هبطت الأسعار فجأة دون أن يتوقعها أحد. كانت أسعار النفط في هبوط، لكن في الأول من أكتوبر، كان المستقبل لا يزال يبدو مشرقا. وفقا لاستطلاع أجرته بلومبيرج مع 36 محللا، كانت توقعاتهم هي أنه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، قد يرتفع النفط ليصل إلى 97 دولارا للبرميل، قد يكون الفصل الأول من عام 2015 حتى أفضل، وقد توقع الأكثر تشاؤما فيهم أن يصل سعر النفط إلى 91 دولارا للبرميل. لكن لم يتوقع أحد الحركة الفعلية للأسعار. نحن جميعنا نعلم ماذا حدث بعد ذلك. كان الهبوط غير المضبوط في أسعار النفط قد بدأ للتو. أما خام غرب تكساس المتوسط، المؤشر الأمريكي، فقد هبط من 107 دولارات للبرميل في يونيه إلى أقل من 45 دولارا في يناير. قد يكون ذلك أمرا يجب أن يبعث على التواضع، ربما، لكن ذلك لم يوقف التنبؤات الجريئة الآتية من الرؤساء التنفيذيين والمحللين ووزراء الطاقة. نلقي فيما يلي نظرة على بعض الدعوات الكبيرة التي انطلقت خلال فترة الانهيار وكيف كان مصيرها. لا داعي للفزع قال جيم فولكر، الرئيس التنفيذي لشركة وايتينج للبترول في الثاني والعشرين من سبتمبر: «دعونا لا نفزع حول أول تراجع قليل في أسعار النفط». قدم أيضا المزيد من التنبؤات الجريئة: قال أيضا، مقترحا بأن منظمة الأوبك قد تستمر في دعم الأسعار الأعلى: «اتفقت السعودية وأعضاء منظمة الأوبك الآخرون بالفعل على خفض الإنتاج بمعدل نصف مليون برميل يوميا». «أنا لا أعتقد حقيقة أن هنالك أي شيء يدعو للقلق فيما يتعلق بحقل (باكين)، أو حتى حقل (إيجل فورد)». «دائما يحدث في مثل هذا الوقت من العام..... إنه نوع من التراجع في سوق قيادة السيارات بعد انتهاء العطلات الصيفية». الواقع: اتفق أعضاء منظمة الأوبك على الحفاظ على أهدافهم الإنتاجية بدلا من كبح جماح الإنتاج. حوض ويليستون، موطن حقل باكن، وإيجل فورد، خسر أكثر من نصف منصات النفط. لم يكن الأمر موسميا فقط. لا شيء يستحق لأن تتعرض للإجهاد بسببه قال جون بي هيس، الرئيس التنفيذي لشركة هيس، في اجتماع حملة الأسهم الذي عقد في العاشر من نوفمبر: «لدينا خام برنت بحدود 80 دولارا وهو ما نسميه اختبارنا للإجهاد». «نحن لا نعتقد أن برنت بسعر 80 دولارا أمر مرجح». الواقع: منذ ذلك الحين، وصل متوسط خام برنت إلى 60 دولارا للبرميل. بنك مورجان ستانلي: «المزيد من التحسن قدما» تنبأ محللو بنك مورجان ستانلي، بما فيهم آدم لونجسون، بأنه في العاشر من نوفمبر سيصل متوسط خام برنت إلى 106 دولارات للبرميل في الفصل الرابع و107 دولارات لبقية عام 2014، قائلين: «إن الأسواق المادية تتعزز مع المزيد من التحسين قدما، الأمر الذي ينبغي أن يعمل على رفع الأسعار في نهاية المطاف». الواقع: لم يحدث ذلك. بيكينز المستقبلي قال تي بون بيكينز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بي بي كابيتال، في الخامس من نوفمبر: «هذا الأمر مستمر فقط منذ 30 يوما. العالم