الفائض العالمي للنفط سيكون أكبر من التقديرات السابقة في النصف الأول، مما يزيد من خطر حدوث المزيد من الخسائر في السعر، كما يعزز إيرانوالعراق، وهما من أعضاء أوبك، الإنتاج مع تباطؤ نمو الطلب، وذلك وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وقالت الوكالة إن العرض قد يتجاوز الاستهلاك بمعدل 1.75 مليون برميل يوميا في هذه الفترة، مقارنة مع تقدير 1.5 مليون في الشهر الماضي، والزيادة يمكن أن تتضخم إذا أضافت أوبك المزيد من الإنتاج. حيث رفعت إيران الإنتاج في يناير بعد رفع العقوبات الدولية، ووصل حجم النفط العراقي رقما قياسيا، فيما رفعت السعودية أيضا الإنتاج. وبذلك قلصت الوكالة تقديرات الطلب العالمي على النفط. وقالت المنظمة التي تقدم المشورة إلى 29 دولة والتي تتخذ من باريس مقرا لها في تقريرها الشهري عن السوق: "مع غرق السوق بالفعل بالنفط، من الصعب جدا أن نرى كيف يمكن لأسعار النفط أن ترتفع بشكل ملحوظ على المدى القصير". وأضاف التقرير: "في هذه الظروف زادت المخاطر قصيرة الأمد نحو الهبوط." لا تزال أسعار النفط بحدها الأعلى قرب 30 دولارا للبرميل بعد أن هبط إلى أدنى مستوى منذ 12 عاما في أواخر يناير. وفي حين انتعشت الأسعار وسط توقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط قد تتفق على تخفيضات الإنتاج مع الدول غير الأعضاء، ووفقا لوكالة الطاقة الدولية فإن "احتمال وجود تخفيضات منسقة منخفض جدا". لم يظهر أي اتفاق لكبح جماح العرض الأسبوع الماضي بعد أن جال وزير النفط الفنزويلي الوجيو ديل بينو عواصم النفط من موسكو إلى الرياض. وقالت الوكالة إن الإنتاج من 13 عضوا من أعضاء أوبك ارتفع بمقدار 280 ألف برميل يوميا في الشهر الماضي ليصل إلى 32.63 مليون برميل. يشكل هذا حوالي 900 ألف برميل يوميا أكثر من المعدل المطلوب من المجموعة في عام 2016. وسعت إيران الإنتاج بمقدار 80 ألف برميل يوميا ليصل الرقم إلى 2.99 مليون في يناير بعد التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية حول رفع العقوبات على النفط مقابل قيود على البرنامج النووي لإيران. رفعت العراق الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل يوميا إلى 4.35 مليون ويمكن زيادة هذا العدد إلى ما هو أبعد من ذلك، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، التي كانت قد تنبأت في أكتوبر بأن العراق سوف تعاني بعض الصعوبات في سبيل إضافة إمدادات جديدة. عززت السعودية، أكبر عضو والقائد الفعلي في أوبك إنتاجها بمقدار 70 ألف برميل يوميا ليصل إلى 10.21 مليون برميل. خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط في العام الماضي والعام 2016، بمقدار 100 ألف برميل يوميا، تاركة بذلك مستوى النمو لهذا العام دون تغيير عند 1.2 مليون برميل يوميا إلى متوسط 95.6 مليون يوميا. هذا النمو أضعف من ذروة السنوات الخمس البالغة 1.6 مليون برميل يوميا في 2015، وسط تراجع الطلب من الصين والولايات المتحدة. تراجعت الإمدادات من خارج أوبك بمقدار 50 ألف برميل يوميا في يناير عن الشهر الذي سبقه، ما أدى إلى إعاقة النمو السنوي. وفي حين أن الإنتاج من خارج أوبك سوف يتراجع هذا العام بمقدار 600 ألف برميل يوميا، في الوقت الذي يتراجع فيه إنتاج النفط الصخري الأمريكي، إلا أن التراجع "يتخذ وقتا طويلا للغاية ليحدث"، كما قالت الوكالة.