خطوة حيوية وهامة تلك التي اتخذتها هيئة كبار العلماء بالمملكة ضمن مجهوداتها الحثيثة لمكافحة الإرهاب والتطرف تتعلق باطلاق مشروعها (قيم الإسلام) لمكافحة تلك الظاهرة الخطيرة التي أضحت مشكلة دولية كبرى تعاني منها كل المجتمعات البشرية دون استثناء، فالأعمال الاجرامية قد تقع في أي بقعة من بقاع العالم، فمرتكبو الجرائم الارهابية لا دين لهم، وظاهرتهم ممقوتة وملفوظة من كل أقطار الدنيا وأمصارها. وفي هذا الجانب فان الهيئة قد نظمت مجموعة من الندوات والمحاضرات في اطار هذا البرنامج الحيوي لمكافحة تلك الظاهرة الاجرامية المشينة، وأهم ما في البرنامج أنه يمثل في حجمه سلسلة من الجرعات التوعوية التثقيفية لتوعية المجتمع السعودي بآثار تلك الظاهرة الخطيرة وبالقيم الإسلامية العليا التي نادت بتعزيز كل الخطوات والاجراءات السليمة لمكافحة الإرهاب. ان تقوية وسائل التوعية في اطار هذا البرنامج تمثل في حقيقتها أهمية كبرى في سبيل حث المجتمع السعودي على السلوكيات القويمة التي من شأنها الابتعاد عن تلك الظاهرة والتحريض على الابتعاد عنها، ويحصن البرنامج أبناء المجتمع وفق الأطروحات التي تبنتها الهيئة للتعريف بالإرهاب وآثاره المدمرة والتحذير من العنف والتطرف باعتبارهما مسلكين خطيرين يؤديان إلى تفشي تلك الظاهرة وسريانها داخل أي مجتمع من المجتمعات. ولا شك أن البرنامج يهدف في حقيقة الأمر إلى السعي الحثيث لتحقيق الوصول إلى مجتمع واعٍ بمختلف شرائحه لفظائع الإرهاب وأساليب الارهابيين في بث الرعب والفزع والخوف في نفوس أبناء المجتمع، وأهمية أن تتحول القيم الاسلامية العليا إلى برنامج عمل وإلى سلوك يؤدي الأخذ به إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع ويحقق الترابط بين كافة الشرائح المجتمعية لمكافحة تلك الظاهرة واحتوائها. والبرنامج بكل تفاصيله وجزئياته يهدف إلى نشر التوعية بهدف الوصول إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه من نشر القيم والأخلاق والمبادئ والأفكار المعتدلة التي نادت بها العقيدة الإسلامية السمحة، ونادت بها كل المثل العليا تعزيزا لفكر ايجابي وأخلاقيات تحول دون الانخراط في سلك الارهاب، وغرس مبادئ التعامل والتواصل بين جميع شرائح المجتمع وصولا الى نشر التحذير من التطرف والارهاب والغلو فكريا وسلوكيا بهدف توفير الأمن للمجتمع. والبرنامج بكل خططه الموضوعة يتمتع بأهداف سامية تتمثل في بروز دور الهيئة المستمر وتدشين كافة أعمالها الخيرة لنشر القيم الإسلامية العليا تحقيقا للأمن الأخلاقي والقيمي والفكري داخل المجتمع بغية الوصول الى نشر فكرة التوسط والاعتدال التي نادت بها سماحة الاسلام وقيمه الكبرى، ومن ثم مواجهة فكر التطرف والغلو وفق مصطلحات محددة مستقاة من مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة. إن مواجهة التطرف والغلو تمثل مدخلا صحيحا نحو محاربة ظاهرة الارهاب، ومبادئ العقيدة الاسلامية تحارب التطرف والغلو، ومن ثم فانها تحارب ظاهرة الارهاب التي تعاني منها المجتمعات البشرية بأسرها الأمرين، ومازالت آثارها الوخيمة تطل برؤوسها الكريهة على تلك المجتمعات التي حدثت فيها أعمال الارهاب، فتعزيز مفاهيم الأمن الفكري والأخلاقي والقيمي تترجمها كل التفاصيل والجزئيات التي جاءت في مشروع البرنامج. ومن الأهمية بمكان تعزيز المناشط التي تقوم بها الهيئة تحقيقا لمسارات البرنامج وتحقيق أهدافه المأمولة في بث التوعية بين المجتمع السعودي وصولا إلى مكافحة ظاهرة الارهاب وفقا لمعطيات المنهج الاسلامي القويم، ومن المهم أن توضح أهداف الإسلام القويمة لمكافحة ظاهرة الإرهاب واحتوائها والعمل على وقف تفشيها داخل كل المجتمعات البشرية دون استثناء، فالمنهج الاسلامي الرباني يدعو الى مكافحة الارهاب في كل مكان وزمان. ولا بد من تكاتف المجتمع السعودي لتحقيق فوائد هذا المشروع الحيوي الذي يهدف إلى توظيف التعاليم الإسلامية السمحة لمكافحة الارهاب، وهو توظيف صحيح وسليم يدعو إلى وحدة الصف لمكافحة جريمة الارهاب ونشر قيم الاسلام بغية اجتثاث تلك الظاهرة من جذورها وتقليم أظافر الارهابيين والحد دون تفشي جرائمهم داخل مختلف المجتمعات البشرية، فالاسلام يحارب ظاهرة الإرهاب ويدعو كل البشر لمكافحته والخلاص منه.