لم يتغير». «على منظمة أوبك أن يكون لديها سعر أفضل للنفط من سعر 80 دولارا للبرميل». أضاف بيكينز ان سعر النفط لن ينخفض إلى 70 دولارا للبرميل. الواقع: انخفض خام برنت إلى أقل من 70 دولارا في أقل من شهر لاحقا ولم يعد إلى وضعه السابق حتى الآن، ومنظمة أوبك إما أنها لن ترفع الأسعار أو ليس بإمكانها رفع الأسعار. تبقى مسألة تغير العالم مسألة ذاتية. الأسواق الهابطة تستيقظ في يناير بعد الحسابات الخاطئة الملحمية للفصل الرابع، قد يعتقد المرء أنه على الأقل قد يظهر بعض المتحمسين الذين يتوقعون أن تحل الأسواق الهابطة. لكن يجدر بك أن تراجع نفسك. اعتبارا من الأول من يناير، كان أدنى التقديرات الثلاثين في استطلاع بلومبيرج لمتوسط بلغ 50 دولارا لبرميل النفط خلال الفصل الأول. لم يكن منخفضا بما فيه الكفاية. لقد كان السعر الفعلي لخام النفط لذلك الفصل: 48.57 دولار للبرميل. مع ذلك، كان شهرا يناير وفبراير مليئين بالتخمينات الثانوية، مع بعض التوقعات الأكثر تشاؤما المتعلقة بانهيار الأسعار. ربما تحول بعض المحللين بعيدا جدا، وفعلوا ذلك في وقت متأخر بعد فوات الأوان: قد يكون النفط بسعر رخيص يصل إلى 20 دولارا للبرميل في طريقه إلينا، وانهيار أسعار النفط قد توضح «نهاية منظمة أوبك»، بحسب ما قال المحلل لدى بنك سيتي جروب إدوارد مورس في التاسع من فبراير. الواقع: لم يكن هناك نفط بسعر 20 دولارا للبرميل، أو حتى 40 دولارا. لم تنحل منظمة أوبك بعد. ربما سيستمر النفط في التراجع ليصل إلى مستوى متدن يبلغ 30 دولارا للبرميل، بحسب ما قال جاري كون، رئيس مجموعة جولدمان ساكس، في السادس والعشرين من يناير. قال كون، وهو نفسه تاجر نفط سابق: «نحن ربما أمام وضع الانخفاض الأطول والأدنى». الواقع: أقفل سعر الخام في ذلك اليوم بحوالي 45 دولارا للبرميل ونادرا ما وصل لأدنى من ذلك منذ ذلك الحين. قد يهبط النفط ليصل إلى مستوى متدن عند 30 دولارا للبرميل لأن فوائض الإمدادات لن تختفي بين عشية وضحاها، بحسب ما قال المحلل لدى بنك باركليز، ميسوين ماهيش، في الثالث من فبراير. الواقع: لن يصل سعر النفط 30 دولارا للبرميل. تحذير الروبل لشركة جولدمان ساكس في شهر يناير، أصدر بنك جولدمان ساكس توقعا كبيرا بخصوص الروبل الروسي، حيث قلص توقعاته لعام 2015 بسبب المخاوف المتعلقة بالنفط الرخيص. قال جولدمان إن الروبل قد يتراجع ليصل إلى 70 روبلا لكل دولار من 63 روبلا للدولار. الواقع: بدلا من ذلك، تعزز الروبل، ليصل إلى 51 روبلا للدولار الواحد. الخصوصية لا تعني الدقة توقعات المحلل لدى بنك أمريكا، فرانسيسكو بلانتش، في شهر فبراير بأن سعر الخام قد يهبط ليصل إلى 32 دولارا مع نهاية الربع الأول، وسعر خام برنت قد يصل إلى 31 دولارا. الواقع: كان انهيار أسعار النفط سيئا، لكن ليس إلى هذه الدرجة من السوء. حتى في أدنى مستوياته، لم ينخفض الخام أبدا إلى ما هو أدنى من 43 دولارا، وبقي خام برنت فوق 46 