رصد إحصاء خاص لوزارة الصحة أن عدد الحالات المسجلة لمرض الملاريا بلغ 2788 مواطناً ومقيماً في المملكة خلال عام 2011، أكثرهم في مناطق تهامة مثل جازان والقنفذة، يصاب أكثرهم في مواسم الأمطار، و97 في المئة من المصابين من خارج المملكة من الوافدين إليها وليس المقيمين. وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن منطقة الساحل التهامي وجازان تعتبر من أهم المناطق توطناً للملاريا بالمملكة والتي لم يشملها برنامج المكافحة إلا في الأعوام الأخيرة، بسبب وعورة الطرق وصعوبة الاتصال وعدم توافر الأيدي العاملة، ولفتت إلى أن عدد الحالات المحلية الإيجابية بلغت 69 حالة، كما رصدت 59 إصابة محلية في منطقة جازان بنسبة 85 في المئة، تليها عسير بنسبة 13.04 في المئة، مشيرة إلى أن المناطق الأخرى خالية من الإصابات المحلية. وذكرت الإحصاءات أن نسبة الحالات الإيجابية الوافدة 97 في المئة من جميع الحالات الإيجابية المبلغة وكانت نسبة الحالات الوافدة من خارج المملكة 100 في المئة، بينما لا توجد حالات وافدة من داخل المملكة، فيما سجلت الشرقية أكبر نسبة من الحالات الإيجابية الوافدة من الخارج، إذ بلغت 25.91 في المئة من مجموع الحالات الوافدة من الداخل، تلتها جازان بنسبة 25.32 في المئة. وأضافت أن الارتفاع في عدد الحالات يبدأ في شهر كانون الثاني (يناير) في كل المناطق ويبدأ في الانخفاض في شهر آذار (مارس) ليبدأ الارتفاع مجدداً في شهر تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر في الارتفاع حتى كانون الأول (ديسمبر)، ليقابل الارتفاع في كانون الثاني (يناير)، خصوصاً في جازان التي تعتبر إحدى المناطق الجنوبية، إضافة إلى أن المناطق الجنوبية الغربية من المملكة تعد من المناطق عالية الوبائية. وأشارت الإحصاءات إلى أن الانخفاض في عدد حالات الملاريا الذي بدأ خلال آذار (مارس) ووصل إلى أقل المعدلات خلال أشهر أيار (مايو) وحتى أيلول (سبتمبر)، بدأ مرة أخرى في الارتفاع في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، خصوصاً في منطقة جازان، وهذا يتوافق مع موسم انتقال عدوى الملاريا في المملكة، الذي يتزامن مع موسم هطول الأمطار. ولفتت إلى أن نسبة الإصابة بطفيل الملاريا المزدوجة بلغت 0.7 في المئة بينما الإصابة بالملاريا الرباعية بلغت 0.2 في المئة، وبلغت حالات الملاريا الإيجابية في الفئة العمرية من 10 أعوام فأكثر 91.78 في المئة، فيما بلغت في الفئة العمرية أقل من 10 أعوام 8.22 في المئة من مجمل حالات الملاريا الإيجابية في أماكن عالية الوبائية. وترتكز مكافحة الملاريا في المملكة على محاور عدة، منها عمليات الرش البؤري لمكافحة اليرقات في أماكن التوالد، بخاصة في مواقع نقل العدوى والمناطق عالية الوبائية، ورش المنازل بالمبيد ذي الأثر الباقي، وذلك يتم في مناطق الملاريا ذات الوبائية العالية، والرش الفراغي ويستخدم الرش بالرذاذ المتناهي الصغر والرش الضبابي داخل الغرف، وخارجها كوسيلة سريعة لتقليل كثافة البعوض في المناطق التي تزداد فيها حالات الملاريا. كما تتم المكافحة باستخدام الوسائل الميكانيكية للحد من أماكن توالد البعوض، وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيد للمجموعات الأكثر تعرضاً، وتكثيف برامج التوعية الصحية، ويتم التقويم الحشري لأعمال المكافحة في جميع المناطق لتحديد كثافة الناقل وعاداته وسلوكه وحساسيته للمبيدات عن طريق المسوحات الحشرية المختلفة على مدار العام. يُذكر أن مشروع مكافحة الملاريا في المملكة بدأ عام 1948، وأدى إلى وقف نقل العدوى في المناطق الشرقية والشمالية، وفي أجزاء كبيرة من المنطقة الغربية، خصوصاً في المدن الكبرى.