وصلت 150 طائرة مقاتلة سعودية وقطرية إلى قاعدة أنجرليك التركية، تمهيدا لبدء الحملة على تنظيم "داعش" في سوريا، فيما اتجهت عناصر فيلق الشام من إدلب نحو حلب للمشاركة في العمليات البرية ضد التنظيم المتطرف، حسب محمود الشيخ، قائد إحدى كتائب المعرضة المسلحة في ريف حلب الشمالي. وبحسب الشيخ، فإن الطائرات السعودية والقطرية أصبحت جاهزة للمشاركة في عمليات قتالية محتملة في سوريا. مضيفا: "إن لم تكن قد بدأت بالمشاركة فعلاً"، مضيفاً: إنه سيجري التعاون مع فصائل من قوات المعارضة للقيام بالمهام العسكرية العاجلة، حيث سيجري الاعتماد بشكل رئيسي على فيلق الشام وهو فصيل عسكري تربطه علاقات وثيقة بتركيا، وسبق له أن أعلن انفصاله عن جيش الفتح في إدلب، وبدأ بنقل عناصره إلى ريف حلب. مؤكدا أن هذا الفصيل سيكون نواة لتجميع فصائل أخرى مقاتلة في حلب لدعم القوات البرية، وأكد الشيخ أن ما يحدث الآن ما زال يفتقد الوضوح، مرجحا أن الأمور قد تنجلي خلال أيام. وحول صورة الوضع العسكري في ريف حلب، قال الشيخ: إن قوات النظام السوري اكتفت حتى الآن بفك الحصار عن مدينتي نبل والزهراء، وإن عملياتها تقتصر على توسيع الطريق إليهما، وتأمينه عن طريق السيطرة على بعض القرى والبلدات القريبة منه، فيما أفسحت المجال أمام وحدات حماية الشعب الكردية أو ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية للتقدم ومحاصرة قوات المعارضة في مساحة جغرافية لا تتجاوز خمسة عشر كيلومترا في منطقة إعزاز شمال حلب تحت غطاء كثيف من القصف الجوي الروسي والقصف المدفعي لقوات النظام، ما استدعى تدخلاً تركياً عاجلاً، مؤكداً أن المدفعية التركية المرابطة في كلس تقصف لليوم الثاني على التوالي محيط إعزاز وتل رفعت ومارع ومنغ. من جهته، انتقد السيناتور الجمهوري الاميركي جون ماكين أمس اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا الذي توصلت اليه الدول الكبرى، معتبرا انه لن يؤدي إلا الى تعزيز "العدوان العسكري الروسي". وقال السيناتور الجمهوري في المؤتمر حول الامن في ميونيخ بجنوب المانيا: ان اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي عقدته القوى الكبرى ليل الخميس الجمعة "يتيح مواصلة الهجوم على حلب طوال اسبوع". واضاف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "إنه يطلب من مجموعات المعارضة وقف المعارك، لكنه يتيح لروسيا الاستمرار في قصف "الارهابيين"، أي الجميع بحسب (مفهومها للمعارضة) بمن فيهم المدنيون". واتفقت الولاياتالمتحدةوروسيا وابرز حلفائهما، خلال اجتماع في ميونيخ، على "وقف للاعمال العدائية" خلال اسبوع في سوريا، والاسراع في تقديم المساعدة الى المدنيين المحاصرين.وأوضح ماكين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اشرك طيرانه في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الاسد، لم يوافق بالصدفة الآن على الهدنة، وقال: "سبق ان رأينا هذا المشهد في اوكرانيا. فروسيا تدفع بآلتها العسكرية المتفوقة، وتغير المعطيات الميدانية.. وتفاوض على اتفاق للحفاظ على ما كسبته في الحرب ثم تختار لحظة استئناف المعارك". وأشار ماكين الى ان اتفاق ميونيخ "لا يلزم العسكريين الامريكيين والروس فقط بأن يتجنبوا الاصطدام (بين طائراتهم في الاجواء السورية)، بل يلزمهم ايضا بتنسيق تحركاتهم، الامر الذي كانت واشنطن ترفضه حتى الآن". وينبغي ان ينسق المسؤولون العسكريون من كلا البلدين بهدف تحديد مقاتلي المعارضة الذين يعتبرون "ارهابيين"، وبينهم تنظيم داعش وجبهة النصرة، بحيث يمكن بالتالي استمرار قصفهم. وقال المرشح السابق للرئاسة الاميركية: ان "الشيء الوحيد الذي تغير في طموحات (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، هو ان شهيته تكبر عندما يأكل". وخلص ماكين الى القول: ان "بوتين ليس مهتما بشراكة معنا. انه يريد تعزيز نظام الاسد، وان يجعل من روسيا مجددا قوة عظمى في الشرق الاوسط. انه يريد تعميق ازمة المهاجرين لتقسيم الحلف الاطلسي ونسف المشروع الاوروبي".