لا أعرف متى سنتخلص من دوامة إقالة المدربين، سواء في دوري عبد اللطيف جميل أو حتى في دوريي الاولى والثانية. اقالة المدربين أصبحت علامة تجارية مسجلة باسم الاندية السعودية، فلا نعرف دوريا في العالم نجد فيه هذا الكم الهائل من إقالات المدربين سواء في الدوريات الكبرى أمثال انجلترا واسبانيا، أو حتى بلاد الواق الواق. بمجرد مرور ثلاث أو أربع جولات في دوري جميل نجد "السبحة تفر" بحجة النهوض مجدداً قبل فوات الأوان، فما الذي يمكن أن يفعله مدرب بعد ثلاث أو أربع مباريات؟ فبالكاد يكون قد بدأ في التعرف على امكانيات لاعبيه الفنية والبدينة، حتى لو خاض قبلها فترة إعداد. لنكن صادقين مع أنفسنا، فترات إعداد أنديتنا لا تكن بالشكل الذي يحدده ويطلبه المدرب، بل تأتي حسب اختيارات الإدارات، والمدرب ما عليه إلا أن يذهب لمقر المعسكر برفقة البعثة، ومن ثم يبدأ في وضع الخطط للاعبين لم يكونوا من اختياره في الأساس. ما الذي يمكن أن يفعله مدرب مجبور على التعامل مع الأمر الواقع، ومع لاعبين محترفين تعاقدت معهم الإدارة قبل حتى ما تعرف جنسية او هوية مدرب الفريق؟ فعندما تجد لديك أربعة محترفين مطالب بالدفع بهم كأساسيين، وفي الغالب يكونون القوام الأساسي للفريق ومضطر للاعتماد عليهم في كل المباريات، بالرغم من عدم اقتناع المدرب التام بهم، وينتظر حتى قدوم الفترة الشتوية حتى يقدم مرئياته للإدارة باللاعبين الذين يحتاج إليهم، لكن القدر لا يمهله للاستمرار مع الفريق حتى هذا الموعد لسوء النتائج، وبالتالي يكون القرار الأسهل هو إقالة المدرب والبحث عن بديل. أسباب إقالة المدربين تتفاوت من فريق لآخر، لكن في اعتقادي أن التوقفات الكثيرة للدوري تمنح الفرصة للأندية وتشجعهم على إقالة المدربين، حيث ترى في فترات التوقف فرصة مناسبة لترتيب أوراقها والبدء من جديد. مع مرور مراحل الدوري تتساقط أوراق المدربين الواحد تلو الآخر، لنجد في نهاية المطاف أن عدد المدربين الباقين مع الأندية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهم بالأساس لم يبدأوا الموسم مع الفريق بل جاء إليه في منتصف الموسم، وستدور عليهم الدائرة مع بداية الموسم المقبل ونجدهم في مقدمة الراحلين عن دورينا. كل ما أتمناه أن تحسن الأندية اختيار المدربين منذ البداية، وان تتأنى في دراسة السير الذاتية، وأن تتفاوض معهم في وقت مبكر، وان نترك مقولة لكل حادث حديث فنحن لا نجيد الاحترافية في التعاقد مع المدربين، وكل من نتعاقد معهم هم مدربون عاطلون بلا أندية. أتمنى أيضاً أن يتغير فكر الأندية في مسألة التعاقد مع المدربين، بحيث نسعى وراء من هم على رأس الأجهزة الفنية لأندية أوروبا او أمريكا اللاتينية، ويحققون نتائج ملموسة مع فرقهم بدلاً من التعاقد مع مدربين من منازلهم كما هو الحال حالياً مع كل أندية الدوري بلا استثناء!!.