ما زال المجتمع السعودي يعيش أجواء من الارتياح ويسوده الرضا التام؛ نتيجة ما عايشه الأسبوع الماضي في سبت تطبيق حكم الشرع الذي تجلت فيه إرادة الدولة وصلابتها وحزمها ضد الإرهابيين العابثين، فقد أقامت حد القصاص العادل، على 47 إرهابيا، باعوا إنسانيتهم وضمائرهم للشياطين، وحملوا السلاح وعاثوا فسادا، وجعلوا من بلادنا الآمنة ساحة للتفجير والفوضى وجرعونا الويلات، لينالهم أخيرا جزاؤهم الشرعي الرادع، الذي طال امد انتظار تنفيذه في تقديراتنا الشخصية، مما جعل باب تأويل التأخير وتفسيراته مفتوحا، لمن غاب عن ادراكهم حجم مثل هذه الجرائم وتشعبها وظروفها المختلفة، والتي تحتاج لرصد معلومات دقيقة وتحقيقات موسعة، أضف لذلك كثرة جلسات المحاكمة، وكلها معطيات وجيهة ساهمت في تبطيء عملية تنفيذ الأحكام، ولكن بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين، فالسيف الأملح كان له الأسبوع الماضي، صولة وموعد حاسم مع الرؤوس التي أينعت بالشر، ليقطفها واحدة تلو الأخرى، وهي رسالة واضحة ليتحسس الآخرون رقابهم، ويستلهموا هيبة الدولة وشرعها، فلا تهاون مع العابثين باستقرار الوطن ووحدته، والدولة قادرة في كل الظروف، بتسليط سيفها على رقبة كل سفيه مأجور، يفكر في المساس بأمن الوطن!!. التنفيذ الجماعي في المفسدين هو الأكبر عددا منذ 1400ه، وقد لقي كامل التأييد من جميع الشرفاء داخليا وخارجيا، ولم نسمع الضجيج المضاد، إلا من بعض المنظمات التي تزعم أنها معنية بحقوق الإنسان، وشاركهم في الصراخ وطقوس اللطم ملالي الضلال وعصابة المجوس ومَنْ معهم، فجميعهم تخندقوا طائفيا ونافحوا عن الإرهابي النمر، وتجاهلوا بقية ال 46 ارهابيا في انتقائية طائفية مقيتة، فالعويل الصاخب يوضح مدى أهمية هذا الإرهابي، وحجم خسارتهم لخدماته وعمالته، لذلك لا نستغرب افتعال اللطميات المشتركة والبكائيات المتوشحة بالطائفية، احتجاجا على حكم قتل شرعي، صدر من خلال مؤسسة قضائية مستقلة، أجزم أنه لا يشابهها أي قضاء في العالم، في حذرها واحترازها الشديد في الحكم بقتل النفس، فالإجراءات المتبعة للحكم بالقتل، بدايتها من هيئة التحقيق والادعاء العام، فبعد ادانته واثبات جرمه تمر محاكمته ب13 قاضيا، وبعد اقرار الحكم يرسل للملك، وبدوره يعرضه على المستشارين والقانونيين المعنيين ثم يصادق عليه، سلسلة اجراءات نظامية حذرة، فحاشا أن يتواطأ هؤلاء على قتل نفس بريئة، وهذا يقطع الطريق على النابحين من خلف الحدود، المشككين في نزاهة قضائنا واتهامه بالطائفية!! وهنا ضع ما تستطيع من علامات التعجب والاستغراب، فكيف هب هؤلاء وتداعوا عند سماعهم صرخة ارهابي واحد، نال ما يستحق نظير جرائمه، ولم يسترع انتباههم صرخات آلاف الأبرياء المعذبين في (مضايا) السورية، التي يتعرض أهلها للحصار والتجويع، تحت سمع وبصر الهيئات الحقوقية المزعومة ومعها ايران، التي لم نر لها تحركا انسانيا حسب ما تدعيه ويمليه عليها ضميرها المستتر، لذلك لا نستغرب أي رابط بين مكونات في ظاهرها متضادة ونراها متوافقة في أجندتها؟ ولن ينخدع العالم بتقمص إيران شخصية الحمل الوديع، بإبعاد تهمة الإرهاب عن محيطها، فلا يشك عاقل لديه أدنى وعي بما يدور حوله، بأن إيران هي من أشعل الفتنة الطائفية وهي المصدرة للإرهاب، إذ لا نحتاج شيئا من وثائق ويكيلكس، لنثبت حقيقة إرهاب صفوي ماثلة أمامنا، تمارسه المليشيات المجرمة في العراق وسوريا واليمن، وجاء الدور على المملكة، فالهدف هو الهيمنة الإقليمية باستهداف أمن المملكة واقتصادها، لذلك لا يتوانون في حملاتهم الإعلامية التشويهية الظالمة ضد كل ذي صلة بالسعودية، ورغم ما حدث ستبقى المملكة قوية بإيمانها، وستمارس حقها في حماية كيانها، وستتصدى للعنف والتطرف بحزمها المعروف، ولن يعود السيف الأملح لغمده، إلا بعد اجتثاث نبتة الإرهاب من جذورها!!