دعا الملحق الثقافي في واشنطن، الدكتور محمد العيسى، مبتعثي أمريكا إلى أخذ الحيطة والحذر، وذلك في رسالة بريد إليكتروني وجهها إلى جميع الطلبة، من تداعيات عاصفة «جوناس» الثلجية غير المسبوقة التي اجتاحت الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأودت بحياة ثمانية أشخاص على الأقل. وطلب العيسى من جميع المبتعثين اتباع تعليمات السلامة التي تصدر من السلطات المحلية بالولاياتالمتحدة، والتواصل على أرقام الطوارئ المخصصة من قبل الملحقية الثقافية والسفارة السعودية والقنصليات. وذكرت تقارير إعلامية ان ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بسبب العاصفة الثلجية العاتية، واشارت التقارير الى أن 85 مليون شخص يعيشون في مسار العاصفة، حيث تضررت العاصمة واشنطن ومدينة بالتيمور بشكل مباشر. وذكرت خدمة ووندرجراوند المعنية بالطقس ان خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون أن تجتاح واشنطن ثلوج يبلغ سمكها 61 سنتيمتراً، وربما تشهد المناطق المحيطة ثلوجاً أكثر كثافة. وغطت عاصفة جوناس الثلجية التي أطلق عليها «سنوزيلا» في خلال ساعات قليلة شرق الولاياتالمتحدة برداء أبيض، وحرمت عشرات آلاف السكان من التيار الكهربائي ودفعت السلطات إلى التعبئة لإزالة الثلج وإصلاح الأضرار، ويتوقع أن تستمر العاصفة حتى نهاية الأسبوع. وقالت رئيسة بلدية واشنطن، موريييل بوسير، الجمعة في تصريحات صحافية: «أريد أن أكون بمنتهى الوضوح مع الجميع نحن نتوقع عاصفة كبيرة ومميتة ربما». وأوضحت الحكومة المحلية في العاصمة واشنطن وما جاورها من مدن أنه يمكن أن تشهد أكبر تساقط للثلوج خلال قرن تقريبا، حيث أعلنت الحكومة الفدرالية وقف العمل في دوائرها الرسمية ظهر الجمعة، فيما يستعد عدد كبير من الولايات لمواجهة عاصفة ثلجية تمتد حتى ولاية كنتاكي التي أعلن حاكمها أيضا إغلاق المكاتب الإدارية الجمعة. وعمدت هيئة مترو الإنفاق التي تشرف على النقل المشترك في واشنطن إلى اتخاذ خطوة استثنائية تمثلت بإعلان إقفال المترو طوال فترة نهاية الأسبوع، فيما أعلنت شركة «أمريكان إيرلاينز» إلغاء جميع رحلاتها السبت في مطاري واشنطن، وفي مطارات نيويورك الثلاثة، وفي مطاري بالتيمور وفيلادلفيا. وأكدت الأرصاد الجوية أن العاصفة التي سميت «جوناس» ستحتل المرتبة الثانية على صعيد كميات الثلوج الكثيفة المتساقطة خلال يومين على واشنطن، بعد العاصفة المسماة «نيكربوكر» التي تساقط خلالها 66 سنتيمترا من الثلوج في عام 1922م. كما حذرت دائرة الأرصاد قبل أيام من أن الرياح الشديدة والثلوج الكثيفة من الممكن أن تشكل أجواء عاصفة ثلجية تمثل خطرا على الحياة عبر أجزاء من وسط المحيط الأطلسي، وجاء في تحذيرات دائرة الأرصاد ان سرعة الرياح قد تصل إلى 60 ميلا في الساعة. يشار الى أن العاصفة الثلجية قد بدأت ظهر أمس الأول الجمعة وقد ألغيت آلاف الرحلات الجوية، وحذر حكام ومسؤولو 10 ولايات ورؤساء البلديات في الولايات ال19 التي تتعرض لها العاصفة(جوناس) الناس لأخذ احتياطات السلامة والبقاء في منازلهم. وحسب وسائل إعلام محلية فإنه تم إلغاء 6300 رحلة طيران يومي الجمعة والسبت، وتأخرت 4675 رحلة أخرى، وفي ولاية كارولينا الشمالية تم انقطاع الكهرباء عن 114 ألف منزل، وفي ولاية فرجينيا تم تعطيل نظام النقل الجماعي، ومن ناشفيل إلى نيويورك حيث تم البدء بتطبيق حالة الطوارئ وتلقت السلطات المحلية المئات من بلاغات الحوادث.يذكر أن أعداد المبتعثين قد قفزت في 8 سنوات من 7 آلاف مبتعث في أمريكا إلى أكثر من 122 ألف مبتعث. محاولات لازالة الثلوج التي انتشرت في الشوارع كميات كبيرة من الثلوج غطت شوارع واشنطن