قبل شهر وردتني الدعوة الكريمة بالانضمام لبرنامج تدريب واختيار المقيمين لجائزة سمو الشيخ محمد بن راشد ضمن "برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز"، الدعوة التي لم أتوان لحظة عن قبولها؛ طمعاً في أمر واحد ألا وهو معرفة سر تميز دبي، وقياس ما يمكن أن يجعلها قبلة في الاقتصاد والعمل الحكومي المميز والممنهج، وموقعا للإبداع الشبابي، ومشكاة لأنظمة حكومية تمتاز بالرشاقة المؤسسية، والاستفادة الإدارية من اسقاطاته. وحضرت لأتفاجأ بأن الورشة كانت سلسلة من المعلومات وسلاسل من الاختبارات الملغومة، وقياسا للتحصيل المعرفي لضمان مراجعة مفاهيم ومعايير نموذج برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، باستخدام منطق RADAR (الممكنات والنتائج)؛ ضماناً لنجاح عملية تقييم الأداء المؤسسي، والدفع نحو ثقافة فرص التحسين ونقاط القوة، بدلا من إبراز مواطن الضعف والخلل، بما يضمن تحقيق المفاهيم الأساسية للتميز وإضافة قيمة للمتعاملين وتعظيم الاستفادة من الابتكار والإبداع؛ لبناء مستقبل مستدام. هذه الجائزة بمعاييرها الرئيسية (فئة الجهة الحكومية المتميزة، الإستراتيجية، الموارد البشرية، الشراكة والالزام المجتمعي والموارد، العمليات والخدمات، نتائج المتعاملين، نتائج الموارد البشرية، نتائج الشراكة والالتزام المجتمعي، نتائج الأداء الرئيسية) وبفئاتها (فئات التميز المؤسسي وعددها عشر) و(فئات التميز الإداري وعددها أربع) (وفئات التميز الوظيفي وعددها سبع فئات)، و(فئات الإبداع الحكومي وعددها أربع فئات) وفئات التكريم الخاص (وعددها فئتان) تجعلنا نقف أمام عملية ضبط مستمرة للعمل الحكومي، وتشجيع لثقافة التميز والإبداع في استحداث فئات تسعد المواطنين وتلبي رغباتهم دون داع لتكبد عناء زيارة المؤسسات الحكومية، لا سيما (فئة الجهة الحكومية الأفضل في نتائج سعادة المتعاملين، والجهة الحكومية الأكثر التزاماً بالهوية الوطنية، والجهة الحكومية المتميزة في التحول الذكي، والجهة المتميزة في الاتصال الحكومي). كنت أفكر وأشرككم أن سر تميز دبي لا يكمن في الدفع نحو الانفتاح والتعايش السلمي مع مكونات الثقافات العالمية، ولا في جذب الخبرات العالمية للعمل ضمن منظومة دبي، ولا في التسارع والتحول التنموي لتقليل الاعتماد على النفط أمام تطوير الموارد البشرية لأبنائها وقاطنيها دون فروق، ولا في تبني نماذج التحول المعرفي الذي سيحيلها لنموذج حديث من التجربة الماليزية في الاقتصاد المعرفي، لكنه تطوير الفكر والمعرفة والدوافع نحو التميز العالمي والحفاظ على الموروث. تجربتي ما بين مجتمع المستقبليين في برلين وتجربة التميز في دبي، تتحرك مع بوصلة العالم نحو التغيير الثري أمام الجمود البيروقراطي الذي أتعس الشرق والغرب، ولتسمو دبي لا برضا المستفيدين فحسب وإنما بإسعادهم، عبر تغيير ثقافة العمل والأداء، وإدارة المعرفة بما يضمن رفع كفاءة العمل المؤسسي، واستخدام المصادر المتعددة في دعم عملية اتخاذ القرار، واشراك الجمهور في تصميم وتطوير أعمال الجهات الحكومية، وتوفير البيانات المفتوحة؛ لتحقيق الإبداع المشترك. أشرككم في فكرة أخيرة.. أن من أهداف هذه الجائزة التعبير عن شكر وتقدير إمارة دبي، ولهم أعبر عن شكري بالثقة واعتزازي بالتجربة.