الاسبوع الماضي كان مادة دسمة للجميع, الحكم بالقتل تعزيرا على 47 إرهابيا عبثوا في أمن وطننا وأهلنا كان حديث كل الاحاديث، لم يواجه هذا الطرح ضداً الا المارقون على الولاء والطاعة والعدالة وقبل كل ذلك عدم خوفهم من الله سبحانه وتعالى، لم يكن في الدنيا كلها حكم عادل في أي مكان كما كان عندنا، مرت كل الفرص المتاحة وأكثر من المناصحة واتخاذ مجرى العدالة وتوكيل المحامين واتخاذ الحكم الذي تدرج لعدة مراحل من القضاء حتى وصل لولي الأمر لتصديقه. بعض هؤلاء الارهابيين كانت جريمتهم قبل أكثر من 12 عاما ومع ذلك لم يستفيدوا من كل الفرص، من تعهدات ونصح وإعطاء للوقت فعادوا على أعقابهم، النابحون فقط هم من يولولون على شرعية القضاء فأجندتهم تدعو لحكم الشياطين الظالمة واتخاذ قرار فردي دستوره «ان لم تكن معي فأنت ضدي»، بلادنا حفظها الله تساهلت وتنازلت كثيرا ولكن حين يمس الدين أولا ثم الوطن ثانية فلا لون إلا الأحمر ولا لمعان إلا للسيف، المرونة والعفو لهما وقتهما، فإن رفضهما من أجرم فالسيف كفيل بحسم الامر برمته. المملكة لم تجامل ولن تجامل أحدا كائنا من كان في ثوابتها الشرعية والوطنية، فإن تعلق الامر ب «قال الله وقال رسوله» فالمسألة أمر إلهى وتنفيذ بشري يسمع ويطيع ابتداء من رأس الهرم حتى وكل من يعملون خلفه، ضربت بعرض الحائط كل المجاملات الدبلوماسية والخوف والتردد من آثار قرارها بل وضربت بسيف من حديد على عنق كل خائن لله ورسوله ثم لوطنه، وتعامل بكل عماله مع عدو شيطان يتربص ببلادنا، لم تنحز لقبيلة ولا طائفة فالجميع سواسية أمام حدود الله ودماء المسلمين، كلهم تحت طائلة القضاء وأمام الملأ وبمحاكمات اتخذت كل مجرى للعدالة وقتا وجهدا وإدارةً، ولكن الشياطين لا تعجبهم العبادة فهم يحبون الطريق إلى جهنم فتثير ثائرتهم عند تطبيق شرع الله. ألم عظيم أن نرى من أبناء وطننا من يتجرأ على دمائنا ويستبيحها والأكثر ألما أن يظن أنه متسلح بشرع الله، إلا أنه ضل السبيل وغيب عنه الشيطان جادة الصواب، الحزم هو كالكي آخر العلاج، إن لم تفلح كل المحاولات لرأب الصدع كان هو الفيصل، وهذا هو شرع الله القويم، الصدح بالحق دون خشية في الله للومة لائم، كثير من النابحين استثارهم حكم الشرع وهم في داخلهم يعلمون أن المملكة لا تتردد لحظة في دحر أي كائن يمسها ويأبى العدول والرجوع الى جادة الحق. كم أفخر بوطن حازم وقت الشدة وحنون وقت العطف ومعطاء وقت الحاجة، لا اأتشدق بمثالية وطني لأني أحبه، ولكني أجزم بأننا معه ساعون لذلك وأننا على الطريق الصحيح فكلنا رابحون إلا من أبى النصيحة وأبى الفرصة وأبى التوبة أو كان كالدمية تحركه حبال من الخارج، وأصر على العقاب والجزاء والردع الذي كان درسا لكل من تسول له نفسه أن يمس شبرا من أرضنا أو قطرة من دمنا، حفظنا الله وبلدنا وجميع المسلمين وأوطانهم.