عرضت الرئاسة الفرنسية للمؤتمر الدولي للمناخ أمس على ممثلي الدول ال 195 المشاركة مشروع اتفاق نهائي لإبقاء ارتفاع حرارة الأرض دون درجتين مقارنة بها زمن الثورة الصناعية. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بصوت يغص من شدة التأثر ان نص التسوية «عادل ودائم وحيوي ومتوازن وملزم قانونياً». ويؤكد النص هدف «احتواء ارتفاع متوسط حرارة الأرض وإبقائه دون درجتين والسعي لجعل هذا الارتفاع بمستوى 1.5 درجة، ما سيسمح بخفض الأخطار والمفاعيل المرتبطة بالتغير المناخي في شكل كبير». وفي ما يتعلق بمسألة التمويل الشائكة ينص مشروع القرار على أن تشكل المئة بليون دولار التي وعدت دول الشمال بتقديمها سنوياً إلى دول الجنوب لمساعدتها على تمويل سياساتها المناخية «حداً أدنى لما بعد 2020». وأضاف: «يتعين تحديد هدف جديد بالأرقام عام 2025 على أبعد تقدير». وقال: «إذا أقر فإن هذا النص سيكون منعطفاً تاريخياً»، مضيفاً: «إننا على وشك بلوغ نهاية الطريق وبداية طريق آخر حتماً». ودعا الدول إلى «عدم تفويت الفرصة الفريدة السانحة» لها. وحض الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الدول المشاركة على القيام «بالخطوة الحاسمة» عبر تبني اتفاق مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ في باريس. وبعدما وصف الاتفاق بأنه «نصر كبير للإنسانية»، دعا المندوبين إلى أن يحوّلوا «يوم 12 كانون الاول (ديسمبر) يوماً ليس فقط تاريخياً بل محطة للانسانية ايضاً». وقال أن «فرنسا تطلب منكم وتدعوكم الى تبني أول اتفاق عالمي في تاريخنا». ودعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الدول الى «إنجاز العمل» بتبني مشروع الاتفاق. وقال أن «النهاية قريبة. لننجز العمل الآن. العالم يراقب وملايين الأشخاص يعتمدون على حكمتكم». وفي نهاية أشد الأعوام حرارة في التاريخ، سعى المفاوضون إلى إبرام اتفاق تاريخي سيحول اقتصاد العالم الذي يقوم على استهلاك الوقود الأحفوري خلال عقود ويقلب ميزان المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري. وبعد أربع سنوات من محادثات مكثفة للأمم المتحدة تضاربت فيها كثيراً مصالح الدول الغنية والفقيرة ومصالح الدول الجزر مع مصالح الاقتصادات الصاعدة، قدم فابيوس أحدث مسودة لاتفاق المناخ. وكانت الجهود الرامية لصياغة اتفاق عالمي لمكافحة التغير المناخي تعثرت أول من أمس مع رفض الكثير من الدول تقديم تنازلات ما اضطر فرنسا الدولة المضيفة إلى تمديد قمة الأممالمتحدة ليوم للتغلب على الانقسامات. وأجرى بان سلسلة لقاءات على هامش المفاوضات مع مفاوضين من بينهم وزير البيئة الهندي باركاش جافاديكار وكبيرة مفاوضي المناخ من فنزويلا كلاوديا ساليرنو. وكانت فرنسا تأمل في التوصل لاتفاق شامل للحد من الانبعاثات المتزايدة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري خلال ساعات. وإذا لم يجر التوصل إلى هذا الاتفاق فقد تستمر المحادثات حتى اليوم الأحد.