واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن تقدمها بمدينة حرض الحدودية لتحرير مدينتي حجة والحديدة من المليشيات الحوثية. وتتقدم من جهة الجوف إلى منفذ البقع لتضييق الخناق على صعدة، ودكت مقاتلات التحالف العربي، امس الأربعاء، مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح بمحافظة تعز، واغتال مسلحون مجهولون بالرصاص الليلة قبل الماضية ضابطا في جيش اليمن برتبة عقيد وقياديا في المقاومة الجنوبية في عدن، فيما قتلت طائرة أمريكية بلا طيار أربعة يشتبه انهم من القاعدة في جزيرة العرب في وسط اليمن الثلاثاء الماضي في أول هجوم من نوعه منذ سبتمبر، واحتدمت المعارك في مدينة تعز بين مليشيات الحوثي وحلفائهم من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، في وقت تكبد الحوثيون وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خسائر فادحة وسط اتهامات للمتمردين بمنعهم وصول إمدادات طبية إلى المناطق المحاصرة في المدينة. الحوثيون يحشدون ونقل موقع "مأرب برس"، عن سكان محليين ان "مليشيات الحوثي كثفت في الأيام الماضية من تحركاتها ونقلت كماً هائلاً من الأسلحة والمعدات والمقاتلين إلى صعدة"، مشيرين إلى أن الحوثيين حشدوا ترسانة كبيرة من الأسلحة والمقاتلين في تحرك غير مسبوق إلى مديريات صعدة. إلى ذلك كشفت مصادر قبلية في محافظة صعدة عن تحركات للمليشيات الانقلابية التي فرت من أرض المعارك في مأربوالجوف إلى جبال صعدة. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في مديرية المسراخ، ومواقع أخرى في منطقة الغفيرة بمديرية المعافر. وبحسب المصادر، فإن دوي انفجارات عنيفة سمعت وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من على المواقع المستهدفة، دون أن تتضح الخسائر التي خلفها القصف على الفور. معارك المسراخ في غضون ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين، وقوات الجيش الوطني والمقاومة في مديرية المسراخ وسط تقدم نوعي للمقاومة على مواقع كانت في قبضة الحوثيين وقوات صالح. ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الان ويستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بحسب المصادر ذاتها. وتدور مواجهات مسلحة في تعز منذ نحو تسعة أشهر، مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة، بينهم مدنيون، وبحسب ائتلاف الإغاثة الإنسانية في المحافظة، فإن المواجهات خلفت خلال الشهر الماضي 101 قتيل من المدنيين و1617 جريحاً توزعت بين عمليات قنص وقصف "مليشيات الحوثي وصالح". اغتيال عقيد إلى ذلك، قال مسؤول محلي إن مسلحين مجهولين قتلوا بالرصاص ضابطا في جيش اليمن برتبة عقيد وقياديا في المقاومة الجنوبية في عدن الليلة قبل الماضية في أحدث عملية اغتيال في سلسلة اغتيالات شهدتها المدينة الجنوبية يعتقد ان متشددين وراءها. وقال المسؤول إن المسلحين فتحوا النار على سيارة يستقلها القيادي بالمقاومة الجنوبية جلال العوبلي والعقيد الذي لم تعرف هويته في حي دار سعد في شمال عدن مما أدى الى مقتلهما. مقتل أربعة من القاعدة وأعلن مسؤول في اجهزة الامن اليمنية امس ان اربعة اشخاص يعتقد انهم من اعضاء تنظيم القاعدة قتلوا في غارة لطائرة بلا طيار على سيارتهم في وسط اليمن. وقال المسؤول نفسه إن الغارة وقعت مساء الثلاثاء في منطقة بين محافظتي البيضاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وشبوة التي سيطرت عليها القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. ميناء عدن وفي شأن يمني آخر، عادت الحركة الملاحية مرة أخرى إلى ميناء عدن أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، بعد تعرضه للدمار الكبير الذي لحق به بسبب الحرب الدائرة في اليمن. ويعتبر الميناء -الذي يقع على خليج عدن على الساحل الجنوبي لليمن- أحد الخطوط الملاحية التي تربط الشرق بالغرب، وشهد مؤخراً نمواً اقتصادياً كبيراً قدره المراقبون بأنه تخطى في نشاطه ما كان عليه قبل اندلاع الأزمة اليمنية. وبعد أن تمكنت المقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي من تحرير عدن في يوليو الماضي، وإعادة الحياة إليها، بدأت كوادر العمل المتخصصة في تحديث البنية التحتية للمعدات، وإجراء عمليات توسعة لتخزين الحاويات بسبب ازدياد حركة السفن والنشاط التجاري. وتعمل الحكومة اليمنية حالياً على بذل المزيد من الجهد على المستويين الأمني والخدمي؛ لضمان استمرار العمل في الميناء، وزيادة نشاطه التجاري والاقتصادي العالمي. هادي يشيد ثمن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الجهود والدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، ودول التحالف العربي، لمساندة الشعب اليمني على مختلف الاتجاهات والصعد. وأكد - خلال ترؤسه أمس في عدن، اجتماعاً استثنائياً للقيادات التنفيذية والعسكرية بمحافظة عدن - أن تلك الجهود تؤكد عمق الاخوة والروابط المشتركة التي تجمع اليمن بأشقائه من دول مجلس التعاون الخليجي وتجسد وحدة الهدف والمصير المشترك. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن الاجتماع استعرض جملة من الموضوعات والتطورات المتسارعة في بلاده على الصعيدين الميداني والسياسي. وجدد الرئيس اليمني، تمسكه بقرارات الشرعية الدولية التي كان آخرها رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي انقلب عليها الحوثي وصالح في مشهد هزلي واضح من خلال شنهم حربا شاملة على المدنيين والتعدي وتهديد دول الجوار خدمة منهم لأجندة وأهداف دخيلة ومكشوفة. كما أكد الرئيس اليمني، تحقيق القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية، انتصارات ضد المليشيا الإنقلابية، مشيرا إلى أن تلك الانتصارات تتطلب من الجميع قيادات عسكرية وسلطات محلية وأمنية أن تضطلع بمهامها في إطار خطط واضحة المعالم تتضمن أولويات المهام وآلية المتابعة والتنفيذ كي يكتب لها الديمومة والنجاح.