مبلغ 1.4 تريليون دولار المفقود في أسهم شركات التعدين العالمية منذ عام 2011 يفوق القيمة السوقية الإجمالية لكل من جوجل وإكسون موبيل وألفابيت (الشركة الأم لجوجل). عندما تكون قد قضيت عقدا من الزمن في بناء مناجم جديدة في المنطقة من جبال الأنديز إلى الأدغال في غرب إفريقيا، فإنك تجد نفسك في وضع سيئ عندما لا يظهر الركود الاقتصادي في الصين، أكبر عملائك، أي دلائل على التوقف. المساهمون لم يقبلوا بهذا الوضع، ما أدى إلى هبوط شديد في أسعار الأسهم، والمخاوف من أن الأمور ستسوء أكثر دفعت مؤشر التعدين العالمي لبلومبيرج إلى أدنى مستوياته منذ 11 عاما. قال بول جايت، محلل في مجال التعدين في سانفورد بيرنشتاين في لندن: «هذا أمر فظيع، ليس هنالك تعبير آخر لوصف الأمر. كثير من الناس كانوا يأملون في بداية عام 2016 أن يشهدوا بعض الاستقرار على الأقل في أداء السلع الأساسية في تلك الأسهم. أساسا، كان الناس يتطلعون نحو إنهاء إجماع المحللين الذي كان مميزا في عام 2015. لكن من الواضح أن هذا لم يحدث». كانت شركة بي إتش بي بيليتون ومجموعة ريو تينتو ذات مرة من بين أكبر الشركات في العالم. كما أن أسهم أكبر الشركات المنتجة للسلع الأساسية التي تتداول في لندن هي الآن على الأقل متقلبة ضعف تقلب مؤشر الأسهم المعياري في المملكة المتحدة. في الأسبوع الماضي تراجعت أسعار المواد الخام إلى أدنى المستويات منذ عام 1999، مع معاناة سوق الأسهم في الصين من أسوأ بداية لها في العام خلال عقدين من الزمن بعد أن خفض البنك المركزي سعر الصرف المرجعي لليوان إلى أدنى مستوى منذ أغسطس. العملة الأضعف تشجع الصادرات من البلد وتجعل الأمر أكثر كلفة بالنسبة لها لاستيراد السلع الأساسية، متسببة بالضرر للشركات التي تزودهم بالبضائع. يجري تقييم شركة أنجلو أمريكان، التي بلغت قيمتها حوالي 50 مليار جنيه استرليني (73 مليار دولار) في عام 2008، الآن بقيمة 3.1 مليار جنيه استرليني. هذه الشركة البالغة من العمر 99 عاما، والتي تعتبر أكبر منتج للبلاتين والماس في العالم وتمتلك بعضا من أفضل مناجم الفحم والنحاس، تقدر قيمتها الآن بأقل من قيمة شركة راندجولد للموارد ومنجم النحاس انتوفاجاستا، التي هي من شركات المستوى المتوسط. شركة أبل، الشركة الأكثر قيمة في العالم، تبلغ قيمتها حوالي 549 مليار دولار. أما ألفابيت (الشركة الأم لجوجل) فقيمتها حوالي 510 مليارات دولار، وإكسون تبلغ 321 مليار دولار. انخفض مؤشر التعدين لدى بلومبيرج (الذي يضم أسهم 80 شركة من شركات المناجم والمعادن) بمقدار 4.1 بالمائة ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عام 2004. أغلقت أنجلو بانخفاض نسبته 11 بالمائة في لندن لتصل لأدنى المستويات منذ أن بدأت في التداول في عام 1999. انخفضت بي إتش بي بنسبة 5 بالمائة وتراجعت ريو تنتو بنسبة 3.4 بالمائة. أما جلينكور فقد استقرت عند مستوى 8.3 بالمائة. من المتوقع أن يشهد الاقتصاد في الصين توسعا بنسبة 6.5 بالمائة هذا العام، الوتيرة الأبطأ منذ أكثر من عقدين من الزمن، وفقا لخبراء اقتصاديين شملهم استطلاع بلومبيرج، حيث يتوقعون أن يضعف النمو ويستمر حتى عام 2017.