أقرت الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي يقودها بنيامين نتنياهو، 180 مخططا استيطانيا جديدا، سيجري تنفيذهم، خلال العام الحالي، بهدف إنشاء بؤر استيطانية جديدة، لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وفقاً لحديث غسان دغلس مسئول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية. وأوضح أن تلك المخططات سينجم عنها بناء ثلاث بؤر استيطانية جديدة، تربط البؤرتان الموجودتان مسبقا بعضهما البعض، وهما "غوش عتصيون"، المقامة على أراضي جبل الخليل إلى الجنوب مباشرة من مدينة القدسالمحتلة وبيت لحم، في الضفة الغربية، و"معاليه أدوميم"، التي تقع على بعد 7 كيلومترات شرق القدس، ومحاذية لبلدتي أبو ديس والعيزرية. وضرب دغلس مثلاً على المناطق التي تنوي إسرائيل بناء بؤر جديدة فيها، قائلاً:" يوجد مجموعة من المستوطنات المتباعدة في منطقة جنوب نابلس والسارية واللبد، ستصبح تجمع للمستوطنات، ثم بؤرة ثالثة، إضافة إلى مجموعة مستوطنات أرئيل، المقامة على أراضي مدينة سلفيت الفلسطينية، أيضا ستصبح بؤرة رابعة، وفي جبل الخليل ستقام بؤرة خامسة". وأشار دغلس إلى أن كل بؤرة من الخمسة، تضم ما يزيد عن 18 مستوطنة داخلها، الأمر الذي سيكون عائقا جديدا أمام عملية السلام في حال جلس طرف الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات المتوقفة بسبب التوغل الاستيطاني، موضحاً أنه في حال العودة للمفاوضات سيكون الحديث عن تفكيك بؤر استيطانية، وليس مستوطنات كما كان بالسابق، هذا ما سترفضه إسرائيل بالمطلق. وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تسارع الوقت في تنفيذ مخططاتها من أجل فرض حقائق جديدة، على الأرض الوقع، في وقت تستخدم الإفراط بالقوة وقتل الفلسطينيين خلال عمليات مصادرة أرضيهم، لصالح الاستيطان. وشهد عام 2015 922 اعتداء من قبل المستوطنين بدون اعتداءات الجيش الإسرائيلي. وكثيرا ما انتقد الفلسطينيون المنخرطون في عملية السلام مع إسرائيل، وأطراف دولية كالأمم المتحدة، والمملكة والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وواشنطن وجود المستوطنات الحالية وقيام إسرائيل بالتوسع المستمر فيها وبناء بؤر استيطانية جديدة باعتبارها عقبة أمام عملية السلام، لكن بدون اتخاذ أي رد فعل قوي تجاه إسرائيل. وكشف دغلس النقاب عن تعالي أصوات داخل الحكومة الإسرائيلية لسيطرة على المنطقة (C)، والتي تشكل نسبة 63 % من مساحة الضفة الغربية، وتخضع أمنياً للجانب الإسرائيلي. وقال:" منذ فترة والجيش يستهدف سكان تلك المنطقة وهدم مؤخراً مئات المنزل والخرب الرعوية القديمة، ويعمل بقوة على إفراغ ساكن تلك المناطق والسيطرة على أرضيهم". وأضاف دغلس:" صحيح أن عدد سكان تلك الخرب القديمة قليل، لكنهم يحمون مئات الآلاف من الدونمات، فمثلاً خربة الطويل عدد سكانها 80 فلسطيني لكنها يحمون ما يزيد عن 80 ألف دونم"، محملاً المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة اتجاه الضغط على إسرائيل لوقف التوغل الاستيطاني، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، للإبقاء على ما تبقى من خيار حل الدولتين. كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، مطلع الأسبوع، عن ارتفاع كبير في البناء الاستيطاني، خلال العام 2015 داخل المستوطنات التي تطلق عليها إسرائيل "المستوطنات المنعزلة"، وكذلك فيما يسمى البؤر الاستيطانية "غير الشرعية" وبغطاء من الحكومة الإسرائيلية.