي هذا المحور جاء بدقة بناء على ما يحمله قطاعا العقار والسياحة من فرص استثمارية عالية، تمثل عنصر جذب كبيرا للمستثمرين، فضلا عن كونهما يحظيان بقابلية لدى العمالة الوطنية، فيكون هذان النشاطان قناتي استقطاب للاستثمارات وللكفاءات الوطنية على حد سواء، إذ يتسم هذان القطاعان بتنوع أنشطتهما وتعدد مجالاتهما، وبالتالي تنوع المهارات المطلوبة فيهما. ولفت العطيشان إلى أن المنتدى يحمل مقوّمات النجاح، وأبرزها الرعاية الرسمية من لدن صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وتفاعل الجهات الحكومية المعنية للمشاركة في المنتدى من خلال تقديم أوراق عمل، أو المشاركة في الحوارات التي نأمل أن تكون مجدية وذات نتائج إيجابية تخدم قطاعنا الاقتصادي بشكل عام، خصوصا في محافظة القطيف. من جانبه، قال عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية رئيس مجلس الأعمال بفرع الغرفة بالقطيف المهندس عبدالمحسن الفرج: إن إقامة هذا المنتدى يؤكد قناعة ممثلي الجهات الحكومية وكافة المؤسسات الخاصة بأهمية تبادل الأفكار وتداولها وبحثها ودراستها، للوصول إلى صيغ معينة تمنح قطاعاتنا الاقتصادية دفعة قوية للأمام، وتفتح آفاقا واعدة أمام المستثمرين لإطلاق مشروعات ذات ربحية جيدة، وذات مخرجات عالية الجودة، سواء أكانت منتجات أو خدمات. وأضاف الفرج: إنه وعلى ضوء العديد من المعطيات، نجد أن محافظة القطيف تعد بيئة خصبة لمشروعات استثمارية تقدم للمواطن وللاقتصاد الوطني سلعا وخدمات راقية، وتحمل في طياتها النجاح في الجانب الربحي، إذا تم الوقوف على التحديات ووضعت لها الحلول الجذرية، حينها سوف تكون خطواتنا في مواقع أعلى مما هي عليه الآن.. معربا عن أمله في تضافر الجهود وتكاتفها لإحداث نقلة نوعية للنشاط الاستثماري بمختلف شرائحه في محافظة القطيف. بدوره، قال أمين عام غرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل: إن الغرفة وفي إطار جهودها لتنويع القاعدة الاقتصادية للمنطقة الشرقية، والبحث عن الفرص الاستثمارية، تقيم العديد من الفعاليات، وتنظم العشرات من المنتديات والملتقيات والبرامج التدريبية، وكان نصيب محافظة القطيف وافرا، ونحن اليوم بصدد إقامة منتدى الفرص الاستثمارية الذي تم الاستعداد له مبكرا، والهدف من كل ذلك تحقيق ضمانات النجاح، لضمان دقة وفاعلية التوصيات والمقترحات التي سوف يتمخض عنها هذا المنتدى. وقدم الوابل خالص شكره وتقديره لكافة الجهات الداعمة والراعية لهذا المنتدى، قائلا: وأخص بالشكر مقام إمارة المنطقة الشرقية ومحافظة القطيف، ومجلس أعمال غرفة الشرقية والمجلس البلدي والبلدية بالمحافظة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة على تفاعلهم لإقامة هذه الفعالية التي نأمل أن تؤتي ثمارها على الأرض لخدمة وتطوير النشاط الاقتصادي في المحافظة. .. ورجال أعمال القطيف: المنتدى نقلة نوعية للحركة الاقتصادية من جهتهم، قال رجال الاعمال بمحافظة القطيف: إن منتدى الفرص الاستثمارية الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، صباح اليوم، وتنظمه غرفة الشرقية بقاعة الملك عبدالله الوطنية بالقديح، يهدف إلى الرقي بالبيئة الاستثمارية بمحافظة القطيف، من خلال عرض مزايا وتحديات الاستثمار في المحافظة، ورصد أكبر عدد من فرص الاستثمار في المجالات السياحية والعقارية والزراعية «الثروة السمكية على وجه الخصوص»، مشيرين الى ان القطيف تنطوي على آفاق واعدة للاستثمار في مجالات عدة وأنشطة كثيرة في العقار والسياحة والصناعة والزراعة والخدمات، فضلا عن أن محافظة القطيف تعد