ما يدور في مصرنا الحبيبة من اضطرابات في كل مجال يمس الحياة العامة ألقى بظلاله على الجالية السعودية والتي تقدر بالآلاف من دارسين وساكنين وزائرين, وادعوا الله عز وجل بأن يسهل وصولهم لبلادنا وهم بكل خير وعافية. هذا العدد الكبير من السعوديين كان يحتاج إلى الإخلاء حفاظا على سلامتهم, وقد أمر خادم الحرمين الشريفين بإقامة جسر جوي لنقل السعوديين وتيسير أمور العالقين منهم في جمهورية مصر العربية حتى يصلوا إلى الوطن بأسرع وقت ممكن, وقد أنيط بهذه المهمة الكبيرة إلى سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة, وهي في الحقيقة الجهة الوحيدة والمسئولة عن رعايانا هناك, وكان من أول الخطوات التي قامت بها السفارة هي إقامة مركز لتجمع السعوديين وكان في فندق الماريوت وذلك للبدء في إجلائهم, فتكدس السعوديون في الفندق وحواليه حتى أن بعض العائلات باتت ليلتها في الشارع وهي تنتظر الإجلاء, هذا بالإضافة للمتكدسين في مطار القاهرة, وكل هذا بإشراف وتنسيق من سفارتنا. سؤال وجيه من سفيرنا ماذا تريدين أكثر من طائرات (تشيلكم), فقد سبب تكدس الرعايا السعوديين في هذه الظروف الصحبة تعكيراً لصفو السبات الذي كانت تعيشه سفارتنا خلال العقود الماضية...كان لزاماً عليها أن تصمت وتتكدس مع الآخرين. تحدث بعض الرعايا السعوديين عمّا شاهدوه بعد وصولهم لنقطة التجمع والمحددة من سفارتنا, ويقول أحدهم بأنه عندما وصل هو وزملاؤه إلى فندق الماريوت وجدنا أعداداً ضخمة من العائلات والشباب السعوديين كانوا كالبؤساء! في ظل التخبط غير المفاجئ من مسئولي الإجلاء في السفارة, فقد كان بعضهم مشغولا مع أقاربه وأصدقائه (من باب: الأقربون أولى بالمعروف), وفي مقابل هذا التقصير المرير قام عدد من الشباب السعوديين بالتطوع للقيام بعمليات التنظيم وإجلاء العائلات والشباب حسب الأولوية. السفير السعودي هشام ناظر كان قد قام بجولة تفقدية وبسرعة ملفتة على الرعايا السعوديين في مكان تجمعهم وذلك من خلال الرد على الأسئلة الملحة ومحاولة طمأنتهم من أن الإجلاء على قدم وساق, وهذا هو المفترض من سعادته, ولكن هذا الأمر لم يحدث مع مواطنة سعودية عندما سألته عن سبب تأخر إجلاء المواطنين السعوديين لأيام طويلة, فقد قال سعادته: إن الطائرات تتوافد لكي (تشيلكم) ويقصد سعادته الرعايا السعوديين, ما ذا تريدين أكثر من ذلك؟.. سؤال وجيه من سفيرنا...ماذا تريدين أكثر من طائرات (تشيلكم), فقد سبب تكدس الرعايا السعوديين في هذه الظروف الصعبة تعكيراً لصفو السبات الذي كانت تعيشه سفارتنا خلال العقود الماضية...كان لزاماً عليها أن تصمت وتتكدس مع الآخرين. تذكرت إجلاء السعوديين في لبنان العام 2006 وقد كان تحت القصف الإسرائيلي, ورغم ذلك كان الإخلاء ناجحاً وآمناً نسبياً للجميع وذلك برعاية السفير السعودي السابق ووزير الإعلام الحالي عبد العزيز خوجه, فهل النجاح دائماً يقترن بالأشخاص؟ [email protected]