تشهد أرضنا الطيبة، أرض المحبة والمسالمة، أضخم مناورة عسكرية بمشاركة 20 دولة.. وبعتاد نوعي حديث ومتطور؛ لتؤكد للعالم الدول المشاركة في هذه المناورة السلمية والتدريبية، قدرتها وإمكاناتها لصد أي عدوان غادر، قد يحدث -لا سمح الله- لوطن الإسلام والسلام. وقليلة هي المناورات التي يمكن أن توصف "بالتاريخية"، بكل ما يحمل هذا المعنى من دلالة ومغزى. والذي أتيح له فرصة مشاهدة القوات المشاركة لحظة وصولها إلى أرض الوطن، فلا شك أنه شاهد في عيون أفرادها ذلك البريق الوهاج الذي يجسد رغبة المشارك في مثل هذه المناورات العسكرية الكبرى والتاريخية. والتاريخ العسكري لكل دولة هو كالنهر المتدفق بالأحداث والوقائع والأفعال الهامة، التي يطيب لكل وطن أن يفخر بها ويعتز، فكيف بكل فرد من أفراد القوات المشاركة في هذه المناورات. وهذه المناورة التي تشهدها أرضنا الطيبة، والتي فرضتها رغبة طموحة من القيادة الرشيدة في أن تكون قواتنا على أتم استعداد دائما وأبدا، وفي جاهزية مستمرة، وتجسيدا لتلك المقولة القديمة (كن مستعدا) وبالذات والعالم من حولنا يعيش وسط تحديات وأحداث مختلفة ووقائع وتطورات، ترتفع هامة بعضها بفعل ما أحدثته الحروب وعمليات الإرهاب من تغييرات أو ما قد يحدث من تطورات. هذه الأحداث تتوقف أمامها الدول كثيرا، فتلك تمثل نقاط تحول في مسار الحياة في هذه المنطقة أو تلك.. ومن هنا تأتي عمليات التدريب والمناورات السلمية التي تعزز من قدرات القوات المشاركة فيها، وتثري المعلوماتية والقوة العسكرية والجاهزية البدنية لكل فرد مشارك.. إن البعد عن التدريب والمشاركة في المناورات العسكرية يعتبر نوعا من الانغلاق العسكري والبعد عن التعلم ومواكبة كل جديد في العلوم العسكرية والتعليمية المباشرة في أرض معارك المناورات الخلاقة.. ومن هنا تأتي أهمية وتاريخية «مناورة رعد الشمال»؛ كونها كحدث هام في هذا الزمن المتطور والمثير والغني بالصراعات الدولية والخلافات التي لا تأخذ شكلا ثابتا لتطمئن فيها نفوس الدول، فهناك صراعات قد تؤدي إلى الحرب وهناك نزاعات ومشاكل خفية لا يعلن عنها في العادة.. ومن هنا، تتوالد التطورات والاحتمالات التي تجعل من المناورات العسكرية والتدريبية ضرورة ملحة.. أمام كل ما يحدث من حولنا من صراعات وحروب وإرهاب، ومن أجل استعداد مبكر.. لتعزيز القوى العسكرية لا لبلادنا فحسب وإنما لكل القوات المشاركة في رعد الشمال. والتي تكاد تشير للعالم.. تعال نحن هنا.. في رعد الشمال.. وفي تصوري، أن أعداء الإسلام والسلام وخفافيش الإرهاب، ترتعد فرائصهم الآن وهم يشاهدون القوات السعودية والعربية والإسلامية في تشكيل واحد. بل يد واحدة قوية تحمل سلاحا واحدا تواجههم به. ولسان حالها يقول: نحن قوة.. ووحدة.. وأمة.. وخلاصة ذلك.. أن أمن وسلامة أرضنا الطيبة وحياة واستقرار وطموحات المواطنين خط أحمر، لا يمكن تجاوزه.. فهل يعون ذلك.؟! تغريدة.. الفن والإبداع الحقيقي مثل العصافير.. لكي نستمتع بتغريدها ونشاهد إبداعها؛ علينا أن نترك لها العنان لتنطلق، وتغرد وتبدع.. فهل نعي ذلك..؟!