للحساب ولغة الأرقام أهمية لا تخفى على أحد في حياتنا وبعد مماتنا، ونحن مسؤولون عن أعمارنا وكيف نمضيها...لا يقاس العمر بالسنين بل بما أنجزناه فيها لينفعنا في الدارين ان شاء الله، ومن فضل الله على أحدنا أن يستعمله فيما فيه الخير والصالح.. أشكره سبحانه أن من علينا بالعلم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وعسى أن يكون عملنا خالصا لوجهه ابتغاء لمرضاته. وللعمر مع المرأة حكاية خاصة وعلم جبر مختلف يجعله في تناقص مستمر أو على الأقل ثبات لا تحوله الأيام والشهور، وكما ذكرت لي احدى المريضات حين سألتها عن عمرها فقالت: أنتم يا الأطباء لكم الصدق فالأمر هنا صحة ولا لعب فيه اما المجالس فنقول ما نريد ولا ضير. مريضتي العزيزة.. حين نقول لك (يا أمي).. (يا خالة).. فهو لأننا نريد أن ندللك ونشعرك بقربك إلى نفوسنا لا لنخدشك يا قارورتنا الثمينة، فقط أخبرينا ان لم تعجبك لغة الخطاب وسنغيرها إلى ما ترتاح إليه نفسك سواء كان اسمك مجردا أو كنيتك حفظك الله. نعم ما زلت في الثلاثينات من عمري ورب الكعبة، ولو بقيت لي فيها دقيقة لتعلقت بها كما يتعلق غريق بقشة.. ليس ذنبا أن تتميز المرأة بعلمها وعملها وهي لا تزال شابة فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، والنماذج في مجتمعنا كثيرة (ما انا على قولة الأولين الا عود من عرض حزمة) فمن بنات هذا البلد تربويات، استاذات جامعيات، مهندسات، طبيبات، اداريات، مبدعات حققن الكثير وتميزن ولفتن الأنظار بفطنتهن وكياستهن وهن لا يزلن في سن شابة. من وجهة نظري، جميل أن يتقدم بنا العمر فهذه نعمة.. أولسنا ندعو لمن نحب بطول العمر؟! فأن كبرت كبر قدري معي وعلا شأني بين خلقه، وأتمنى أن أصبح عجوزا تفسح لها المجالس، ويقوم لها القعود، يقبلون رأسها، ويصمتون اذا تكلمت، و يدللونها اذا طلبت. من قال ان لكل مرحلة جمالها فهو صادق.. هي رحلة علينا أن نستمتع بكل محطة فيها برضا وقناعة، برأيي ان السنين وما ترسمه على وجوهنا وما تحفره في ذاكرتنا من خبرة يزيدنا قيمة وروعة.. اللهم مد في اعمارنا بصحة وعافية وعلى طاعتك وما يرضيك يا رب.