يعتبره الكثيرون الأسطورة الأولى للحراسة في كرة اليد السعودية، كيف لا وهو من قاد نور الأكاديمية للظهور على كافة المستويات المحلية والخليجية والعربية، قبل أن يكتب مسيرة مرصعة بالذهب مع قلعة الكؤوس "النادي الأهلي"، سيطر من خلالها على العديد من البطولات المحلية، وقاده لتحقيق الكثير من الانجازات الخارجية، كان أهمها الحصول على بطولة الأندية الآسيوية التي استضافها أهلي جدة في العام (2009)م. أما على مستوى المنتخبات السعودية، فكان صاحب البصمة الأبرز في كافة انجازاتها قبل اعتزاله دوليا، حيث كانت آخر بصماته قيادته المنتخب السعودي الأول لكرة اليد للتأهل لبطولة كأس العالم (2013)بأسبانيا والمشاركة فيها، وذلك عقب حلوله ثالثا في التصفيات الآسيوية التي استضافتها جدة في العام (2012)م. عرف ضيفنا بقلة ظهوره الاعلامي، فالعمل على أرض الواقع والنتائج المحققة هي ما تهمه، لكنه فتح قلبه ل «ا لميدان»، متحدثا عن العديد من الأمور الهامة فيما يتعلق بكرة اليد السعودية، والتي جاءت على النحو الآتي: مناف آل سعيد، اسم تاريخي لكرة اليد السعودية، قدم لها الكثير والكثير، فما الذي قدمت له في المقابل؟ -بصراحة، كرة اليد هي حياتي، وأعطتني بقدر ما أعطيتها، فهي من ساهمت في حصولي على الوظيفة، وأمنت حياتي الشخصية بشكل كبير، كما كونت لي الكثير من العلاقات التي افتخر بها، وساهمت في حصولي على شعبية جماهيرية كبيرة في كافة مناطق المملكة. وفي الحقيقة، حتى عقب اعتزالي ما زالت كرة اليد تعطيني الكثير، فيكفي أني اللاعب السعودي الوحيد الذي أنشئت له مدرسة خاصة باسمه وفي تخصصه في كافة الألعاب، وهو تكريم لا يمكن وصفه أبدا، واسمحوا لي هنا أن اوجه شكري الجزيل لرئيس الاتحاد السعودي تركي الخليوي، الذي ساهم بقوة في وجود "مدرسة مناف" على أرض الواقع. ما هي خططك المستقبلية، في ظل إشرافك الدائم على تدريب حراس المستقبل في «مدرسة مناف»؟ -دائما ما كنت أخطط للتخصص في تدريب الحراس، فهو المجال الذي يمكنني الابداع فيه، فالحراسة تسري في عروقي، عشقتها وعشقتني، ولذلك أنا سعيد جدا لتواجدي في مدرسة مناف واشرافي أيضا على حراس المنتخب السعودي في فئة الشباب. وحقيقة لا أنوي في الوقت الحالي على أقل تقدير أن أتجه للتدريب العام، بل سأصب كامل تركيزي على تخريج العديد من الحراس خلال الثلاث السنوات المقبلة من خلال تواجدي في المدرسة. اعتزل مناف فغاب الأهلي عن تحقيق الانجازات فما السر وراء ذلك؟ الأهلي يمر بمرحلة تجديد دماء، فليس هناك فريق يبتعد عنه (6) من لاعبيه ويبقى في المنافسة بنفس القوة، لذلك هو أمر طبيعي جدا، ومن معرفتي بالأهلي أعتقد انه عائد للمنافسة قريبا جدا. هل تم إنصاف التاريخ الكبير لمناف في النادي الأهلي؟ -نعم، فالأهلي ورجالاته وجماهيره لم يقصروا مع مناف أبدا، ولعل المكافأة التي تحصلت عليها من الرمز الأهلاوي الكبير والرئيس الفخري للنادي الاهلي الأمير خالد بن عبد الله، عقب اعتزالي دليل واضح على ذلك. لكني بصراحة، ما زلت انتظر اقامة مباراة اعتزال تليق بما قدمته لكرة اليد السعودية، فقد تواصل معي بعض رجالات الاهلي في هذا الخصوص، وأتمنى أن ترى هذه المبادرة النور قريبا جدا. يفضل بعض اللاعبين العودة للنادي الذي شهد البداية الحقيقية لهم قبل اتخاد قرار الاعتزال، فلماذا لم تفكر في أن تختتم مشوارك الرياضي في النور؟ -النور فريق عريق ويملك تاريخا كبيرا في كرة اليد السعودية، لكنه لم يكن بحاجة إلى "مناف" في ذلك الوقت، لتواجد محمد آل سالم أحد ابرز الحراس في المملكة، وكذلك البديل الجاهز له، لذلك لم أفكر أبدا في العودة للنور واختتام مشواري فيه. هل ستعود مستقبلا للنور كمدرب عام أو مدرب للحراس؟ -لا أفكر في ذلك حاليا، لأني أريد التركيز على عملي مع الاتحاد السعودي لكرة اليد من خلال التواجد في مدرسة مناف وفي الجهاز الفني للمنتخب السعودي في فئة الشباب، ولا أريد تشتيت تركيزي بالتواجد في مكان آخر. بما أنك أحد أبرز الاسماء في تاريخ المنتخب السعودي لكرة اليد، أين ترى الخلل فيه خلال الوقت الحالي؟ -المنتخب الحالي يملك لاعبين على مستوى فني عال جدا، وهم قادرون على اعادة امجاد كرة اليد السعودية. أما مكمن الخلل فيتمثل في غياب العديد من اللاعبين عن المعسكرات الاعدادية والمشاركات المختلفة بسبب الظروف العملية والدراسية المختلفة، وهو ما لا يمكن التحكم فيه في ظل عدم تواجد الاحتراف. لكن وبحكم قربي من الاتحاد السعودي لكرة اليد ارى الحرص الكبير من قبل رئيس الاتحاد تركي الخليوي على تجاوز هذه المشكلة، وهو ما نجح فيه من خلال تواجد كافة اللاعبين في المعسكر الاعدادي الحالي للبطولة الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم (2017)م بفرنسا. وكيف ترى حظوظ المنتخب السعودي لكرة اليد خلال مشاركته في البطولة الآسيوية المقبلة في البحرين؟ -المنتخب السعودي لكرة ليد مرشح لتجاوز مجموعته الصعبة، التي ستشهد صراعا قويا بينه وبين المنتخب البحريني المضيف، وكذلك المنتخب الايراني، خاصة في ظل اكتمال عناصره فيما عدا الحارس المميز محمد آل سالم للاصابة، وكذلك تواجد المدرب المميز نيناد، الذي سبق وان اشرف على تدريب المنتخب السعودي في كأس العالم باسبانيا في العام (2013)م. وحقيقة أرى أن هذه المشاركة هي المنعطف الأخطر في تاريخ كرة اليد السعودية. لماذا؟ -كرة اليد السعودية غائبة عن تحقيق الانجازات منذ فترة، وهي بحاجة إلى العودة بقوة من أجل ازالة الحاجز النفسي الذي تكون جراء ذلك، لذلك أرى أنه منعطف خطير جدا في تاريخ كرة اليد السعودية. كلمة أخيرة، ماذا تقول فيها؟ -أشكر لكم من خلالها هذه الاستضافة الجميلة، وحرصكم على ظهوري للإعلام حتى عقب اعتزالي اللعب، والتواجد على المستوى المحلي في النادي الأهلي وكذلك الخارجي مع المنتخب السعودي. تركي الخليوي يكرم مناف في إحدى المناسبات