في الوقت الذي وضعت فيه الجهات المسؤولة عددا من الضوابط حول بيع الأسلحة البيضاء في المحلات خوفا من وقوع هذه الأسلحة في أيدي المراهقين وبعض الخارجين عن القانون بهدف حماية المجتمع من تصرفات طائشة قد تقع من البعض الا أن العديد من المحلات تجاهلت هذه التعليمات وأصبحت الأسلحة البيضاء تباع في العديد من المحلات المخصصة لبيع الأغذية ليكون من السهل أن تصل الى البعض وبالتالي يمكن اساءة استخدامها بشكل أو بآخر مما يعد مشكلة أمنية لها تداعياتها في ظل سهولة الحصول عليها خاصة من المراهقين وصغار السن الذين قد يستخدمون هذه الأسلحة استخدامات خاطئة لافتعال المشاجرات وإلحاق الضرر والأذى وتخويف الآمنين وتهديدهم بالسلاح. ومن البديهي ان يبيع متجر للأدوات المنزلية وأغراض الطهي المنزلي سكاكين الطهي لكن من الغريب ان بعض المتاجر المخصصة لبيع المواد الغذائية ومستلزمات الرحلات في محطات تعبئة الوقود على طرق السفر تقوم ببيع اسلحة بيضاء وبعض الادوات الحادة والسكاكين والعصيان المدببة (العجرة). والتقت «اليوم» مع عدد من المواطنين عند أحد المتاجر التي تقوم ببيع تلك الأدوات الحادة والذين رفضوا بيع هذه الأدوات في محلات الأغذية بل طالبوا بتفعيل ضوابط بيعها في المحلات المرخصة أيضا. قاعدة فقهية أكد محمد حسن المرحبي ان هناك قاعدة فقهية تقول (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح), وأشار المرحبي الى أننا نعيش في أمن وأمان ولله الحمد ولا توجد حاجة او سبب يدعو الى حمل تلك الأدوات الحادة او اقتنائها سواء السلاح الأبيض من السكين او العصي المدببة (العجرة) وهذا الأمر مرفوض تماماً, ويرى المرحبي ان ثقافة حمل السلاح مهما كانت قيمته او حجمه هي ارث قديم جداً بحيث ان بعض الاباء يلزم ابناءه بحمل السلاح ليحتمي به داخل المدينة حتى تطورت هذه الثقافة لتصبح مصدر فخر وتباه بحمل السلاح، مما يساهم بجعل بعض المراهقين والمتهورين يتساهلون في حمل السلاح غير عابئين بحجم الضرر الذي يخلفه حملهم السلاح, وأكد المرحبي انه مع وجود أداة حادة في حوزة شخص غير ناضج ومع الانفعالات في المشاجرات او المشادات او حتى في حالة المزاح مع أحد الأصدقاء قد ينتج عنه اصابات وربما وفيات جراء الاستهتار بهذا السلاح. وطالب المرحبي بان تمنع المتاجر من بيع هذه الأدوات الحادة والأسلحة البيضاء منعاً باتاً وأن يمنع ايضا اقتناؤها لانعدام الحاجة لها للتقليل والحد من انتشار الجريمة والقتل والتهاون بحمل السلاح واستخدامه. استخدامات معينة وأوضح ناصر صالح آل شنيف ان بعض الأدوات الحادة مثل السكين لها استخدامات معينة وأماكن معينة، فالبعض يقوم بشراء هذه الأدوات الحادة للحاجة او عند الذهاب للتخييم والرحلات او لقطع شيء ما وقد تستخدم السكين او الأدوات الحادة في الحالات الطارئة او وقوع حادث مروري لإنقاذ المصابين بقطع حزام الأمان او على طرق السفر الطويلة لحماية النفس من الطامعين بالمال وغير ذلك, وقال آل شنيف ان حمل مثل هذه الأدوات الحادة والخطرة مثل السكاكين والعصيان الثقيلة في يد المتهورين وغير المبالين بحياة الآخرين ووضعها في سيارته او في جيبه بغير حاجة يمثل خطراً كبيراً على المجتمع والآمنين, وأوضح آل شنيف ان الكثيرين يقومون بامتلاك هذه الأدوات والأسلحة البيضاء من أجل التباهي والتهديد وفرض القوة. ويرى آل شنيف ان يكون هناك تضافر وتعاون بين الجهاز الأمني وباقي القطاعات المعنية الأخرى لمنع بيع هذه الأدوات الخطيرة لصغار السن