تتواصل قِصَص الرعب والخوف والمعاناة التي عاشها السعوديون في مِصْر خلال الأسبوع الماضي بعد تفجُّر الأحداث والمظاهرات المصرية؛ حيث توالت على "سبق" رسائل تُبيّن ما عاشه بعض السعوديين هناك، وأكد مَنْ سردوها أنهم يرغبون في نشر ما حدث لمبررات عدة، منها فضح ما يحدث من محسوبيات وتلاعب عبر طائرات الإخلاء، وما جرى مما وصفوه ب"إهمال" السفارة السعودية، وغياب التنظيم والتخطيط لمثل هذه الأحداث. يقول طارق الغريبي إنه بعد تصاعد المظاهرات وتوالي التحذيرات اتجه صباح الأحد الماضي إلى فندق الماريوت تجاوباً مع السفارة السعودية، وهناك شاهد تكدس السعوديين وسط الممرات وفي صالات الطعام وفي أرجاء الفندق كافة في غياب تام للتنظيم. وأشار إلى أنه خلال تجوله سمع موظفاً في السفارة يطالب الراغبين في السفر إلى الرياض بالتوجه إلى إحدى الحافلات الصغيرة. ويقول الغريبي إنه توجه سريعاً بصحبة عائلته إلى الحافلة التي استقلتها 6 عائلات سعودية، وكان يقودها سائق مصري, وأكد الغريبي أن الحافلة غادرت من أمام مقر السفارة باتجاه المطار، ولكن نتيجة الزحام سلك السائق أحد الشوارع الفرعية، وبعد طرح تساؤلاتنا عليه قال إنه يرغب في اختصار مسافة الطريق. وأوضح الغريبي أن السائق سلك شوارع داخلية في أحياء شعبية، وهناك بدأت قصص الخوف؛ حيث تم إيقاف الحافلة أكثر من مرة من قِبل أشخاص يُرجّح أنهم "بلطجية"؛ وذلك ظاهر من الهيئة التي كانوا عليها وتحديقهم في الركاب وتساؤلاتهم؛ حيث كان السائق يتحدث معهم ويقول "سياح، سياح". الغريبي يقول إنهم بالكاد وصلوا إلى المطار، وكان السائق يسأل عن صالة السعوديين؛ ما يكشف عدم علمه وغياب التخطيط والاهتمام من قِبل السفارة التي سلمت العوائل لسائق لا يعي خطورة الموقع، ولا يعرف الطريق. مؤكداً أن مثل هذه الأحداث لا بد أن يكون لها خطط لدى السفارة التي سارع موظفوها لإجلاء عائلاتهم وأصدقائهم! وقال مواطن رفض الإفصاح عن اسمه إنه شاهد العجب العجاب من المحسوبيات التي تُقدِّم مسافرين على آخرين، بل إن الغريب هو أن غالبية ركاب الطائرات المخصَّصة لإجلاء السعوديين كانت من جنسيات عربية فيما يتكدس السعوديون داخل صالات المطار وردهات الفندق! وعن كيفية سفره وعائلته قال: "في بعض المواقف يضطر الإنسان إلى الحيلة؛ حيث شاهدتُ السفير يتجول في المطار؛ فسارعت إلى أحد موظفي الخطوط السعودية وقلتُ له إنني من طرف السفير السعودي؛ فتم إخراج (البوردينج) لي ولعائلتي على الفور!". ويقول المواطن إن من الغرائب التي شاهدها هي السوق السوداء ل(البوردينج)؛ حيث شاهد أشخاصاً من جنسيات عربية يحاولون بيعها بمبالغ وصلت إلى 1000 جنيه رغم أن رحلات السعوديين كانت بالمجان. ويتساءل المواطن عن الأسباب التي أدت إلى هذه المحسوبيات والتلاعب وإركاب جنسيات أخرى في طائرات الإجلاء السعودية وتجاهُل عوائل سعودية كانت تعاني في المطار رغم أنه أُعلن أن لها الأولوية، لكنها تحولت بقدرة قادر لأصحاب جنسيات أخرى، على حد تعبيره.