أبدأ بحديث المعلم والمربي الأول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حديثه عن ردود الأفعال وكيفية التعاطي معها عندما قال: «ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب» قاعدة نفسية راقية في التعامل مع ردود الأفعال وكيف يتم كبح جماح النفس الأمارة بالسوء عندما تتعرض لأي موقف يثيرها ويجعلها تخرج من طبيعتها الى حال يفقدها توازنها وتتصرف بردة فعل غير محسوبة تندم عليها حين لا ينفع الندم. الرسول الكريم مدح وأثنى على الحليم في اكثر من موقع ووصف الإنسان الحليم بأجمل الأوصاف والحلم من اجمل الصفات التي يحبها الله ورسوله وذلك عندما قال للأشج عبدالقيس ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة. الخصال الحميدة والسيئة على حد سواء قد تكون فطرية او مكتسبة وهنا يكون للبيئة المحيطة والتربية المنزلية والتعليم لها الدور الأقوى في تعزيزها او التخفيف من حدتها. في حياتنا اليومية نواجه مواقف متباينة وهذه هي من طبيعة الحياة سواء في المنزل والشارع او في بيئة العمل واصلاح العالم امر مستحيل، لهذا يجب اصلاح النفس اولا حتى تتمكن من التكيف على ضغوطات الحياة مهما كان نوعها ولن يأتي هذا الا بتربيتها على التحمل والتدريب والقراءة وهناك برامج للراغبين في تربية النفس ومنها فهم ومعرفة نفسيات الآخرين حتى يسهل التعامل معهم بحرية تامة وبما ان المنزل هو النواة الأولى للتربية لهذا نجد ان البيوت المستقرة نفسيا خاصة الأبوين نجد اثرها ينعكس على سلوكيات الأبناء وتكون ردود الأفعال في الغالب طبيعية كما ان للبيئة دورا مهما جدا في التربية الانفعالية فسكان المناطق الجبيلة والصحراوية يختلفون عن سكان المناطق الساحلية لاختلاف الأجواء ونوعية التغذية، ردود الأفعال العكسية هي قضية معقدة وتزدحم دور القضاء بكثير من القضايا التي كان سببها ردود افعال انعكاسية وصلت للدماء وقتل الأنفس والقراءة الأولى لأكثر القضايا هي حالة من الغضب اخرجت الفاعل من الحالة الطبيعية الى حالة من الثوران العدواني جعلته يضطرب ويفقد السيطرة على نفسه ويرتكب جريمته ومع كل اسف ان البعض وخاصة الشباب والمراهقين نجد الاستعداد المسبق والتهيئة النفسية لردة الفعل العنيفة لأي طارئ لهذا جهز كل الأدوات المساعدة لها،، الغضب والانفعالات الانعكاسية آفة تفتك بالشعوب وقد حذرنا منها رسولنا الكريم عليه وعلى آله وصحبه افضل الصلاة والسلام عندما قال لأحد الصحابة الوصية المشهورة لا تغضب ورددها ثلاثا لأهميتها. في الختام لا احد يستثنى من الغضب وكل يتعاطاه حسب ظرف الزمان والمكان لكن هناك امرا مهما قد نغفل عنه وهو التحرز والتحصن بما اوصى به ديننا الحنيف وهو السياج الأمني الذي يبعدنا عن الشرور عنا وعن الآخرين الا وهي الأذكار اذكار الصباح والمساء والخروج والدخول وحتى الركوب والواقع يثبت ان من يداوم على الأذكار كفاه الله شر نفسه وشر الآخرين وكل ما يقدره الله فهو خير. للجميع التحية.