مع إشراقة شمس نصر جديد في عهد إدارة جديدة أعادت (الحياة) لمدرج الشمس، بعد سنوات عجاف وغياب طويل عن منصات التتويج، كان لصعود المنصات بعد الغياب طعم مختلف لدى النصراويين، وإعادة بناء فريق كبير كالنصر لم يكن بالأمر السهل، بل كان يُشكل (ضغطا) على الإدارات السابقة التي تعاقبت على رئاسته، والكفاح العملي لإدارته الحالية، اتضح جليا في السنوات الأخيرة وترجمته(الأرقام) بحصد الدوري في الموسمين الماضيين وكأس ولي العهد، بعد توفير جميع سبل النجاح الميداني، من خلال الدعم المالي والمعنوي من الإدارة النصراوية بقيادة الأمير فيصل بن تركي، الذي قدم نصراً مختلفا وكوكبة من النجوم. التعاقد في الموسم الماضي مع الأورجوياني داسيلفا، الذي بدأ مساره التدريبي بشكل جيد وحقق بطولة الدوري للموسم الماضي، وكان يُعاب عليه عدم الاستقرار على نهج تكتيكي واحد، والتغيير المستمر في تشكيلة الفريق كانت بدايةٍ لمسلسل التخبطات الفنية (مستغلاً) ثقة الرئيس، مما جعل الأخير يُكابر ويتمسك بالمدرب المفلس فنياً، بالرغم من سلبياته الفنية، واصل الرئيس التعنت، ولم يستمع لآراء المحليين والنقاد والجماهير بضرورة إقالة داسيلفا، لإيقاف العبث الفني، مضت الأيام واستمر المدرب يتخبط، وخسر نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الهلال في الموسم الماضي، وقررَ الرئيس منح لاعبي الفريق إجازة طويلة قبل بداية البرنامج الإعدادي، كانت السلبية سمة بارزة وعنواناً للمعسكر الإعدادي بسبب تأخيره، وعدم النجاح في التعاقدات الأجنبية، مما انعكس بشكل سلبي على الفريق فنياً ولياقياً. اتضح ذلك الانعكاس السلبي بالسقوط في الاختبار الأول في نهائي السوبر، اعتقد بعضهم أن مباراة واحدة ليست مقياسا للإعداد، وكانت المفاجأة لدى المدرج النصراوي في النتائج السلبية في المباريات بالدوري، والتدهور الفني المتواصل، حتى بات الفريق غير قادر على تجاوز الأندية الصغيرة، مما دفع الإدارة للتخلي عن المكابرة لتعلن إقالة داسيلفا والتعاقد مع الإيطالي كانافارو، ربما إدارة النصر نظرت إلى سيرته الذاتية كلاعب صاحب تاريخ ناصع في الملاعب، ولم تتمعن في سجله التدريبي. مازال كانافارو في البدايات التدريبية وليس بذلك المدرب (المنقذ) والقادر على إيقاف النزيف النقطي وإعادته للتوهج، والهشاشة الفنية المتمثّلة في انخفاض مستويات اللاعبين المحليين والأجانب صعبت مهمة المدرب، وعودة النصر تحتاج لمدرب يملك الكفاءة التدريبية والصياغة الفنية الناجحة والملائمة لإمكانات اللاعبين، وكذلك استغلال الفترة الشتوية لجلب عناصر أجنبية تشكل دعامة فنية وقوة ميدانية، مع ضرورة تخلي الإدارة عن (التعنت) الفكري، والآراء الأحادية التي لن تجدي نفعاً، والمكابرة الإدارية التي ستكون نتائجها إخفاقات ميدانية وهدماً لبناء عمل إداري وفني للسنوات الماضية.