مع إطلاق شركة أرامكو آسيا، التي دُشنت رسميًا في نوفمبر 2012م، دخلت أرامكو السعودية مرحلة جديدة في تجسيد رؤيتها للتحول إلى عنصر رئيس للطاقة والكيميائيات في الشرق الأقصى. وتمثل هذه الشركة جسرًا يربط أرامكو السعودية بالقارة الآسيوية، ويلعب هذا الجسر دورًا يشبه «طريق الحرير» التاريخي، خط التجارة الرئيس الذي ربط الصين بالعالم العربي قبل آلاف السنين. وتتألف شركة أرامكو آسيا. من ثلاث شركات، هي: شركة خدمات أعمال أرامكو الشرق الأقصى الصين، وشركة أرامكو آسيا اليابان، وشركة أرامكو آسيا كوريا، التي تمتلكها جميعًا شركة أرامكو آسيا المملوكة أيضًا لأرامكو السعودية. وتتوزع مكاتبها في الدول الثلاث: الصينواليابانوكوريا الجنوبية. وتندرج جميع الشركات تحت اسم «أرامكو آسيا» لإظهار التزام أرامكو السعودية بالمنطقة الآسيوية لتشكل منظومة واحدة تمثل جسرًا بين أرامكو السعودية وآسيا، وهي تقدِّم نطاقًا من خدمات المساندة تشمل: تسويق الزيت، والمنتجات الكيميائية، والاستثمار، وتطوير الكفاءات الوظيفية، ونشاطات العلاقات العامة. ومع مواصلة أرامكو السعودية النمو والتوسع في أعمال المواد الكيميائية، فإن شركة أرامكو آسيا توفر فرصًا كبيرة لأرامكو السعودية وشركائها الآسيويين. وتشكل واردات منطقة الشرق الأقصى حاليًا حوالي ثلثي الزيت الخام الذي تصدره أرامكو السعودية. حضور أرامكو السعودية في الشرق الأقصى على الرغم من أن حضور أرامكو السعودية في الشرق الأقصى بدأ قبل عقودٍ طويلة، إلا أنه يزداد قوة الآن من خلال تنفيذ أهدافها الطموحة لبرنامج التحوُّل الاستراتيجي المتسارع عبر نوافذ شركة أرامكو آسيا في كل من الصينواليابانوكوريا الجنوبية، إذ تسعى الشركة لتعزيز وجودها وتمتين علاقاتها مع شركائها في هذه الدول الثلاث، وبخاصة الصين التي تتطور بسرعة فائقة في مجال البتروكيميائيات. ويعد تدشين شركة أرامكو آسيا خطوة مهمة إلى الأمام في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة للتنمية والتطوير من خلال العمل مع أصدقاء المملكة الآسيويين عن قرب لتوفير جميع أنواع الطاقة المطلوبة. وقد أصبحت الصينواليابانوكوريا الجنوبية، من أهم الموردين لمواد البناء والخدمات لأرامكو السعودية. كما أسهمت مثل هذه التعاملات التجارية في تنمية الاقتصاد السعودي وساعدت في دعم الاقتصادات المتنامية في المنطقة الآسيوية. وقال رئيس شركة أرامكو آسيا، الأستاذ نبيل النعيم: «إن إنشاء شركة أرامكو آسيا سيُساعد في زيادة تعزيز التعاون في المنطقة. كما أن هذه الخطوة تُرسل رسالة واضحة جدًا مفادها أن أرامكو السعودية ملتزمة بتحقيق شراكة طويلة الأجل في المنطقة وتعتزم أن تظل المورد الأكثر موثوقية في آسيا في المستقبل». ولدى أرامكو السعودية استثمارات كبيرة في المنطقة الآسيوية، وقد أُنشئت شركة أرامكو آسيا لإدارة حصصها في تلك الاستثمارات. وفي الصين، كلفت أرامكو آسيا للإشراف على مصالح الشركة الأم (أرامكو السعودية) في شركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات، وشركة ساينوبك سينمي للبترول المحدودة (SSPC). أما شركتا المشاريع المشتركة، إس أويل في كوريا الجنوبية وشَوا شِل في اليابان، فهما من الشركات المتداولة في أسواق آسيا. وتُدير شركة أرامكو آسيا مصالح أرامكو السعودية هناك. نمو متواصل وتحدث النعيم عن النمو المتوقع لأعمال الشركة فقال: «نحن على يقين من النمو المطرد لهذه الأعمال، وستضع شركة أرامكو آسيا خطط العمل اللازمة والاستراتيجيات لاستيعاب النمو المستقبلي». وبالإضافة إلى ذلك، تُخطط أرامكو آسيا لتسويق المنتجات البتروكيميائية الأخرى في آسيا، مثل المركبات العطرية المنتجة في المملكة لضمان قواعد مستقرة من العملاء في المنطقة». وتتجه منطقة آسيا سريعًا لتصبح واحدة من الوجهات الرئيسة لمشتريات أرامكو السعودية ما يُرسخ دورًا مهماً آخر للشركة الوليدة. كما ستتمكن أرامكو آسيا من تحديد الموردين المحتملين والمصنعين ومقدمي