اظهر تقرير احصائي حديث انه تم رصد 2305 حالات ملاريا إيجابية خلال العام 2014 م، وسجلت المنطقة الشرقية "الدمام" أكبر نسبة من الحالات الإيجابية حيث بلغت 25.2 % من مجموع الحالات، تليها جازان بنسبة 21.6 %. ووفقاً للتقرير الذي حصلت "اليوم" على نسخة منه لم تسجل بيشة وتبوك أي حالات إيجابية، فيما بلغت نسبة الإصابة بطفيل الملاريا الخبيثة 50.1% والثلاثية الحميدة 49.6 %، بينما بلغت نسبة الإصابة بطفيل الملاريا الرباعية الحميدة 0.3 %، وتشكل الإصابة بطفيل الملاريا "بلازموديوم فالسيبرم" نسبة تصل إلى 50.1 % من إجمالي الحالات الإيجابية كما يعتبر بعوض الأنوفليس أرابينسيس الناقل الرئيس للمرض. وأبان التقرير أن توزيع حالات الملاريا حسب فئات العمل بأماكن التوطن: بلغت حالات الملاريا الإيجابية في الفئة العمرية من 10 سنوات فأكثر 94.53%، وأن الفئة العمرية أقل من 10 سنوات مثل 5.47 % من مجمل حالات الملاريا الإيجابية بأماكن التوطن مفصلة على النحو التالي : من 1 – 5 سنوات 2.46 %، ومن 5 – 10 سنوات 3.01 %. فيما كان هناك ارتفاع حاد في عدد حالات الملاريا في أشهر سبتمبر واكتوبر وديسمبر عام 2014 م في معظم المناطق، وفقا لتوزيع حالات الملاريا حسب المنطقة وشهور السنة، وقد لوحظ أن الانخفاض في عدد حالات الملاريا قد بدأ خلال شهر ابريل ووصل إلى المعدلات الطبيعية للمرض خلال شهر مايو وحتى نهاية شهر أغسطس، ثم بدأ مبرة أخرى في الارتفاع في شهر سبتمبر وهذا يتمشى مع موسم انتقال عدوى الملاريا بالمملكة، الذي يتزامن مع موسم هطول الأمطار. وتعد الظروف البيئية والمناخية ذات دور هام في انتشار مرض الملاريا، حيث تؤثر تأثيراً مباشراً في تحديد نوع البعوض الناقل ومدة حياته وكثافته وإكمال دورة حياة طفيل الملاريا داخل جسم البعوض. ونظراً لاتساع رقعة المملكة وما يتبع ذلك من اختلاف الموقع الجغرافي والأحوال المناخية للمناطق المختلفة فإن الوضع الوبائي يختلف من منطقة إلى أخرى، بل وفي المنطقة نفسها، ومن عام لآخر وفقاً لتغير الظروف البيئية والمناخية ومدى فاعلية عمليات المكافحة في مواجهة هذه المتغيرات. وبدأ مشروع مكافحة الملاريا بالمملكة عام 1948م، حيث تم وقف نقل العدوى في المناطق الشرقية والشمالية، كما تم وقفها أيضاً في أجزاء كبيرة من المنطقة الغربية، خاصة في المدن الكبيرة. وتعتبر منطقة ساحل تهامة وجازان من أهم المناطق توطناً للملاريا بالمملكة والتي شملها برنامج المكافحة في السنوات الأخيرة. ووفقاً لوزارة الصحة فان الملاريا هي مرض معدٍ يتسبب في حدوثه كائن طفيلي يسمى البلازموديوم، ينتقل عن طريق البعوض، ويتسلل هذا الطفيلي داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها. ويمكن أن يصاب الشخص بالملاريا بطرق أخرى غير التعرض للدغات البعوض؛ وذلك بالتعرض للدم المصاب في الحالات التالية: الأم المصابة قد تنقل الملاريا للجنين، وعمليات نقل الدم من شخص مصاب، ومشاركة الإبر مع شخص مصاب. وتسهم خدمات التشخيص والعلاج في المراحل المبكرة في التخفيف من حدة المرض والوقاية من الوفيات الناجمة عنه، كما تسهم في الحد من سريانه. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الحرص - قبل إعطاء العلاج - على تأكيد جميع حالات الملاريا المشتبه فيها من خلال التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي (إما عن طريق المجهر أو اختبار التشخيص السريع). ويمكن إتاحة نتائج ذلك الفحص في غضون 15 دقيقة أو أقل، ولا ينبغي إعطاء العلاج استنادًا إلى الأعراض فقط إلا عندما يتعذر إجراء التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي. وفي معظم حالات المصابين بالملاريا يعاني واحدًا أو أكثر من مضاعفات المرض: تجمع السوائل في الرئة مسببة مشكلات في التنفس، وفشل في الكبد أو الكلى أو تمزق الطحال، فقر الدم، ويحدث تورم في الدماغ وضمور لخلاياه، وتسبب الملاريا الدماغية غيبوبة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تشير آخر التقديرات التي نشرت في ديسمبر 2014، فإن عدد حالات الملاريا بلغ 198 مليون حالة في عام 2013 (نطاق عدم اليقين: من 124 مليون حالة إلى 283 مليون حالة) وأنّ عدد وفياتها بلغ قرابة 584000 وفاة (نطاق عدم اليقين: 367000 - 755000) في العام نفسه. وقد انخفضت معدلات وفيات الملاريا بأكثر من 47% على الصعيد العالمي منذ عام 2000، وبنحو 54% في إقليم منظمة الصحة العالمية الأفريقي. ومعظم من يموتون بسبب هذا المرض هم من الأطفال الذين يعيشون في أفريقيا، حيث لا تمرّ دقيقة واحدة إلاّ وتشهد وفاة طفل جرّاء الملاريا. ولقد انخفضت معدلات وفيات الملاريا بين الأطفال في أفريقيا بما يقارب 58% منذ عام 2000.