أكثر من ثلاثة عقود مرت على النادي الأهلي وهو بعيد عن بطولة الدوري المحلي لدرجة أن الفريق الأهلاوي تأهل لنهائي دوري أبطال آسيا وحقق عدة بطولات محلية في العقد الأخير لكنه عجز تماما عن الوصول لمنصة الدوري. لقد أصبحت بطولة الدوري بمختلف مسمياته قصة صعبة ومعقدة جدا لم يتمكن الأهلاويون من فك رموزها على الرغم من تعاقب العديد من الإدارات المميزة على قيادة النادي طيلة تلك الفترة حتى باتت تلك البطولة حلما يراه ويعيشه كل أهلاوي في المنام واليقظة. فأحلام المنام تتبخر أما أحلام اليقظة فإن الإنسان ربما يعيش أحداثها لكنه لا يستطيع الوصول إليها أو الاقتراب منها. هكذا هو الأهلي وبطولة الدوري والذي كان قريبا جدا من تحقيق حلمه في الموسم الماضي والذي حل فيه ثانيا وكان مرشحا للبطولة لكنه تعرض لكبوات في الأمتار الأخيرة حرمته من تحويل الحلم إلى حقيقة. ويبدو أن تعامل الأهلي مع بطولة الدوري هذا الموسم (وهو الشريك في صدارتها مع الهلال) يحدث بطريقة مختلفة من حيث الدعم المادي المفتوح سواء من الرمز الأهلاوي سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز أو القلة من أعضاء الشرف وكذلك إدارة النادي برئاسة المجتهد مساعد الزويهري. والهدف الأول والأخير من هذا الدعم عودة الارتباط من جديد بين الأهلي وبطولة الدوري بعد حالة انقطاع وانفصال زادت في مجملها على الثلاثين عاما. وقد لا يكون الدعم المادي فقط وهو ما ركز عليه الأهلاويون كافيا للحصول على البطولة الحلم، فالتجارب السابقة تؤكد أنه ليس من الشرط أن تتوافر المادة وتحصل على بطولة الدوري، وأكبر الشواهد على ذلك حصول فريق الفتح، وهو المصنف من فرق وسط الترتيب، على البطولة بأموال لا تقارن بما أنفقته الفرق الأخرى كالهلال والأهلي والاتحاد والنصر والشباب. صحيح أن المادة مطلوب توافرها في الأندية لتسهيل الكثير من الأمور وعندما أقول الكثير من الأمور أقصد أن ثمة أمورا لا يمكن للمادة أن تساهم بنجاح في تحقيقها. ومنها مثلا إهدار النقاط أمام فرق الوسط والفرق المهددة بالهبوط وهذا أحد الأسباب الجوهرية التي جعلت الأهلي يغيب فترة طويلة جدا عن بطولة الدوري. فرصة الأهلي هذا الموسم لكسر عناد بطولة الدوري المستعصية عليه منذ فترة تبدو جيدة، لكنه ليس وحيدا في الساحة فهو يقتسم الصدارة مع الهلال، والمعروف أيضا أن الهلال غائب عن تلك البطولة أربعة مواسم وهي فترة غياب طويلة جدا على الهلاليين خاصة وأن الفريق الهلالي زعيمها بالأرقام. المؤشرات تقول إن فريقا ثالثا قد يدخل بقوة في المنافسة وهو فريق الاتحاد الذي سيدخل لعبة الكراسي الموسيقية لو حقق الفوز على المتصدرين في القسم الثاني لينتظر نصيبه من خلال كبوات قد يتعرض لها أحد الفريقين وتحديدا أمام فرق الوسط. قبل الوداع الهلال والأهلي سيخوضان مباريات القسم الثاني من الدوري بحذر وخاصة عندما يلعب أي منهما أمام فرق وسط الترتيب. والفرق بين الفريقين أن النقاط الست التي خسرها الهلال في القسم الأول كانت من خسارتين أمام الاتحاد والأهلي وهما من كبار الدوري، أما الأهلي فإنه فقد النقاط الست من ثلاثة تعادلات مع فرق الوسط، وهذا الأمر يوجد نوعا من القلق عند الأهلاويين. خاصرة الوداع أتوقع أن تحسم بطولة الدوري في الأمتار الأخيرة.. فمن يصمد الهلال بزعامته أم الأهلي بأحلامه.