شرف الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود، محافظ الأحساء، مساء أمس الأول، الندوة العلمية التوثيقية عن المؤرخ حسين بن أبي بكر بن غنام، التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز في مسقط رأسه بالأحساء، بحضور أسرة المؤرخ ونخبة من المتخصصين والمهتمين من مختلف مناطق المملكة، وتأتي الندوة ضمن برنامج "من أعلام المملكة العربية السعودية" الذي تتبناه الدارة، وسيتم توثيق المادة العلمية للندوة والمعرض المصاحب والكلمات الخطابية التي تم تقديمها في الحفل. وفور وصول سمو محافظ الأحساء تجول في المعرض الذي أعدته الدارة عن سيرة وكتب ومخطوطات المحتفى به، والذي تضمن صورا لبعض الوثائق وتراث ابن غنّام العلمي وطبعات مختلفة لتاريخه، بينما قدم الدكتور فهد السماري الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز إهداء تذكارياً لصاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي عبارة عن صورة لغلاف مخطوط ابن غنام "روضة الأفكار والأفهام"، كما تم تبادل الإهداءات بين الدارة وأسرة الغنام. وأكد الدكتور السماري أن الدارة ستكرم 120 شخصية من الأعلام على مرحلتين، بواقع 60 علما لكل مرحلة، للشخصيات الذين أسهموا في بناء الدولة كل في مجاله، وأن المرشحين لهذا البرنامج من كل مناطق الوطن ممن خدموا دينهم ووطنهم ومجتمعهم منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، وستستمر سلسلة التكريم دون توقف وسنعمم ذلك في مختلف أرجاء الوطن، حيث سيتم بعد اسبوعين من هذا التكريم، تكريم الشيخ محمد بن مانع في القصيم، ثم ستنقل الندوة إلى أبها. وفي كلمته الافتتاحية في الحفل الخطابي، أشار السماري إلى أن البرنامج الذي شرعت في تنفيذه دارة الملك عبدالعزيز يحظى بتأييد ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك «حفظه الله» وفاء منه وتقديراً لرجال أسهموا في تأسيس وتطوير وحماية هذا الكيان العظيم، المملكة العربية السعودية، وأشار إلى تطلع الدارة إلى تنفيذ مشروع علمي يحفظ تاريخ الأحساء وتراثها. من جهته، رفع المهندس خليفة الغنام، في كلمته في الحفل، الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الذي يولي اهتماماً كبيراً ورعاية كريمة للعلم والعلماء لرفع راية العلم والمعرفة، ومن ذلك ما تقوم به الدارة بالاحتفاء العلمي وإبراز ذلكم الأعلام الذين قدموا نماذج مخلصة في إسهاماتهم الوطنية. بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية للندوة أدراها الدكتور عبدالرحمن المديرس، وشارك فيها ثلاثة باحثين تطرقوا لجوانب من حياة ابن غنام وإنجازاته العلمية الوطنية، فتحدث في البداية الدكتور عبدالعزيز الشبل في ورقته "ابن غنام مؤرخا" عن ركائز منهجه «رحمه الله» في الرصد والتأريخ للأحداث والوقائع العسكرية للدولة السعودية، حتى أصبح بذلك المؤرخ الأول والأهم لتأسيس الدولة. وعقب ذلك، قدم الدكتور إبراهيم التّنم ورقته العلمية "ابن غنام وأثره في نشر العقيدة الصحيحة"، مستعرضاً محطات من حياة المؤرخ الجليل حسين بن غنام، ومن أهمها انتقاله إلى الدرعية حيث أحب الدعوة السلفية وارتبط بها قلباً وقلماً وعقلاً، ودرس على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكان في شعره ونثره مؤيداً لخطواتها ومحارباً للفرق الضالة وخصوم الدعوة، فألف كتاب "العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين"، الذي ظهرت فيه معالم رئيسية من منهجه في نشر الدعوة الإصلاحية، ومنها وجوب العودة في كل أمر متنازع فيه إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ووجوب طاعة ولاة الأمر، كما شرح في كتابه أصول العقائد كالتوحيد والإيمان والإحسان، فكان خير مساند في نشر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. واختتمت الجلسة بورقة أدبية بعنوان "ابن غنام أديباً" قدمها الدكتور خالد الحليبي، تطرق فيها إلى السمات الفنية لشعر ابن غنام ونثره، داعياً إلى مواصلة البحث عن بقية كتابه "روضة الأفكار والأفهام"، وإصدار ديوان يضم قصائده المتوفرة لأنه يعد من جعل من الشعر الفصيح مصدراً معلوماتياً في نجد، بعد أن كان الشعر الشعبي هو من يقوم بهذا الدور. محافظ الأحساء خلال التكريم