في منتصف الأسبوع أعلنت المملكة تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمواجهة صناعة الإرهاب وميليشياته ومطابخه. وفوراً وحالاً أخرجت إيران خفافيشها من الجحور، بأسلوب منظم ومتقن، للتشويش على إعلان تشكيل التحالف. وبذلك تعترف إيران أنها مصنع إرهاب، ومتهمة بتصنيع ميليشيات إرهابية وتتبنى فكرا فوضويا إرهابيا لا يختلف عن فكر داعش، وتعترف بالصفعة السعودية الجديدة التي تضاف إلى صفعة «عاصفة الحزم» وأن عليها هجر سياساتها العدوانية وصناعة الميليشيا، إذا لم تجبر على العودة إلى أن تكون دولة طبيعية بلا أيديولوجيا إرهابية. وإيران تملك قدرة على تنسيق إيقاعات الخفافيش مع آخرين، وهم الاتباع المجانيون والمخدرون بأوهام الملالي، ويمثلون، دائماً دور الصدى و«الكومبارس». لماذا ارتفعت درجة حرارة إيران وأخرجت خفافيشها؟ لأن إيران اختارت أن تكون مصنعا للإرهاب ومطبخا للميليشيات، فهي أنفقت أموال الإيرانيين وأموال الخمس التي يدفعها شيعة فقراء يتوهمون طهارة إيران أو يؤمنون ب«ألوهيتها»، على تصنيع ميليشيات مسلحة إرهابية، في كثير من البلدان العربية والإسلامية، من باكستان إلى اليمن ولبنان ونيجيريا وغيرها فضلاً عن تدمير العراق وسوريا، وأي تحالف يخطط لمحاربة الإرهاب لا بد، أولاً، أن يوقف المصنع عن مواصلة فن إنتاج الميليشيات الصفوية التكفيرية، والتي بدورها وعلى أصدائها تفرخ ميليشيات سنية تكفيرية متشددة. وبالمنطق المستنير نعرف أن محاربة «داعش» الإرهابية وتحطيمها لا قيمة له إن لم يجر تحطيم «عصائب الحق» الإرهابية في العراق مثلاً، لأن بقاء العصائب وأخواتها ومثيلاتها، تحفيز على تشكيل داعش وأخواتها. ويلاحظ أنه كلما زادت ميليشيات طهران من شدة دمويتها، نشأ في المقابل ميليشيات إرهابية مضادة أكثر دموية، والنتيجة تحطيم الدول لتحكم ميليشيات طهران بأساليبها الوحشية المتطرفة. وتخليص العالم الإسلامي من الميليشيات الإرهابية الدموية، يقتضي منع إيران من تصنيع الميليشيات وتصديرها. وهذا هو الفهم المنطقي لأي مشروع لإنهاء موجات الإرهاب وميليشياته في العالم. ويبدو أن هذا المنطق هو الذي رفع درجة الحرارة في طهران وشعرت أنها محاصرة، خاصة أن نظام طهران لا يجيد أي مهارات دبلوماسية في علاقات مع بلدان العالم، إلا تصنيع الميليشيات وتهريب الأسلحة وتشكيل الخلايا، وتجنيد الأبواق والخفافيش وتوزيع الأوهام. وقد فهمت أذربيجان وهي بلد شيعي، سلوكية طهران مبكراً منذ مجيء الخميني إلى السلطة عام 1979، ولتحقيق السلام في البلاد، منعت باكو مندوبي الملالي من التدخل في شؤونها أو تأسيس جيوب وخلايا للحرس الثوري، بحجج مثل تعزيز المذهب وهي في حقيقتها أذرع تجنيد ميليشيات إرهابية لحساب دولة الملالي، وعلاقتها بالمذهب الشيعي ليست إلا غطاء فحسب، لهذا العلاقات بين أذربيجانوطهران متوترة. لكن أذربيجان حينما منعت أذرع طهران من العمل في أرضها كسبت السلام، بينما البلدان التي سمحت لإيران بزرع بذور السوء في ربوعها تحولت إلى مراجل كره وحروب أهلية وطائفية وعنصرية، ولا يتداول فيها إلا لغة التخوين والموت والقتل والتفجير، والعراق وسوريا ولبنان واليمن مثال حي، إذ تحولت من دول تديرها حكومات إلى ركام وميادين رماية للميليشيات، ونجت البحرين بأعجوبة وقرار بحريني سعودي جريء. والفوضى هي التي تريدها إيران لكل الدول التي تتدخل فيها، لأن ذلك هو الفن الوحيد الذي تجيده إيران التي يحكمها الحرس الثوري المصمم خصيصاً لتدمير الدول بما فيها إيران التي ستتحول يوماً، وبثقافة الحرس الثوري، إلى محاصصات ميليشية وحروب أهلية. وتر سلوى البهية آهة حرى.. ودمع زلال.. ونجوم تنأى.. وأفق التل الملبد بدخان المدافع.. تحتفظ بملابس البهاء.. وتعد المضيف.. وقهوة الصباح وآنية العطر، عسى أن يعود حبيب غاب بلا وداع.. منذ أن ابتلع ظله الأفق البعيد، ودوي الرصاص..