شركة (كيو كي آر)، وهي صندوق تعدين يترأسه لويد بينجيلي، المصرفي السابق لدى جيه بي مورجان تشيس، على وشك التقدم بعرض بحوالي مليار دولار لشركة الموارد المحدودة الكندية نيفسون، بحسب أشخاص مطلعين على الوضع. المفاوضات جارية بين (كيو كي آر) وشركة نيفسون التي مقرها فانكوفر، والتي تمتلك 60 بالمائة من منجم البيشا للذهب والنحاس والزنك في إريتريا في شرق إفريقيا. وقال الأشخاص الذين طلبوا عدم التعريف بأنفسهم لخصوصية المحادثات إنه لا ضمانات للتوصل إلى اتفاق. قالت الشركة في تصريح لها قبل يومين: «تلقت نيفسون في الآونة الأخيرة من أطراف عدة تصريحات عن الاهتمام بصفقة محتملة للشركة». وأضافت: «أية مناقشات الآن هي في مراحلها الأولية، وليس من المؤكد أن يتم إبرام أي صفقة، كما أن الإدارة ليست على علم بصفقة الشركة». تعد بيشا الاستحواذ الثاني لشركة (كيو كي آر) والذي يموله صندوق الثروة السيادية القطري وأغنى رجل في بولندا بان كولزيك، وذلك بعد شرائها لمنجم نافاتشاب في ناميبيا التابع لشركة أنجلو جولد أشانتي المحدودة في تموز بقيمة 110 ملايين دولار. تسعى الشركة الآن للحصول على أصول قريبة من الإنتاج أو من الشركات التي تكافح لتمويلها. قفزت نيفسون بمقدار 25 في المائة قبل أن تصدر الشركة بيانها، وكان يتم تداول أسهمها بنسبة 9 بالمائة أعلى عند 4.62 دولار عند الساعة 12 و35 دقيقة مساء في تورونتو. قال آدم لو، المحلل لدى شركة رايمون جيمز المالية، عبر الهاتف اليوم: «إن نيفسون تمتلك منجما يعد من أجود المناجم وأعلاها هامشا في العالم بالإضافة إلى إمكانية الاستكشاف الوفير في المستقبل». وأضاف: «نظرا لأنها تمتلك حجما كبيرا من قيمتها في السوق النقدية في الميزانية العمومية دون أي ديون، فإن الشركة إلى درجة معينة تكاد تكون الآن هدفا للاستيلاء الممول بصورة شبه ذاتية، بينما بقية الأصول جذابة جدا». رفض ممثل (كيو كي آر) التعليق. وقالت نيفسون في تصريح لها إنها لا تعلق على التكهنات في السوق. صناديق الأسهم الخاصة، بما فيها تلك التي يقودها الرئيس التنفيذي السابق لستراتا مايك ديفز والرئيس السابق لشركة الذهب باريك آرون ريجينت، يبحثون عن أصول بينما شركات التعدين الكبرى في العالم بدءا من شركة بي اتش بي بيليتون المحدودة إلى مجموعة ريو تينتو تقوم بتجريد العمليات من أجل خفض التكاليف ويكافح صغار المنتجين لتمويل التوسع. أغلق سهم نيفسون أمس على 4.24 دولار كندي، وهو ما يعني أن قيمة الشركة هي 846.5 مليون دولار كندي (746 مليون دولار أمريكي)، أي ما يعادل 35 بالمائة أدنى من تقييم شهر فبراير 2012، عندما قامت بخفض توقعاتها للإنتاج من الذهب بمقدار النصف لهذا العام إلى نطاق يتراوح بين 190 ألف أونصة إلى 210 آلاف أونصة. أعلنت نيفسون الشهر الماضي عن مبيعات بقيمة 416.3 مليون دولار و71.5 مليون دولار كأرباح عن الأشهر التسعة الأولى لهذا العام. أنتجت الشركة 65100 طن من النحاس تلك الفترة وكان رأس المال العامل 519 مليون دولار، بما في ذلك 380 مليون دولار نقدي و113 مليون دولار من المستحقات الحالية، بحسب ما أعلنت في الثلاثين من أكتوبر. وقد أوقفت أيضا إنتاج الذهب العام الماضي. تسعى الشركة إلى توليد دفق نقدي حر بمبلغ 120 مليون دولار هذا العام بعد الضرائب والنفقات الرأسمالية، كما قال الرئيس التنفيذي كليف ديفيس خلال مؤتمر في الحادي والثلاثين من أكتوبر. يتكون مخزون بيشا من طبقة أكسيد الذهب فوق طبقات من النحاس والزنك. كان المنجم ينتج الذهب فقط حتى العام الماضي، وبعد ذلك بدأ بتوسيع إنتاجه ليشمل النحاس والزنك. يخطط الآن لإنتاج 80 ألف طن إلى 90 ألف طن من النحاس هذا العام، ويسعى لإنتاج الزنك في بداية عام 2016 في المنجم الذي يقع على بعد 150 كيلومترا غرب أسمرا، عاصمة إريتريا. ومن جانب آخر، قال صندوق الثروة السيادية في قطر، الذي يتحكم بأكثر من 100 مليار دولار من الأصول: إن الهبوط في أسعار النفط الخام لن يعمل على تغيير خططه الاستثمارية. أحمد السيد، الرئيس التنفيذي لسلطة الاستثمار القطري، أخبر الصحفيين في الدوحة قبل يومين: «تم إنشاء هذا الصندوق لتجنب التقلبات في أسعار النفط». وأضاف: «نحن الآن بالفعل جاهزون وعلى استعداد لمثل هذا السيناريو». قطر، الدولة الأغنى في العالم على أساس حصة الفرد من الدخل، قامت بنشر فائض الإيرادات من صادرات الغاز الطبيعي المسال في العقارات والمصارف وشركات صناعة السيارات. أما شركة قطر القابضة المحدودة، ذراع الاستثمار الأجنبي لسلطة الاستثمار القطرية، فقد استثمرت في الفنادق الفاخرة في أوروبا وشركات الخدمات المالية مثل مصرف باركليز وبنك كريدي سويس، تعتبر أيضا أكبر المساهمين في شركة جلينكور، المختصة في إنتاج السلع. وقال السيد: إن الصندوق ملتزم بالاستثمار بمبالغ تصل إلى 20 مليار دولار في قارة آسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، مستهدفا الرعاية الصحية والبنية التحتية والعقارات وصناعة البيع بالتجزئة. ووقعت سلطة الاستثمار القطرية على صفقة استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار مع مجموعة سيتيك الصينية هذا الشهر، ووافقت على دفع مبلغ 4.78 مليار دولار (616 مليون دولار) لهونج كونج لحصة في متاجر هونج كونج، وهي الشركة الدولية القابضة المحدودة لايف ستايل في سبتمبر.