حرصت الولاياتالمتحدةالأمريكية على طمأنة جيران كوريا الشمالية بتأكيد التزامها بأمنهم، على خلفية التجربة النووية الجديدة التي أعلنتها بيونج يانج أمس الأربعاء، كما تعتزم المجموعة الدولية فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، فيما أكد وزير الخارجية الامريكي الحاجة إلى رد دولي موحد على الاعمال الاستفزازية، وقال مجلس الأمن الدولي إنه سيبدأ العمل فورا على مجموعة من الإجراءات المهمة الجديدة ردا على رابع تجربة نووية تجريها كوريا الشمالية وهو تهديد يقول دبلوماسيون إنه يمكن أن يعني توسعة نطاق عقوبات الأممالمتحدة على بيونجيانج. وقالت كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة على قنبلة نووية هيدروجينية مصغرة الأربعاء. وقال مندوب أوروجواي في الأممالمتحدة البيو روسيلي الذي يرأس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر للصحفيين "أعضاء مجلس الأمن الدولي.. ذكروا أنهم كانوا قد عبروا فيما سبق عن عزمهم على اتخاذ المزيد من الإجراءات المهمة في حالة إجراء كوريا الشمالية تجربة نووية أخرى". وأضاف قائلا: "انطلاقا من هذا الالتزام وخطورة هذا الانتهاك فإن أعضاء مجلس الأمن الدولي سيبدأون العمل فورا على هذه الإجراءات في قرار جديد للمجلس"، مشيرا إلى أن التجربة النووية الجديدة "انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن". وتحدث روسيلي بعد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي عقدت بطلب من الولاياتالمتحدةواليابانوكوريا الجنوبية. وقالت السفيرة الامريكية سامانتا باور في بيان إنه يجب على المجلس المؤلف من 15 دولة أن يفرض "حزمة جديدة من عقوبات صارمة وشاملة وذات مصداقية"، وأن يعمل على ضمان "تنفيذ قوي للقرارات التي تبناها بالفعل". واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية "مقلقة للغاية" و"تزعزع الأمن الإقليمي بشدة". وقال للصحفيين: "تنتهك هذه التجربة مجددا قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي رغم دعوة المجتمع الدولي لوقف هذه الأنشطة". وقال فوميو كيشيدا وزير الخارجية الياباني للصحفيين "نعتزم العمل مع دول أخرى لتبني قرار يحمل محتوى قويا في مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت ممكن". وتفرض الأممالمتحدة بالفعل عقوبات على كوريا الشمالية بسبب برنامجها للأسلحة النووية منذ إجرائها أولى تجاربها النووية في 2006. وتضم قائمة العقوبات الدولية 20 كيانا و12 فردا، بالإضافة لحظر دولي على تصدير البضائع غير الأساسية والتقنية الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية. وفرض على الأفراد حظر سفر دولي وجمدت أصول جميع الهيئات والأشخاص الواردة في القائمة السوداء. وقال دبلوماسي غربي بارز إن ما يمكن للأمم المتحدة إضافته لقائمة العقوبات الحالية قد يكون الممثلين الاجانب للمنظمة الكورية الشمالية التي تدير عمليات التطوير النووية والأشخاص ذوي الصلة بإحدى شركاتها الرئيسية التي تتولى عمليات الشراء. لكن الدبلوماسي الذي اشترط عدم نشر اسمه قال: إن هذا يعتمد على الأجواء في مجلس الأمن وبصفة خاصة موقف الصين وهي أهم حلفاء كوريا الشمالية. اوباما يطمئن حلفاءه وفي السياق، قال البيت الابيض إن الرئيس الامريكي باراك أوباما بحث هاتفيا مع رئيسة كوريا الجنوبية باك جون-هاي الرد الدولي على التجربة النووية الكورية الشمالية. وأضاف البيت الابيض في بيان إن اوباما أكد التزام الولاياتالمتحدة بأمن كوريا الجنوبية وأن الزعيمين اتفقا على العمل من أجل "رد دولي موحد وقوي على أحدث سلوك متهور من كوريا الشمالية". كما بحث أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الرد الدولي على التجربة النووية الكورية الشمالية. وأضاف في بيان إن أوباما جدد التزام الولاياتالمتحدة بأمن اليابان وأن الزعيمين اتفقا على العمل معا للتوصل إلى رد دولي موحد وقوي على التجربة الكورية الشمالية. عقوبات أمريكية وقالت مصادر بالكونجرس الامريكي: إن الزعماء الجمهوريين في مجلس النواب يدرسون إجراء تصويت في وقت قريب ربما الاسبوع المقبل على تشريع طال تأجيله لتوسيع العقوبات ضد كوريا الشمالية بفرض إجراءات أكثر صارمة على الشركات الاجنبية التي تتعامل مع بيونجيانج. وكان الجمهوري إيد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس وإليوت أنجيل أبرز الديمقراطيين في اللجنة قدما مشروع القانون اوائل العام الماضي وأقرته اللجنة في فبراير. ولم يطرح الزعماء الجمهوريون بالمجلس المشروع للتصويت عليه في 2015 لكن إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة نووية جديدة جعل المشرعين الامريكيين يسارعون الى المطالبة برد امريكي قوي. وقال مصدران بالكونجرس لرويترز إن زعماء المجلس يعيدون دراسة مشروع القانون وانهم قد يطرحونه للتصويت عليه في وقت قريب ربما الاسبوع القادم. وقال مصدر بالقيادة الجمهورية للمجلس انه لم يتم اتخاذ قرار بشان تحديد مواعيد لمناقشة المشروع أو التصويت عليه في المجلس. وقالت وزارة الخارجية الامريكية: إن وزير الخارجية جون كيري ناقش التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونج سي اثناء اتصال هاتفي. وقالت الوزارة في بيان إن كيري جدد التزام الولاياتالمتحدة بحماية أمن كوريا الجنوبية و"أكد الحاجة إلى رد دولي موحد على الاعمال الاستفزازية" من كوريا الشمالية. كما أجرى كيري اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا وأكد على الحاجة الى رد دولي على التجارب النووية لكوريا الشمالية. وقالت الوزارة في بيان "جدد الوزير التزام الولاياتالمتحدة الراسخ بأمن اليابان وأكد أهمية رد دولي موحد على الاعمال الاستفزازية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية)". من جهته، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو امس الخميس إن حكومته ما زالت تعارض امتلاك اسلحة نووية بعد أن أجرت كوريا الشمالية أول تجربة لقنبلة هيدروجينية. ومتحدثا في البرلمان قال هان: "نحن نسعى دوما إلى جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية"، رافضا دعوات إلى رادع نووي كوري جنوبي ضد الشمال.