ترتكز نتائج كثير من الإجراءات المرورية على إرسال رسالة إيجابية لقائد المركبة تتبلور في كلمة واحدة ألا وهي (السلامة). ومن هذا المنطلق يجب علينا كمسؤولين في المرور وكمؤسسات وأفراد، العمل على الاستفادة من كل وسائل الإعلام المتاحة لرفع الوعي بالثقافة المرورية لدى المؤسسات والأفراد على حد سواء، إيمانا منا بأن الثقافة المرورية كانت ومازالت مطلبا مهما وملحا في ظل ارتفاع نسبة الحوادث المرورية المخيفة، حيث إن العلاقة بين الثقافة المرورية والحوادث المرورية علاقة عكسية فكلما ارتفعت نسبة الثقافة والوعي المروري قلت الحوادث المرورية على الطرقات، والعكس صحيح. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الحوادث المرورية في المملكة تستنزف ميزانية ضخمة تتمثل في فقدان الركيزة الأساس ألا وهي الشباب حسب ما دلت عليه الإحصاءات التي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الوفيات والإصابات في الحوادث هم بين العشرين والأربعين عاما، ما يمثل نزيفا وهدرا لمقدرات وطاقات الوطن، بالإضافة إلى النزيف الاقتصادي الضخم والأثر الاجتماعي المستمر بسبب هذه الحوادث. أمام هذا المشهد المخيف، أعني به نزيف الحوادث المرورية، يجب علينا أن نضع رؤية شاملة للتوعية المرورية تبدأ بتربية الفرد في المنزل مرورا بالمؤسسات التعليمية والتربوية كالمدارس والجامعات وغيرها، وبمساعدة المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة وكل الأفراد الفاعلين في المجتمع، وانتهاء بالتطبيق الصارم للأنظمة المرورية لكل من يعرض الحياة الناس للخطر. وأنا على ثقة بأننا سنحقق الأهداف المرجوة خلال فترة وجيزة، فنحن-ولله الحمد- في وطن يدعم كل المبادرات التي تساهم في خلق بيئة أفضل على كل المستويات. والخلاصة، إن العمل على صياغة رؤية إعلامية توعوية تثقيفية تشارك فيها كل المؤسسات والأفراد تضمن لنا الوصول الى مجتمع خالٍ من المخالفات المرورية، مجتمع يتمتع بوعي ثقافي توعوي مروري، مجتمع يضع السلامة على رأس أولوياته. *مدير مرور الظهران