لقد جاملت مجموعة كبيرة من النقاد السعوديين قصيدة "ويح قلبي" بإسراف، وإنها لزلة أكبر وأشد من طباعة كتب المراهقين والمراهقات ونشرها تحت لواء الأدب، وتقديم هند المطيري للمتلقي كشاعرة بارعة كسرت الأنساق ! فيه تجنٍ كبير على المتلقي، وعلى الشعر ، وعلى سمعة النقاد السعوديين. يجب أولا أن تمتلك الشاعرة "البضاعة" التي تكسر بها الموجود حاليا في أسواق الأنساق! فالرديء لا يكتسح الساحة مطلقا إلا سقوطا لا تميُّزا. وما شاهدتهُ في معرِّفات النقاد خلال يومين من ذيوع القصيدة؛ سقطة غير بسيطة تدخِلُني لفهم الموضوع وفق نسق لا يتعلق بالموهبة. ويا لها من أنساق تلك التي ابتُلينا بها ! فقبلها بأيام عندما جوملتْ الشاعرة أشجان هندي في قصيدتها التي دحرجت فيها الظلام بمعرض الكتاب! وتهكّم الجمهور عليها بوسم "هذه القصيدة" قلتُ : ربما كان ذلك انتصارا للزمالة وأخوة المسيرة والاصطدام مع الظلام نفسه ! الأمر الذي حوَّل الحدَث الكبير المتعلّق بالكتب إلى قضية تيَّارية كالعادة, في منظر متكرر لتسطيح الظواهر والتحوَّلات في أي مجال يُفتح فيه باب النقاش والحوار , لكن مجاملة شاعرة مغمورة مُنعت رسميا من المشاركة، واستهجنَ الجمهور مشاركتها، فضلا عن ضحالة القصيدة ؛ فتلك وصمة سنجني ثمارها قريبا مع مزيفي المواهب. ولنا سابقة في ماضينا الأدبي الأسود عندما قدَّمَ شخص مثل "غازي القصيبي" - رحمه الله - عملا ك "بنات الرياض" وصاحبتها محسوبَين على الرواية ؛ فظلمَ الأدب السعودي كثيرا بترجمتها وتقديمها لأكثر من 40 لغة بوصفها إبداعا ! الأمر الذي حمَّلَ الساحة غثاء استمر حتى هذه اللحظة من مشاركات هابطة لا تمتّ للأدب بصلة، حتى فسد الأدب بهؤلاء وفسدت الذائقة والمواهب الحقيقية. أتمنى أن تكفّوا أيديكم عن الاعتبارات التي تسقِط الأدب ! فالأدب للأمة وليس لجهات الاتصال والأصدقاء والتيارات التي نحبها، فآخر ما ينقص الموهبة السعودية هو غزوها في مجال الإبداع بالمحسوبيات والوساطات والانتماءات التي تزيح الموهبة.