في نهاية أشد الأعوام حرارة في التاريخ سعى مفاوضون في مجال المناخ أمس لإبرام اتفاق تاريخي سيحول اقتصاد العالم الذي يقوم على استهلاك الوقود الحفري خلال عقود ويقلب ميزان المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري. وبعد أربعة أعوام من محادثات مكثفة للأمم المتحدة تضاربت فيها كثيرا مصالح الدول الغنية والفقيرة ومصالح الدول الجزر مع مصالح الاقتصادات الصاعة سيقدم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أحدث مسودة لاتفاق المناخ. وأكد مصدر في الحكومة الفرنسية أن المفاوضين توصلوا لمسودة جديدة من الاتفاق وإنه يجري ترجمتها للغات الست الرسمية للأمم المتحدة قبل عرضها على الوزراء. ويأمل فابيوس في التوصل لاتفاق شامل للحد من الانبعاثات المتزايدة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وإذا فشل في التوصل لهذا الاتفاق فقد تستمر المحادثات حتى اليوم. وخاض مسؤولون من 195 دولة مفاوضات امتدت خلال الليل في مسعى لحل النقاط الشائكة الرئيسية التي تبدو مستعصية ومنها صياغة هدف تقليص الانبعاثات الكربونية خلال هذا القرن. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه متفائل بالصيغة النهائية لاتفاق المناخ الذي طال انتظاره. لكن لا يوجد ضمان بعد يوم من المفاوضات المتوترة حيث حاولت 195 دولة حسم خلافاتها الأخيرة، وربما التي لا يمكن التغلب عليها. وإذا تم التوصل إلى توافق في الآراء فستكون هذه أول مرة تتعهد جميع دول العالم بالحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري من أجل الحيلولة دون ارتفاع درجات حرارة الأرض إلى مستويات كارثية. وقد تسببت الانقسامات بالفعل في تأجيل المسودة النهائية يوما واحدا. وبدأت الدبلوماسية تتحرك بسرعة ونشاط كبيرين، حيث أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات هاتفية مع الرئيس الصيني شي جينبينج بعد التشاور في وقت سابق من الأسبوع مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف. والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع وزراء ومفاوضين من الهندوالصين وسنغافورة وفرنسا وأستراليا وجنوب أفريقيا على مدار اليوم في لو بورجيه، حيث تجري المحادثات. وتحدث بان كي مون أيضا مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي كان مشغولا بعقد لقاءاته الخاصة مع وزير البيئة الهندي براكاش. ومن المقرر أن تحل الاتفاقية الجديدة محل بروتوكول كيوتو الذي سينتهي العمل به في عام 2020. وكانت الولاياتالمتحدة -التي لعبت دورا رئيسيا في دعم محادثات باريس- قد قاطعت بروتوكول كيوتو بسبب إعفاء الصين منافستها الاقتصادية من بنوده.