يمكن القول بثقة مطلقة إن الاعلان الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بقيام التحالف الاسلامي الذي يضم عددا من الدول الاسلامية، يمثل في حقيقة الأمر طريقا سالكا وصائبا لتصحيح صورة الاسلام التي شوهها الارهابيون بطرائقهم الارهابية وعملياتهم الشريرة، حيث ألصقوا الاسلام بها تزويرا وظلما وبهتانا. والعالم كله يدرك اليوم أن الاسلام بريء من أفاعيل أولئك الضالين المضللين فمبادئ الاسلام وتعاليمه ومثله وقيمه الخالدة تدعو الى نبذ الجريمة، والارهاب يقف على رأس الجرائم التي تشكو منها المجتمعات البشرية الأمرين في الوقت الراهن، وتدعو جميعها للخلاص من ظاهرة الارهاب، بل نادت الى تكوين التجمعات وتنسيق أعمالها وفعالياتها لمحاربة هذا الأخطبوط الاجرامي الذي يضمر الشر والكراهية والحقد لكل الأديان السماوية ولكل معتنقيها. الارهاب لا دين له ولا ملة ولا وطن ومرتكبو جرائمه الشنيعة لا هم لهم الا تقويض المؤسسات والمنجزات الحضارية لكل الشعوب، والعمل على ازهاق الأرواح البريئة وخلط الأوراق أمام الرأي العام بأن أفاعيلهم الشريرة انما هي جزء لا يتجزأ من العقيدة الاسلامية، وقد انكشفت الحقائق أمام العالم بأسره وأصبح مقتنعا أن ما يمارسه الارهابيون في واد ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة في واد آخر. التحالف الاسلامي الذي أعلن سموه عنه يمثل الطريقة الأمثل لمكافحة الارهاب، وهو خطوة تاريخية وانسانية على الطريق السليم لمكافحة آفة ما زالت تهدد أمن واستقرار وسلامة كافة المجتمعات البشرية دون استثناء، وقد لحق بالمملكة طرف من تلك الأعمال الاجرامية كما لحق ببقية شعوب الأرض، فالاعلان بالفعل يرسم مستقبلا باهرا للبشرية يخلو تماما من الارهاب بعد اجتثاثه من جذوره وتقليم أظافر أصحابه بعون الله وتوفيقه. المملكة ودول العالم ذاقت الأمرين من ظاهرة الارهاب، وحان الوقت وفقا لتشكيل التحالف الاسلامي الذي أعلن عن قيامه سمو ولي ولي العهد لوضع حدود فاصلة وقاطعة لظاهرة الارهاب، التي أخذ أخطبوطها ينتشر داخل المجتمعات البشرية كما تنتشر النيران في الهشيم، فالتغرير بشباب الأمة الاسلامية من خلال أدوات الاتصال الحديثة أدى الى انخراطهم في سلك تلك الظاهرة الشريرة فأصبح من الضرورة مكافحتها حفاظا على شباب الأمة ومستقبلهم. الهوية الاسلامية كما يعرفها العالم بأسره تقوم على الاعتدال والسماحة والوسطية، ولا يمكن ربطها بأي شكل من الأشكال بأفعال تلك الزمرة الحاقدة من الارهابيين الذين يريدون بأعمالهم الشيطانية إفساد الأرض وإشاعة الخراب والدمار فيها، فالاسلام ينادي بعمارة الأرض وبناء الانسان والمحافظة على القيم، وأولئك الضالون ينادون الى نشر انحرافاتهم وأفكارهم الخاطئة الخارجة تماما عن تفاصيل وجزئيات تلك الهوية الواضحة. التحالف ضد الارهاب يمثل خطوة سديدة لرسم خط دفاع صلب لتحصين المسلمين والعرب من مخاطر ظاهرة الإرهاب، ويحصنها من مغبة الانخراط في مسالكها الشريرة، ولا شك أن اعلان سموه بقيام هذا التحالف هو تصحيح لصورة الاسلام التي حاول الارهابيون تشويهها بقلب الحقائق وذر الرماد في العيون ومحاولة التأثير في الرأي العام العالمي بأن أعمالهم الملفوظة من كل المجتمعات البشرية تمثل صورة الاسلام وحقيقته.