منذ أن بدأتْ عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل قبل أقل من عام من قبل دول التحالف بقيادة المملكة لاسترداد الشرعية في اليمن الشقيق، والقيادة العسكرية تضع في اعتبارها أنها لا تخوض حربا بقدر ما هي تجري عملية قيصرية هدفها الأساس إزالة أسباب العلة في اليمن دون إلحاق الأذى بالجسد الوطني بشرا كان أو حجرا، كان ذلك هو شعار كل العمليات العسكرية الجوية والأرضية، والتي كانت تنتقي أهدافها بمنتهى الدقة، بعيدا عن أذى المدنيين أو استهداف المقرات المدنية، رغم مناورات الحوثيين وأتباع المخلوع، وإصرارهم على استخدام بعض المواقع المدنية لنصب مدفعياتهم وبطارياتهم لاستدعاء التحالف إليها لضرب المدنيين، واستغلال ذلك أمام العالم لإدانة قوات التحالف، وهو ما لم تستجب له تلك القوات التي كثيرا ما أحجمتْ عن ضرب بعض الأهداف العسكرية المؤذية لمجرد أنها وضعتْ بالقرب من مواقع مدنية، لكن ورغم كل هذه التحفظات التي ربما ساهمت بتطويل أمد العمل العسكري، فقد سعى الحوثيون وأنصارهم طيلة الفترة الماضية إلى محاولة تشويه عمليات قوات التحالف إما من خلال تحريك آلياتهم وزرعها داخل نطاقات مدنية، أو حتى ضرب بعض المواقع واتهام التحالف بذلك، وهو ما ثبت بالدليل أمام الخبراء الذين يفرقون بين الإصابات الجوية والإصابات الأرضية، إلا أن الإعلام المغرض والمضلل والذي يستاء من عمليات التحالف قد وجد ضالته في تلك الفبركات، وأخذ يستأجر النوائح على المدنيين الذين يسقطون جراء عمليات التحالف حسب زعمهم، وقد وجدت هذه الدعاوى بعض الأصداء في بعض القنوات من الإعلام الغربي الذي يريد أن يرحب بإيران بطريقته بحثا عن مغانم جديدة، ليروج بدوره لتلك الادّعاءات الباطلة. ولقطع الطريق تماما أمام هذه الأكاذيب أعلنت مؤخرا قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن تشكيل فريق مستقل عالي المستوى في مجال الأسلحة والقانون الدولي الإنساني لتقييم الحوادث واجراءات التحقق، وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها، والخروج بتقرير واضح وكامل وموضوعي لكل حالة على حدة يتضمن الاستنتاجات والدروس المستفادة والتوصيات والإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها، وأكد المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري خلال مؤتمر صحفي عقده في الرياض أمس الأول أن قوات التحالف وعملية إعادة الأمل التي تستهدف إعادة الشرعية لليمن تضع سلامة المواطن اليمني على رأس أولوياتها، وأنها تتمتع بدرجة عالية من الاحترافية، مضيفا أن تقارير هذا الفريق الذي تم تشكيله ستكون ضمن أولويات قيادة التحالف في عملياتها العسكرية، لافتا إلى أن ما يُثار حول استهداف قوى التحالف مردّه للميليشيات الحوثية وأنصار المخلوع بدليل أنه ليس هنالك عمليات إرهابية في صنعاء، ولو كانت المملكة ودول التحالف تخوض حربا غير انتقائية هدفها هزيمة الحوثي وصالح بأي ثمن لأنهت مهمتها في الشهر الأول، لكن ولأنها ترفض المساس بأي مدني فكثيرا ما تغاضت عن مصادر نيران تخرج من محيط سكني أو مشاف أو مجمعات مدنية، حيث يلجأ الحوثيون إلى ذلك لجر الأعمال العسكرية إليها غير عابئين بأرواح المواطنين.