ألقت الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها النصر بظلالها على مستويات ونتائج الفريق هذا الموسم والتي كان آخرها الخسارة الثقيلة والمفاجئة أمام نجران بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، تلك الخسارة التي فجرت براكين الغضب في المدرج الأصفر الذي فقد الثقة في إدارة النادي بعد التراجع المخيف هذا الموسم وطالبها بحل مشاكل الفريق المالية أو الاستقالة وترك المجال لمن يجد في نفسه القدرة لخدمة النادي. ففي بداية الموسم الرياضي كان البعض يختلق الأعذار للإدارة ويعزو تراجع النتائج والمستويات لأسباب فنية منها غياب سبعة لاعبين من العناصر الأساسية نتيجة الإصابات والإيقافات، بينما أرجعها البعض الآخر إلى تأخر الإعداد وجلب اللاعبين الأجانب وإفلاس المدرب الأسبق الأوروجوياني داسيلفا الذي خسر معه الفريق بطولة السوبر وودع كأس ولي العهد ولم يحقق معه في الدوري سوى انتصار وحيد في أربع مباريات حيث تعادل في اثنتين وفاز كما خسر في واحدة. وبعد إقالة المدرب داسيلفا واصلت الإدارة أخطاءها ولم توفق في اختيار البديل المناسب له عندما جلبت المدرب الإيطالي فابيو كانافارو الذي فشل فشلا ذريعا في لململة أوراق الفريق وترتيب صفوفه رغم منحه الفرصة الكاملة والكافية، فالمدرب قاد الفريق في إحدى عشرة مباراة دورية ولم يحقق خلالها الفوز سوى في ثلاث مباريات والخسارة في مثلها والتعادل في خمس مباريات قبل أن تعلن إدارة النادي إقالته بعد رباعية نجران. ورغم وقوع الجهاز الفني الأول (داسيلفا) والثاني (كانافارو) في جملة أخطاء وتحملهما جزءا من الإخفاق إلا أن المشكلة الرئيسية تبقى مالية، فاللاعبون لم يتسلموا مكافآت فوزهم بالدوري في الموسم الماضي حتى الآن والبالغة 300 ألف ريال لكل لاعب، كما أنهم لم يتسلموا رواتبهم الشهرية لثمانية أشهر وهو الأمر الذي أثر سلبا على نفسياتهم وأحبط معنوياتهم وباتوا يؤدون المباريات كتأدية واجب فقط وفي طريقهم لمقاطعة التدريبات في الأيام المقبلة، خصوصا وأن الإدارة لم تفي بوعودها السابقة معهم والمتعلقة بصرف مستحقاتهم. ونظرا لحساسية المرحلة الحالية التي ستشهد مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا وخوض الأدوار النهائية في مسابقة كأس الملك، فإن الإدارة تسعى جاهدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لحفظ ماء الوجه، فهي تعمل على توفير جزء من مستحقات اللاعبين وتسلميها لهم لرفع روحهم المعنوية وفي نفس الوقت تبحث عن مدرب قادر على انتشال الفريق من أزمته الفنية وإعادته لوضعه الطبيعي. وقد طالبت الجماهير الغاضبة خلال الأيام الماضية إدارة النادي بفتح قنوات الاتصال ومد جسور التواصل مع أعضاء الشرف وتوفير مستحقات اللاعبين المتأخرة والتخطيط من الآن للموسم الجديد أو تقديم الاستقالة وترك المجال لأبناء النصر المخلصين الذين يرغبون في خدمة الكيان، مؤكدين أن هذا الموسم الذي كان مليئا بالأخطاء الإدارية سيكون للنسيان ولا ينتظرون من الفريق بطولة وإنما الخروج من الموسم بأقل الأضرار في ظل مستوياته المتواضعة ونتائجه الهزيلة التي حققها خلال الفترة الماضية. نايف هزازي