بيئة جاذبة ومحفزة لقيام مؤسسات صغيرة ومتوسطة في شتى المجالات، مؤكدين ان المنتدى يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الحركة الاقتصادية في المحافظة، وفي المنطقة الشرقية بشكل عام، خاصة وأن القرب الجغرافي للمحافظة من الجبيل والدمام ورأس تنورة يعطيها ميزة إضافية في هذا الشأن، ويفتح مجالا لأنشطة اقتصادية ذات ربحية عالية، تدعم حاجات المنطقة والمحافظة من السلع والخدمات، وتوفر فرصا وظيفية للشباب السعودي، وتكون قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وقال رجل الاعمال حسين أحمد المحسن: ان منتدى الفرص الاستثمارية بمحافظة القطيف يمثل نقلة نوعية في تسليط الضوء على المحافظة، خصوصا وانها تمتلك بعض المزايا النسبية التي تؤهلها لاحتلال موقع مميز في الخارطة الاقتصادية على مستوى المملكة، فالمحافظة تتوافر فيها بعض الخصائص الجاذبة للاستثمار، مما يشكل بداية مشجعة لتطوير الحركة الاستثمارية خلال السنوات القادمة. واضاف: ان منتدى الفرص الاستثمارية سيسلط الضوء على بعض الفرص الاقتصادية المتاحة، خصوصا وان القطيف لا تزال ارضا "بكرا" بالنسبة للعديد من المجالات الاستثمارية، الامر الذي يتطلب وضع النقاط على الحروف، بهدف استقطاب الاستثمارات في السنوات القادمة، فالمستثمر يسعى لاقتناص الفرص الناجحة، وذلك بعد اجراء الدراسات اللازمة للوقوف على المزايا واحتساب الارباح وتوقع الخسائر، بيد ان المغامرة عملية مطلوبة في بعض الاحيان. فيما اشار رجل الاعمال، عبدالله شهاب، الى ان الآمال المعقودة على منتدى الفرص الاستثمارية كبيرة، بيد ان عملية تشجيع رؤوس الاموال للاستفادة من الفرص المتاحة تتطلب تحركا جماعيا، معتبرا ان التحرك الجاد من غرفة الشرقية في تنظيم الفعالية يمثل بداية حقيقية نحو خلق واقع جديد في المحافظة، لافتا الى ان الغرفة ليست قادرة بمفردها على تعبيد الطريق امام المستثمرين، وازالة كافة العراقيل التي تعترض طريق انسيابية رؤوس الاموال. مضيفا: ان المنتدى بمثابة الخطوة الاولى نحو مرحلة جديدة تنتظر القطيف في السنوات القادمة، فعملية وضع المحافظة على خارطة المدن الجاذبة للاستثمار تتطلب اجراءات وخطوات عديدة من مختلف الجهات الحكومية، على غرار التسهيلات التي حصلت عليها الكثير من المدن بالمملكة، الامر الذي ساهم في بروز صناعات عديدة عبر استغلال المزايا النسبية لتلك المدن. ورأى نائب مجلس أعمال غرفة الشرقية بمحافظة القطيف، هشام السيف، ان امتلاك القطيف ارضا خصبة ومساحات خضراء كبيرة وثروة زراعية ضخمة وكذلك سواحل بحرية واسعة يعطيها مزايا فريدة من نوعها، مبينا ان الثروة الزراعية بحاجة الى استثمارات لتحويل عشرات الاطنان من التمور الى منتجات عديدة، وكذلك فإن الصيد الوافر من الاسماك يتطلب استثمارات لتوطين هذه الصناعة في المحافظة، خصوصا وان المحافظة عرفت منذ القدم بالزراعة وصيد الاسماك، بحيث باتت صناعة السفن من الحرف المشهورة في المحافظة خلال العقود الماضية، بيد ان التطور الكبير ساهم في اندثار بعض تلك الحرف اليدوية. واضاف: ان السياحة تمثل فرصة استثمارية واعدة في القطيف، خصوصا وانها تمتلك مقومات عديدة في هذا المجال، إذ تقف المحافظة على اثر تاريخي كبير وتضم الكثير من المواقع الاثرية، مما يجعلها مقصدا للسياح من مختلف مناطق المملكة، فهناك الكثير من المواقع الاثرية لا تزال مجهولة للكثير من المواطنين، وبالتالي فإن تأسيس شركات سياحية للتعريف بتاريخ المنطقة امر بالغ الاهمية، واحدى الفرص الاستثمارية المتاحة والتي ستدر ارباحا في حال استثمارها بالشكل الصحيح.