وأن يحدد عمر المشتري بما لا يقل عن 20 عاماً ليكون له حق امتلاك سكين او غيرها واستخدامها استخداما صحيحا للحد بأكبر قدر ممكن من جرائم الطعن والمضاربات وإلحاق الضرر بالمواطنين والابرياء. الرحلات العائلية واضاف عيد العتيبي انه في حالة امتلاك اداة حادة مثل السكين او غيرها لابد ان يكون امتلاكها لسبب معين او لغرض محدد, فقد يحتاج البعض منا استخدام السكين في بعض الرحلات العائلية او لقطع شيء ما ولا حرج في استخدام السكين استخداما سليما, وقال العتيبي انه لا حاجة لحيازة أي اداة حادة داخل المدينة ولا غرض من استخدامها او حتى وضعها في السيارة الشخصية, واقترح العتيبي ان يكون هناك تصريح يسمح للراغب باقتناء سكين وفق شروط وضوابط مع مراعاة العمر للحد من الفوضى والمشاجرات والاستهتار في حمل سلاح حاد. وقال إسلم صالح (بائع في أحد المتاجر على طرق السفر) ان اغلب الزبائن الراغبين بشراء السكاكين وغيرها دائماً يحدد غرضه من الشراء فبعض الزبائن يطلب نوعا من السكين الحادة لقطع الحبال التي تثبت الحقائب فوق السيارة والبعض الآخر يشتريها لأغراض رحلات التخييم, وأوضح إسلم أن الاقبال على شراء السكاكين والمواد الحادة او العصيان ليس بكثير فيكون طلب شراء هذه المواد لحاجة او غرض ما, واشار إسلم الى ان هناك عددا من المراهقين والصغار في السن لا يكادون يبلغون 15 سنة يطلبون شراء هذه الأدوات, وأكد إسلم انه يرفض بيع هؤلاء الصغار والمتهورين هذه الأدوات لتجنب ارتكاب أعمال العنف او جريمة ما. ويؤكد ماجد أحمد (بائع في أحد المتاجر على طرق السفر) انه يرفض وبشدة بيع هذه المواد الحادة لصغار السن والمتهورين الا في حالة كان برفقته شخص كبير عاقل اما والده او أخوه الأكبر, واوضح ماجد ان بعض الزبائن يطلب عددا من السكاكين بأنواع مختلفة وانه يجهل سبب هذا الطلب فيقوم بالرفض لبيعه أكثر من سكين تجنباً للمشكلات, وأشار ماجد الى ان شراء السكين او الادوات الحادة من اشخاص كبار في السن دائماً ما يكون لهدف ما او لغرض محدد وليس لافتعال المشاجرات او اشهار السلاح في وجه أحد. مطلوب تشريع وقال أستاذ الإرشاد النفسي الدكتور عبدالعزيز المطوع انه يجب ان يكون هناك تشريع بمنع بيع هذه الأدوات الخطيرة والحادة في مثل هذه الأماكن لأنه في حقيقة الأمر لا يوجد حاجة ماسة او سبب لحيازة هذه الأسلحة الحادة والعصيان الثقيلة, واوضح المطوع ان سلوكيات المراهق او المتهور غير عاقلة، وغالباً ما يكون السبب في اقتنائها ليس للدفاع عن النفس او حمايتها انما للتباهي والتفاخر والتهاون بحمل السلاح وقيمته, وشدد المطوع على انه يجب على المتاجر التي تبيع تلك الأسلحة والادوات ان تخفيها عن أنظار رواد المتجر الغذائي والا تكون معروضة في المتجر ويتم بيعها بناء على طلب المشتري الراغب بشراء سكين او أداة حادة لغرض واستخدام صحيح فعرض تلك الأدوات يثير الاستجابة الى شرائها لدى المستخدمين لها استخدام خاطئ ومخالف, وبين المطوع ان المراهق في حال امتلاك السلاح بهذه الطريقة تكون هناك نوايا مسبقة وهي أقرب الى الاعتداء وتكون عاملا مساعدا ومحفزا قويا جداً للاعتداء والتهديد وارتكاب الجريمة. تواصلت «اليوم» مع شرطة المنطقة الشرقية فيما يتعلق ببيع وحيازة الأدوات الحادة والاستخدامات الخاطئة لها وافادت ادارة الشرطة انه يمكن الاستفسار من فرع وزارة التجارة للإفادة بالضوابط والتعليمات الخاصة ببيع تلك الأدوات. عصي معروضة للبيع في أحد المحلات ناصر آل شنيف يتحدث ل «اليوم»