فقط عندما يغيبهم الموت وينتقلون إلى رحمة المولى -عز وجل-؛ نتذكرهم ونسطر مناقبهم ونسترجع أفكارهم، ونشعر فجأه ببعض الإثم فيما كنا نظن منهم. ولنتبين بأن ما كان في أمسهم من إخلاص للوطن وصدق للمجتمع هو كل ما نحتاج إليه.. ليس السؤال عمن الذي استطاع أن يؤثر في البعض منا؛ ليخلق انطباعا عاما نحكم من خلاله دون مبررات، ونروج له بلا براهين، ونتوقع لمجرد السوء إرضاء لمن يمانع لأجل الشك ويعتقد بأن في كل تغيير جنوحا! السؤال الذي يجب أن نفكر به ونتساءل من أجله، هو عن اندفاع البعض للتصديق دون تمحيص، والانقياد لمجرد مسايرة الآخرين، وإصدار الأحكام بتحيز لتكون التهمة واقعا.. والإشاعة حقيقة.. مهما حورب النجاح، فإنه سيبقى في النهاية نجاحا، خاصة عندما يكون في خدمة الآخرين.. كان هناك أشخاص عاشوا بيننا ووصلوا إلى حالات سامية من الوعي وتقدير المسئولية، غير أن البعض انشغلوا بالحكم على نواياهم بما لم يأت مع الأيام؛ لأننا ببساطة لا نحاول أن نخرج من ذواتنا ونتغلب على الظروف التي أصبحنا معتادين أن تتحكم في رؤيتنا وتوجهاتنا، لنجعل اختلافنا خلافا ولتكون المصلحة العامة هي الضحية التي يتم التفكير فيها بشك مغلف بحسن نية تحركها العواطف وتتجاهلها العقول!. هؤلاء الأشخاص كرسوا إخلاصهم من أجل قناعاتهم، واستقصدوا بسبب أهواء من عادوهم ممن كان حدسهم ونظرتهم المستقبلية قاصرة؛ لتكون المفارقة مع الوقت، بأن تتغير الرؤية وتتبدل القناعات ليتضح بأن الإنسان عدو ما يجهل! التغيير المدروس هو مطلب الحياة.. والتخطيط من أجله هو ما نحتاج أن يكون.. والتوقع لما قد يكون بإيجاد بدائل مطلب مهم وظروري؛ حتى لا نفاجأ مع الأيام وحتميتها بذلك التغيير الذي يفرض نفسه رغما عن كل ممانعة هي في حقيقتها مجرد توجس وخوف!! ذلك التغيير الذي نحن من نصنعه ولا يكون هو ما ننتظره ليبدلنا ويشتتنا ويبقينا منبهرين!