وصف في غاية الوضوح والدقة ذلك الذي اطلقه سمو النائب الثاني على يوم امس الحادي عشر من سبتمبر، اليوم الذي تعرضت فيه الولاياتالمتحدة لعمل ارهابي شنيع ادى الى "بداية رد العالم المتفق عليه" على ظاهرة الارهاب كما اكد الرئيس الامريكي في خطابه بمناسبة ذكرى مرور تلك الفاجعة الاليمة، فقد وصف الامير سلطان بن عبدالعزيز اثناء استقباله اعضاء اللجنة العلمية لموسوعة الادب العربي السعودي الحديث ذلك اليوم بأنه "يوم دامٍ" وهو كذلك بحكم ان تلك العملية الارهابية التي وقعت احداثها قبل عام لم تكن في واقع الامر موجهة ضد الولاياتالمتحدة وحدها، بل ضد المجتمعات البشرية بأسرها، وضد الاديان السماوية ومنها الاسلام الذي ينبذ مثل تلك الاعمال الاجرامية ويندد بفاعليها ويوصي بتوقيع اقصى العقوبات عليهم من منطلق المبدأ التشريعي بأن من قتل نفسا بريئة من دون وجه حق فكأنما قتل الناس جميعا، ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا، فمبادىء الاسلام تحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، واولئك المجرمون الذين ارتكبوا عملتهم الشنيعة في الولاياتالمتحدة قتلوا انفسا بريئة ودمروا منشآت حيوية وادخلوا في نفوس البشر الخوف والرعب، وانشأوا لتأسيس فتنة كبرى لا يعلم الا الله مدى فظاعتها وويلاتها على شعوب عديدة، وقد كانت المملكة عند وقوع الحدث اول دولة نددت بمرتكبيه وتألمت الما شديدا لما وقع لاصدقائها، فالحدث في جوهره ضد العقيدة الاسلامية وضد الانسانية، وضد كافة التشريعات الدولية التي نادت بإشاعة الامن والامان والسلام بين كافة ربوع الارض، وقد كانت المملكة قبل وقوع هذا الحدث الرهيب اول دولة في العالم نادت بعقد مؤتمر دولي لوضع الاستراتيجية العالمية الموحدة المناسبة لمكافحة ظاهرة الارهاب، وقد ذاقت الامرين منها في عدة مدن بالمملكة قبل وقوع الحدث الرهيب في الولاياتالمتحدة، فالمملكة لا تولي اهتماما لاية اقاويل باطلة يراد بها الاساءة لها ولعقيدتها الاسلامية فهي ضد ظاهرة الارهاب بكل اشكالها ومسمياتها واهدافها والخارجون عن مبادىء العقيدة الاسلامية يتحملون مسؤولية ما اقترفته اياديهم من آثام، ولا تتحمل المملكة ما جنوه من اعمال اجرامية يشجبها الدين والعقل والقانون.