بثت مساء الثلاثاء الماضي الحلقة التسجيلية الخامسة من برنامج «شاعر المليون» للموسم السابع، في رحلة مملوءة بالتنافس والتألق لشعراء النبطي، ومن أهم ما ميز هذه الحلقة في هذا البرنامج الجميل هو الكم الهائل من المشاركات الجيدة، والأسماء الرائعة التي قابلتها لجنة التحكيم. وهذا دليل واضح على أن الشعراء والجماهير قد استوعبوا جيداً أن «شاعر المليون» ليس مسابقة تلفزيونية عادية، بقدر ما هو رسالة ثقافية تخدم الوسط الثقافي والشعري بالمرتبة الأولى. ولأن جولة أبوظبي هي الجولة الأخيرة و هي الفرصة الأخيرة لاختيار الشعراء وبعدها سيتم اختيار قائمة ال 100 ومن ثمّ قائمة ال 48 شاعراً لاستكمال الرحلة والمنافسة على اللقب في الحلقات المباشرة في شاطىء الراحة، كعادتها حملت الجولة في طياتها الكثير من الشعر المميز من قبل شعراء الإمارات والدول الأخرى، ولأنها آخر المحطات باتت ملتقى للشعراء لكل الدول ، حيث ضمت الحلقة مشاركة شعراء من جنسيات مختلفة ما لا يقل عن 13 دولة منها «الإمارات، سوريا، السودان، ألمانيا، اليمن، سلطنة عُمان، السعودية، البحرين، العراق، قطر «.... إلخ. وكان المميز في هذه الحلقة تعدد اللغات والثقافات العالمية التي شهدها الشعراء في العاصمة أبوظبي ملتقى الثقافات وتحدّث كل منهم بلغته الأم ولهجة موطنه. كما كشفت الحلقة أيضاً عن إبداعات مميزة للشعراء الإماراتيين، فضلا عن تطور ملحوظ في إبداعات شعراء الإمارات وفقاً لما أكده عضو لجنة التحكيم د . غسان الحسن وهو « أن شعراء الإمارات يستحقون أن يكونوا ضمن مستويات عالية جداّ في البرنامج، وأظن أن وجود البيرق في الإمارات ضمن موسمين على التوالي يُعدّ حافزاً للشعراء الإماراتيين للتقدم للمشاركة في البرنامج للمحاولة للحفاظ عليه، لذلك أرى أن شعراء الإمارات كانوا في تحديين وليس تحدٍ واحد فقط، الأول هو التحدي الشخصي للشاعر نفسه، والتحدي الثاني أن يبقى البيرق يرفرف في سماء الإمارات تأكيداً لتفوق شعراء الإمارات». وبإجماع أعضاء لجنة التحكيم أشادت اللجنة بأن جولة أبوظبي كانت الأجمل والأقوى بل أهم ما تميزت به الجولة هي توهج مشاركة الشعراء العمانيين. فالشعراء العمانيون جاؤوا وهم على يقين أنهم ذوو مستوى مميز جداً، يعرفون كيفية بناء القصيدة الممتازة، والالقاء الجيد، ويعرفون أيضًا كيف يقولون العبارة الشعرية الجيدة، من جميع مستويات القصيدة وجوانبها، حيث قال حمد السعيد في ذلك : إن «محطة أبوظبي هي محطة الشعر العُماني، فلقد كان للشعراء العمانيين تطور لافت للانتباه، وأعتقد أن هناك جيلا من الشعراء العمانيين استطاعوا أن يعطوا انطباعا آخر عن الشعر العماني والمدرسة العمانية، إضافةً لما تميز به الشعراء من الأسلوب السهل الممتنع وحضورهم وأدائهم أيضاً، وأنا شخصياً أركز على الحضور المسرحي ، ولاحظت في محطة أبوظبي أن هناك العديد من الشعراء العمانيين يعطون انطباعا منذ أول حضور وأداء لهم، وكأن كلا منهم يقول لنا : (انتبه لي أنا أستحق الحضور المسرحي بأدائي وحضوري)». وللمرّة الأولى يُشارك شاعران شقيقان من الإمارات، وهما من طلاب الدراسة الأكاديمية للشعر النبطي في أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات، التي كان لها دور كبير في صقل مهاراتهم الشعرية وتطوير مستواهم الشعرى على مدى السنوات الماضية. ورغم أنهم أخوة، إلا أن كل واحد منهم كان يحمل طابعاً مغايراً عن أخيه، وفي الوقت نفسه يتشاركان في تميزهما بالوعي النقدي . ووجودهم في البرنامج فيه ملامح جميلة ما دفع اللجنة الى أن تصنع من وجوههم شيئاً جديداً ومختلفا، حيث جعلتهم يتحاورون فيما بينهم وينتقد كل منهم الآخر. وفي ذلك قال الأستاذ سلطان العميمي عن مشاركات الشعراء من الأسرة الواحدة: «شيء جميل وتنافس شيق وهو شيء صحي ويوضح إلى أي مدى يشكل الشعر النبطي عنصرا مهما في حياتنا، وهذه رسالة مهمة يتبناها برنامج «شاعر المليون» في جمع الأشقاء والأحباب والأصدقاء، في حدث أصبح الشغل الشاغل لجماهير الشعر النبطي في الوطن العربي». وكان من المميز كذلك في جولة أبوظبي المشاركة النسائية الواسعة، حيث لاقت أبوظبي مشاركات كثيرة من العنصر النسائي تحديداً من الإمارات، قدم البعض منهن نصوصاً شعرية جميلة أجازتها اللجنة ورحبت بهن ترحيباً لائقاً وأثنت عليهن، إلا أن البعض منهن يحتجن لتطوير أكبر وتمكن شعري أقوى. وبذلك تكون انتهت الحلقة الخامسة من الحلقات التسجيلية ل «شاعر المليون» وتم اختيار من يستحق من المبدعين والمبدعات للاستمرار في مراحل متقدمة. لجنة التحكيم