الرياضة ليست نشاطا بدنيا ترفيهيا، وإنما هي سلوك صحي بالدرجة الأولى ينبغي أن يتحلّى به كل إنسان، سواء الرجل أو المرأة في جميع المراحل العمرية، لأنها تسهم بفعالية في اكتساب جرعات صحية مهمة لنحيا حياة طبيعية خالية من الأمراض بإذن الله، وكلما مارس الشخص قدرا من الرياضة اليومية فإنه يعزز مناعته الصحية ويمنح الجسم قوة في وظائفه الحيوية التي تحتاج الى الحركة وليس الخمول. وللأسف، تنتشر أمراض مزمنة كثيرة في المجتمع بسبب ضعف الحركة الرياضية الذاتية وفي مقدمتها السمنة والسكري التي تسيطر على نطاقات واسعة من خريطتنا الصحية، والضحية الأولى لذلك هي المرأة من واقع الأرقام والإحصاءات الطبية، لأنها تفتقد الى حد كبير للحد الأدنى من الممارسات الرياضية التي يفترض أن تبقيها في وضع حيوي جيد لصحتها وسلامة وظائفها الفسيولوجية. بشكل عام، أغلب الأمراض التي تعاني منها المرأة السعودية تعود بصورة مباشرة الى قلة الحركة والتوعية الرياضية، وضعف المراكز النسائية الصحية التي لا وجود لها أصلا، وذلك ينطوي على فقدان جانب مهم من مناهج الحياة الصحية العصرية التي تتطلب أداء ونشاطا حيويا مستمرا، أقله وحده الأدنى رياضة المشي التي تلعب دورا كبيرا في تنشيط الدورة الدموية، وإكساب الجسم قوة في عضلاته بدلا من الارتخاء الذي يتسبب في السمنة وتراكم الدهون القاتلة. وجود مركز نسائي صحي يعني تقليل الخطوات الى المراكز الصحية والمستشفيات لتلقي العلاج من أمراض قاتلة كان بالإمكان تلافيها لو تمتعت المرأة بممارسات رياضية تصبح جزءا من روتينها اليومي ونمط حياتها، فضلا عن أن ذلك له فوائد أخرى حين ننظر في صرف الدولة على علاج الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة والضغط والتي تكلف مبالغ طائلة يمكن توجيهها لطرق الوقاية بالقليل منها، ما يضعنا أمام معادلة أن بناء مركز صحي يغنينا عن بناء مستشفى بكل مصاريفه العلاجية. لذلك ومن واقع الأرقام والإحصاءات الطبية، وما تتعرض له المرأة من أمراض قاتلة صامتة، يمكن القول إن الرياضة النسائية ضرورة حيوية لحياة صحية خالية من الأمراض وأكثر دافعا للعطاء والتمتع بالحياة، فالصحة تبدأ من سلوكياتنا اليومية الصحيحة، لذلك لنجعل الرياضة عنوانا لمنهج حياة حتى تسلم نساؤنا ويحصلن على حياة أكثر نجاحا وعملا وصحة.