في الأسبوع الماضي انخفض النفط إلى ما دون 30 دولارا للبرميل في نيويورك للمرة الأولى منذ 12 عاما؛ جراء مخاوف من أن الجَيَشان في أسواق الصين سوف يحد من الطلب على الوقود. انخفض خام غرب تكساس المتوسط إلى أدنى المستويات منذ شهر ديسمبر لعام 2003. وعملت المخاوف من احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين على زيادة توتر المستثمرين إزاء توقعات حدوث انتعاش سريع، ما أدى إلى جعل صناديق التحوط لتصبح الأقل تفاؤلا منذ 5 سنوات. ربما يعمل الارتفاع السريع لقيمة الدولار الأمريكي على خفض أسعار خام برنت لمستوى يصل إلى 20 دولارا للبرميل، بحسب ما قال بنك مورجان ستانلي. واصل النفط انخفاضه بنسبة 70 بالمائة منذ يونيو من عام 2014 لأن التقلب في الأسواق الصينية أثار هزيمة الأسهم العالمية، وبقيت مخزونات الولاياتالمتحدة عند أكثر من 120 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات. أكدت شركة النفط العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، في الثامن من يناير أنها تدرس الخيارات المتاحة لبيع أسهم في الشركة، بما في ذلك إدراج "حزمة" من فروع التكرير لديها. قال ستيفن شورك، رئيس مجموعة شورك في فيلانوفا في ولاية بنسلفانيا: "سيطرت المشاعر النفسية بشكل تام. كما تحولت مشاعر السوق حتى الآن بحيث أصبحت تعزز ذاتها بنفسها. وكان هنالك تخفيض كبير في العقود في لجنة تداول عقود السلع الأساسية الآجلة، والتي تظهر بأن الكل يتجه نحو الخروج". انخفض معدل تسليم خام غرب تكساس لشهر فبراير بمقدار 1.28 دولار، أو بنسبة 4.1 بالمائة، ليصل إلى 30.13 دولار للبرميل في بورصة نيويورك. وصل التقليص إلى 29.93 دولار، وهو السعر الأدنى منذ ديسمبر من عام 2003. خسرت الأسعار ما نسبته 30 بالمائة العام الماضي. تراجع خام برنت تسليم شهر فبراير بمقدار 1.05 دولار، أو 3.3 بالمائة، ليصل إلى 30.50 دولار للبرميل الواحد في بورصة أوروبا للعقود الآجلة في مقرها في لندن. ووصل هذا إلى 30.34 دولار، السعر الأقل منذ أبريل من عام 2004. تم تداول الخام الأوروبي المعياري بزيادة 37 سنتا مقارنة مع خام غرب تكساس المتوسط. الرفع المالي للنفط هو بشكل خاص مع الدولار، وقد يتراجع إلى ما يتراوح بين 10 إلى 25 بالمائة إذا ارتفع الدولار بنسبة 5 بالمائة، بحسب ما قال محللو مورجان ستانلي، بمن فيهم آدم لونجسون في مذكرة بحثية. خفض بنك سوسييتيه جنرال متوسط توقعاته لخام برنت في عام 2016 إلى 42.50 دولار للبرميل من أصل 53.75 دولار يوم الإثنين، في الوقت الذي خفض بنك أمريكا توقعاته إلى 46 دولارا للبرميل من أصل 50 دولارا. كما انخفض النفط الخام أيضا بسبب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، ما أدى إلى تلاشي جاذبية السلع الأساسية المقومة بالدولار في العملة. انخفض مؤشر السلع الأساسية من بلومبيرج، الذي يضم 22 مادة خام، إلى أدنى المستويات منذ عام 1999. قال جيسون شينكر، رئيس شركة برستيج إيكونومكس في أوستن في ولاية تكساس: "ليست هنالك أي أمور فنية تُمسِك بالسعر وتمنعه من النزول، لذلك نحن نتطلع إلى مستوى آخذ في الهبوط. أما المخاوف إزاء المشاعر الاقتصادية العالمية وقوة الدولار فهي تواصل ممارسة ضغطها على السوق".