في الماضي لم تكن تحظى تحركات قواتنا العسكرية السعودية ومناوراتها بأي تغطية إعلامية أو تحليلية يتم طرحها على الملأ. وأحد أسباب ذلك هو حتى لا يفهم أي طرف الرسالة خطأ في وقت الكل يعلم فيه أن المناورات العسكرية هي جزء لا يتجزأ من أي جهاز عسكري. وإضافة لذلك هو أن المملكة معروف عنها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- بأنها دولة محبة للسلام ودولة لا تريد أن تخطو خطوة خارج حدودها. وفي نهاية المطاف فقوة الدولة العسكرية ليست بالاستعراضات العسكرية، بل بما تملكه من تقنيات وعتاد تديره أيادٍ وطنية تدربت على أحدث الأنظمة العسكرية. وهذا ما هو عليه قواتنا العسكرية. ومنذ عدة سنوات رأت المنطقة رياحا تعصف بمنطقة عرف عنها أنها الأكثر خصوبة لحدوث أي نزاع. وعندها بدأت المملكة ترسل رسائل لكل من يريد المساس بأمنها ولكن كان واضحا أن هناك أطرافا تفهم بأن المملكة عندما تقول فإنها ستفعل. وعند قراءة أحداث السنين الماضية فكل محلل عسكري يعرف أن المملكة تمتلك قوة عسكرية ضاربة تتكون من عدد كبير من العسكريين وعتاد يعتبر الأحدث والأقوى في المنطقة. وشيء آخر من الواضح أنه كان يغيب أو كان غير واضح للطرف الآخر وهو قدرة المملكة على أن تكون المركز والمحور لأي تكتل عسكري. وهذا التكتل يتم إعداده بسرعة دائما تحير كل مراقب. وهذا ما نعني به مسمى مناورة.. رعد الشمال. إن قدرة أي دولة على الجمع بين قوات عشرات الدول تحت منظومة قيادية واحدة ونظام قيادة وسيطرة واحد هو أمر لا تستطيع أي دولة تحقيقه بسهولة دون أن تكون لديها الإمكانيات الخاصة بالإمداد والتموين وأنظمة قيادة وسيطرة. فالمناورات العسكرية بها صعوبات تطبيق قد تتعدى صعوبات الدخول في معركة حقيقية. ولكن المملكة العربية السعودية ممثلة بقواتها العسكرية استطاعت التخطيط والتنفيذ لمناورة بها مئات الآلاف من الجند وعشرات الآلاف من الآليات العسكرية بجميع أنواعها، سفن وطائرات ودبابات ومدرعات وغيرها. والمناورة العسكرية الضخمة التي هي بحجم رعد الشمال لا تعكس فقط قوة المملكة العربية السعودية العسكرية، بل هي في الواقع انعكاس للقوة السياسية و المكانة الإستراتيجية للمملكة التي تعطيها حرية الحركة سواء أكان ذلك في ساحة حرب أو طاولة مفاوضات سياسية... فالمملكة دائما في المقدمة. إن مناورة رعد الشمال هي رسالة للطرف الآخر أيا كان لأنها مناورة تقام على أراض سعودية وبإعلان في وضح النهار عن عدد الدول المشاركة وقوة العدة والعتاد ومكان المناورة. ففي مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن ستكون هناك عروض عسكرية ليست للفرجة، بل رسالة قوية لاي طرف يريد المساس بهذه الأرض. ولعلم القارئ فالمناورة قوية وكبيرة لدرجة أنه ما أن تم الإعلان عنها وعن حجمها وعدد الدول المشاركة حتى بدأ كل محلل عسكري حول العالم يقول.. نعم وصلت الرسالة.