دولارا. دعوة جيدة قال آندي هول، تاجر النفط الشهير ومدير صناديق تحوط السلع الأساسية، في الأول من يناير إن النفط قد يبقى «تحت الضغط» في عام 2015، لكن سعر ال40 دولارا للبرميل كان قريبا من مستوى سعر مطلق لأنه لا يمكنه البيع لفترة طويلة دون مستوى التكلفة الهامشية للإمدادات. الواقع: في الشهر الذي سبق هذه الدعوة، كان النفط الخام في هبوط غير مضبوط، متراجعا بحوالي 30% ليصل إلى 53 دولارا للبرميل. حتى الآن لم يهبط النفط إلى مستوى أدنى من 40 دولارا. أوبك ترى ارتدادا قال عبدالله البدري، أمين عام منظمة أوبك، في السادس والعشرين من يناير إن الأسعار قد تبدأ قريبا في الارتفاع، وحذر من أن النفط يمكن أن يرتد إلى 200 دولار للبرميل لأن صناعة النفط تبذل جهدها للاستثمار في مشاريع جديدة. الواقع: يمكن أنه قد توقع بشكل صحيح الجزء الأدنى من أسعار النفط، لكن تحذير الوصول إلى 200 دولار لا يشكل سوى وميض من الأمل في عيون منتجي النفط. 90 دولارا في شهر مايو؟ قال جون كاتسيماتيديس، مدير شركة ريد أبل، في السابع عشر من فبراير: «سوف تشهدون نفطا بسعر 85 إلى 90 دولارا في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة». الواقع: توقعاته هذه بقيت أمامها مدة شهر إلى أربعة أشهر لكي تتحقق. انخفاضات النفط الصخري صدمت شركة إي أو جي للموارد، أكبر شركات الحفر المستقلة، عالم الطاقة في شهر فبراير عندما أعلنت عن خططها لخفض الإنفاق ووقف نمو إنتاج النفط. لقد كانت الشركة من بين أول من تنبأ بأن إنتاج النفط الخام قد يتراجع. الواقع: تقول وكالة معلومات الطاقة الأمريكية الآن إن حجم النفط المنتج من الزيت الصخري سينخفض في مايو. شركات التكسير الهيدروليكي سوف تنهار قال روب فولكز، مدير تسويق الضخ لدى شركة ويذرفورد الدولية، إنه ستكون معظم شركات التكسير في الولاياتالمتحدة مفلسة أو مباعة مع نهاية العام بسبب الإنفاق المتراجع من قبل شركات النفط. وقال فولكز في الثاني والعشرين من إبريل: «نحن نمر ونرى ساحات مقفلة ونرى الأبواب مغلقة». قد يكون هنالك حوالي 20 شركة متبقية، كما قال، من أصل 61 من شركات توفير خدمة التكسير في بداية العام الماضي. الواقع: انخفض العدد منذ الآن إلى 41. شركة بريتيش بتروليوم: ركود الأعوام الثلاثة قال الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم، بوب دادلي: «إن العرض والطلب الأساسي يذكرني قليلا بعام 1986». قد تبقى الأسعار دون 60 دولارا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بحسب ما قال. الواقع: يظل توقعه دقيقا، رغم أن الأسعار بدأت بالارتفاع البطيء لتصل تقريبا ما فوق 60 دولارا للبرميل. التنبؤ بالمستقبل بحسب ما نرى من التنبؤات الجريئة غالبا، ثبت أن العديد من التحديدات الواردة أعلاه خاطئة أو غير مرجحة على نحو متزايد. منذ بداية الانهيار، تباين المحللون في مجموع آرائهم، وهذا انعكاس لمدى صعوبة التنبؤ بمستقبل النفط.