وزارة التعليم كانت قائمة على التربية مع التعليم ولا تزال، فتغيير الاسم والشعار لا يغير الهدف السامي الذي بنيت عليه الوزارة. على العكس، التقدم الفكري والتطوير مطلب أساسي لاستمرار العملية التعليمية الإبداعية. هذه العملية التي تتمركز على التطوير الفردي والمجتمعي للجيل الناشئ. الطالب المدرسي، والذي بالغالب سيكون طفلا أو ناشئا وهو من الفئة المحمية في المجتمع، يجد نفسه أمام واحدة من أهم العلاقات الأساسية في حياته وهي علاقته بمعلميه. فحين تقابل هذه العلاقة بالعنف من أي من الطرفين فهذا دليل على خلل كبير في العملية التعليمية وبالأخص حين يكون العنف من المعلم إلى الطالب. فالتمرد أو اساءة الأدب يعالج بعقوبة تربوية مدروسة، بعيداً عن العنف الجسدي أو اللفظي. شهدنا مؤخراً مقطع فيديو أظهر عنفاً جسدياً لحق أحد الطلاب من مدرسة، والذي وثق بيد أحد زملائه ومن ثم انتشر على كل وسائل التواصل. وقد يكون هدف الطالب من تصوير الفيديو التسلية، أو عادة لدى الجيل الشاب بتوثيق حياتهم اليومية في تطبيقات رقمية، ومن الممكن أيضاً أن يكون كنوع من الدفاع عن النفس غير المباشر. فالطالب قد يجد نفسه عاجزا أمام السلطة الكامنة في صورة معلم، ونشر مقطع الفيديو قد يحميه في المستقبل كما قد يحمي زملاءه من أي نوع من العنف. وحين التصدي لهذا الحدث بقانون تجريم تصوير عنف المعلمين، كان معللاً قانوناً لما فيه مصلحة الطفل وفعلاً يجب تطبيقه كما يجب أيضاً التأكيد على تطبيق تجريم تصوير المعلمين للطلاب وتصوير أي شأن يخص الطلاب. فكان لنا أن شهدنا ونوهنا على موضوع سخرية المعلمين من الطلاب في الفيديوهات المنشورة. فالعنف المدرسي ليس محصوراً بالضرب والألفاظ النابية، الاستهزاء من أهم العوامل المؤثرة على نفسية الطفل وشخصيته يصنف كنوع من العنف النفسي. تطوير القوانين المدرسية أمر أساسي ويجب أن تتبع بالتطبيق والمتابعة الصارمة، فلا تجاوزات مسموحة حين يكون الأمر متعلقاً بالعنف. كما لزم توعية الطالب بشكل رسمي بكامل حقوقه كطالب وحقوقه كإنسان وفرد من هذا المجتمع. أيضاً إعلامه بكيفية التصرف في مثل هذه الحالات والإجراءات المتبعة، حتى يدرك النمط السليم للعقوبة والجزاء وماهية الحدود غير المسموح للمعلم أو اي شخص أخر تجاوزها؛ ليكون البناء الذاتي والنفسي للطفل سليما وإدراكيا. كما وجب تطوير النظام الأمني المدرسي من ناحية موظفي أمن وأنظمة المراقبة، لحماية الطالب والمعلم على حد سواء من العوامل الدخلية والخارجية للمحيط المدرسي. فالبيئة المدرسية الآمنة من أهم العوامل في العملية التعليمية التربوية التي نسعى للوصول لها؛ فالتعليم هو هندسة البشرية لهيكلة عماد الوطن.