تقع القنصلية الأمريكية العامة في الظهران في قلب المنطقة الشرقية التي تمثل مركز الصناعات والطاقة في المملكة العربية السعودية، وتسعى لتعزيز الشراكات بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية عن طريق تقوية الروابط التجارية، واتاحة فرص التعليم والتطوير المهني، في العام الماضي اصدر الفريق القنصلي 43000 تأشيرة مما ساهم في انشاء العشرات من الشراكات التجارية الجديدة بين الولاياتالمتحدة والسعودية كما قامت القنصلية ايضا برعاية أكثر من 40 شابا وشابة في المنطقة الشرقية للمشاركة في برامج التطوير المهني في الولاياتالمتحدة بالإضافة إلى ذلك تشارك القنصلية الشركات والمؤسسات السعودية في جميع القطاعات لتحديد سبل دعم لأصحاب العمل المميزين الذين يطمحون لتطوير الاقتصاد والخبرات السعودية. ويعتبر هذا التعاون امتداداً لتاريخ طويل من الشراكة بين الولاياتالمتحدة والسعودية في المنطقة الشرقية مثل جمعية مهندسي البترول التي ابتدأت بالتعاون مع شركة ارامكو. إن تفاني رواد النفط من الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعودية في التعاون الذي ابتدأ في صحراء المنطقة الشرقية وضع الأساس لعلاقة ثنائية قوية بين البلدين نابضة بالحياة وهو ما نراه اليوم على أرض الواقع فالعلاقة الوطيدة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنطقة الشرقية تعود إلى عام 1944 عندما تم تأسيس أول هيئه دبلوماسية أمريكية في منطقة الخليج في مدينة الظهران في ذلك العام فتحت القنصلية الأمريكية أبوابها في معسكر أرامكو الرئيسي وذلك على بعد بضعة أشهر من الاجتماع الأسطوري الذي جمع الرئيس فرانكلين روزفلت وجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. إن العلاقات الثنائية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسعودية في المنطقة الشرقية بنيت منذ بداياتها المبكرة على عمق واتساع لا مثيل له واليوم تمتد خيوط هذه العلاقة على نطاق يشمل العديد من القطاعات في كلا البلدين وهنا اعود بالذاكرة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى واشنطن سبتمبر الماضي حين ناقش مع الرئيس باراك أوباما سبل خلق شراكة استراتيجية جديدة للقرن ال21 في مجال الطاقة، حيث كانت أحد جوانب تلك الشراكة المرتبطة بالقنصلية في الظهران هو تعاونها بشكل رئيسي مع جمعية مهندسي البترول في الجهود المتجددة في قطاع الطاقة خلال زيارة وزير الطاقة الأمريكي الدكتور إرنست مونيز للرياض والظهران في نوفمبر الماضي للمشاركة في منتدى القيادات السادس وللقاء قادة مجال الطاقة في كل من القطاعين العام والخاص قامت القنصلية بدعمه حيث قام بزيارات متعددة في المنطقة الشرقية لوضع أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وقد أبرز الوزير مونيز الطرق الهامة للتعاون بين الولاياتالمتحدة والسعودية لتطوير التقنيات التي من شأنها الحد من انبعاثات الكربون من الوقود، وهو مفتاح لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في مكافحة تغير المناخ العالمي وتعظيم قيمة الهيدروكربونات. وخلال جولة الوزير مونيز في المنطقة الشرقية زار عدة مرافق في شركة أرامكو السعودية لمعاينة بعض التكنولوجيا التي تقوم الشركة بتطويرها لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة كما دار خلال الزيارة نقاش بين الوزير مونيز والمدير التنفيذي لشركة أرامكو أمين الناصر عن الأهداف المشتركة بالسعي للنمو الاقتصادي من خلال زيادة كفاءة استخدام الطاقة والحد من انبعاثات الكربون وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة كما ناقش الوزير مونيز سبل ان تكون المملكة العربية السعودية مركزا إقليميا لصناعة الطاقة المتجددة الحيوية. وفي وقت سابق من هذا العام قام نائب مساعد وزير الطاقة الدكتور خوليو فريدمان بزيارة إلى الظهران التقى خلالها مع قادة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لمناقشة السبل الممكنة للتعاون بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بما في ذلك تبادل الطلاب مشاريع البحوث المشتركة وفرص التدريب المحتملة للطلاب السعوديين في المختبرات الوطنية في الولاياتالمتحدة. ختاما احب التأكيد على أن تعزيز الشراكة القوية بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية هو واحد من أهم أهداف القنصلية الأمريكية العامة في الظهران، ونحن لا نزال ملتزمين بالعمل مع أصدقائنا وزملائنا في المنطقة الشرقية لتعميق التواصل التجاري لدينا وتوسيع فرص التعليم وتعزيز التنمية المهنية ونحن نتعهد أن نبقى داعمين وشركاء لرجال ونساء الأعمال بالمنطقة الشرقية وسوف نضمن أن الشراكة بين القنصلية والمنطقة الشرقية هي أكثر إنتاجية في السنوات ال 70 المقبلة.