الخدمات، فضلًا عن تعزيز فرص الأعمال للشركات السعودية والآسيوية. قفزات كبيرة وعلى جانب الخدمات الهندسية والتقنية، ستكون شركة أرامكو آسيا بمنزلة ذراع أرامكو السعودية الممتدة للخدمات الهندسية وإدارة المشاريع وتقنية المعلومات في منطقة آسيا. مما سيشمل: التحليل التقني والبحوث والمشاركة في الدراسات مع الجهات المعنية هناك. وقد رحب الشركاء الإقليميون بإنشاء شركة أرامكو آسيا، وأعربوا عن رغبة قوية في التعاون معها، ووصفوا قرار إنشائها بأنه يمثل خطوة مهمة لتسهيل الفرص المتزايدة للمملكة والشرق الأقصى، وكذلك لأرامكو السعودية والشركات المحلية. المسؤولية الاجتماعية والتعاون الثقافي قامت شركة أرامكو آسيا بإثراء مشاريع المسؤولية الاجتماعية عبر مبادرات استراتيجية تم تطبيقها في العاصمة الصينيةبكين، وذلك من خلال توقيع مذكرات تفاهم للتعاون الثقافي والبحثي ما بين أرامكو آسيا ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي من جانب، وبين كبريات دور الثقافة والبحث والفكر الرصينة في الصين، مثل: المسرح الوطني الصيني للفنون، حيث من المؤمل أن تُسهم تلك الجهود في تحقيق أهداف الشركة الرئيسة في تلك الدول، وتهيئة فرص عمل جديدة وبناء علاقات وطيدة مشتركة والتعريف بدرجة أوسع وأشمل بهوية ودور الشركة في مجال إمداد اقتصاد العالم بالطاقة. وقال الأستاذ نبيل النعيم، «إن أرامكو آسيا، التي يقع مقرها في العاصمة الصينيةبكين، ولها فرعان مساندان في شانغهاي وشامِن، ستكون بمنزلة بوابة التبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأقصى، فضلًا عن كونها مركزًا لمعلومات السوق والأعمال». وتُعد إدارة التسويق والمشاريع المشتركة في شركة أرامكو آسيا من الإدارات المفصلية في الشركة لما لها من دور محوري في تطوير الأعمال المشتركة في الصين. ويعمل في الإدارة 16 موظفًا من جنسيات مختلفة ولكن أغلبها من الجنسية الصينية من ذوي الكفاءات والخبرة. تطوير الأعمال في آسيا تضطلع شركة أرامكو آسيا، عبر قسم تطوير الأعمال فيها، بدراسة الفرص الاستثمارية الجديدة في آسيا وتقييمها بعد دراسة معمقة بناءً على بنود الاستثمار المدونة في استراتيجية الشركة الأم تحت مظلة برنامج التحوُّل الاستراتيجي مثل مشروع يونان في الصين. كما يقوم قسم مساندة التسويق في الشركة بتولي مسؤولية تلبية احتياجات العملاء من الزيت الخام في الصين وتسعير الزيت الخام بالتنسيق مع أرامكو السعودية في الظهران، كما يقوم القسم بدراسة حالة الأسواق وتقييمها في الصين، إلى جانب دوره المهم في تعزيز العلاقات مع عملاء الشركة الأربعة في الصين ومنهم ساينوبيك، وهي أكبر مستوردٍ للزيت الخام في العالم من أرامكو السعودية. تنسيق المشاريع المشتركة ويُعد قسم تنسيق المشاريع المشتركة في كل من الصينوكوريا الجنوبيةواليابان كهمزة وصل لمشاريع أرامكو السعودية المشتركة في تلك البلدان، حيث يقوم موظفوه بتنسيق جميع الأعمال الخاصة بهذه المشاريع، بالإضافة إلى مساندة المسؤولين فيها في كافة النواحي الإدارية. كما أن أرامكو السعودية تملك حصة في مشاريع مشتركة في آسيا وهي شركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات المحدودة، وشركة سينمي بتروليوم، وإس أويل في كوريا، وشركة شَوا شِل في اليابان إذ يقوم القسم بتوفير الدعم الكامل لأعمال تلك المشاريع. وأخيرًا يقوم قسم البحوث والمساندة بكافة التحليلات المالية للمشاريع المشتركة في آسيا والقيام بدراسات الجدوى الاقتصادية للاستثمارات تحت التطوير، ومتابعة آخر المستجدات في سوق البترول الآسيوي عمومًا، وسوق البترول الصيني خصوصًا. رئيس شركة أرامكو آسيا، الأستاذ نبيل النعيم صورة لمشروع الشراكة بين أرامكو السعودية وشركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات صورة تعود الى العام 1977م لدى زيارة الرئيس الصيني جين شياكان إلى الظهران، حيث اجتمع خلالها بجلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله