أكد الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية «معادن» المهندس خالد بن صالح المديفر المستقبل الكبير لمشاريع الصناعات التعدينية «معادن» والمتوقع بعد اكتمالها ووصولها لطاقتها الإنتاجية القصوى أن تجعل المملكة لاعبا رئيسا في أسواق الفوسفات والالمنيوم، فضلا عن المعادن الأخرى كالذهب والنحاس والمعادن الصناعية مما ستكون ركيزة ثالثة للصناعات السعودية. وقال في حديثه ل «اليوم» إن منطقة رأس الخير الصناعية منطقة صناعية مستقبلية نظرا للجهود المبذولة في البنية التحتية، كما تطرق في حديثه الى مشاريع معادن المستقبلية والانتاج والتصدير والمشاركة في مشاريع مع شركات عالمية واتاحة الفرص التحويلية للمستثمرين والسعودة والتدريب وفيما يلي نص الحديث: متعددة المنتجات كيف ترى مستقبل منطقة رأس الخير الصناعية؟ مما لاشك فيه منطقة رأس الخير تعد مدينة حديثة تلقى كل الدعم والاهتمام خاصة بعد اسناد البنية التحتية إلى الهيئة الملكية وبدء التشغيل الصناعي والتشغيل التجاري وتحتوي على صناعة الفوسفات وصناعة الألمنيوم وتقوم الهيئة الملكية حاليا بتجهيز جزء كبير من التدوير للصناعات الثانوية، وهناك موقع كبير ان شاء الله لصناعات تعدين الألمنيوم نتأمل فيه خيرا، وستصبح مدينة رأس الخير مركزا من مراكز صناعة الألمنيوم وخدمات الفوسفات، وتعد مدينة صناعية متعددة المنتجات تعزز من القيمة المضافة لتكامل مجمعاتها الصناعية في موقع واحد وكذلك ترفع من كفاءتها التشغيلية. موقع استراتيجي ماذا عن أهمية الموقع كمنطقة صناعية؟ يعد موقع مدينة رأس الخير المطل على الخليج العربي استراتيجيا، ويساعد على تسويق منتجات الشركة للعالم بأسعار تنافسية تستفيد من قرب المملكة إلى الأسواق الرئيسية في آسيا وأفريقيا وأوروبا مما يعكس خفض تكاليف الشحن. أكبر المجمعات في العالم ما المشاريع المستقبلية لمعادن؟ حققت الشركة خلال السنوات الماضية نقلة نوعية في تطوير مشاريعها المختلفة وخططها الاستراتيجية وفق المعايير العالمية والتنمية المستدامة، وقد أكملنا مشروع الألمنيوم وهو مشروع ضخم بكل المقاييس ونفتخر به، وتم استثمار 40 مليارا به، ويعد الآن احد أكبر المجمعات في العالم والوحيد في العالم العربي، وكذلك الفوسفات افتتحنا مصنع وعد الشمال للفوسفات واستثمار بمقدار 30 مليار ريال ويعد من المشاريع الكبيرة جدا ونتمنى أن يستمر النمو في مجال الذهب والفوسفات ان شاء الله، وهذه المشاريع تشكل إضافة حقيقية للناتج المحلي اضافة إلى استقطاب الكثير من العملاء حول العالم، كما أن المشاريع الحالية والمستقبلية تساهم في تنمية المناطق النائية وتحولها إلى مجتمعات منتجة في مجالات عامة منها التوظيف والتدريب والتأهيل وعقود المشتريات المحلية. التركيز داخليا هل لديكم خطط للاستثمار خارجيا؟ نركز حاليا على الاستثمار داخليا لان المملكة ولله الحمد بها خيرات كثيرة للتعدين وللتو بدأت صناعة التعدين فيها، وهذا مجال كبير للاستثمار لنا ولغيرنا وقريباً سننظر للاستثمار الخارجي، واستثماراتنا الخارجية تتركز على التسويق والمبيعات، وقد استثمرنا وشركاؤنا 100 مليار ريال في قطاعِ التعدين وتعزيزِ موارده كركيزة ثالثة للصناعات السعودية ونمت فيها إيراداتنا السنوية من 240 مليوناً في عام 2007 لتقارب الأحد عشر مليار ريال. تدريب عالمي ماذا عن السعودة في معادن؟ تزيد عن 65%، وما يزيدنا فخرا أن جميعهم شباب تم تدريبهم بواسطة معادن في جميع أنحاء العالم من ايسلاند إلى امريكا واستراليا والمعاهد والكليات الداخلية وفخرنا بكونهم شبابا مدربين ويمتلكون قدرات وكفاءات عالية، وقد أدركت معادن حجم التحديات في توفير الكفاءات البشرية فأسست بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وجامعة ميسوري الامريكية المعهد السعودي التقني للتعدين في مدينة عرعر وهو الأول من نوعه في المملكة؛ لدعم صناعة التعدين الواعدة بالكفاءات الوطنية المؤهلة مع التدريب في موقع العمل ثم التوظيف المباشر والتعاون الكبير مع معاهد وكليات الهيئة الملكية للجبيل وينبع. اهتمام باحتياجات الموظف إلى أي مرحلة وصل اسكان معادن؟ هناك اهتمام كبير في هذا المجال وستسلم قريبا 800 وحدة في الجبيل الصناعية و 2500 في رأس الخير والتخطيط لعدد من الفلل السكنية في الجبيل الصناعية. وقد أبرمت الشركة عددا من العقود ضمن برنامج تملك المنازل لموظفي الشركات التابعة لها، حيث أرست عقد الأعمال الهندسية والمشتريات والبناء لمشروع إسكان المطرفية في مدينة الجبيل الصناعية على احدى الشركات بقيمة تزيد على المليار لتبنى جميع الفلل والشقق في مدينة الجبيل الصناعية ضمن حدود أراضي الهيئة الملكية للجبيل، وبجانب مشروع برنامج تملك المنازل في المطرفية يجري بناء (256) شقة للعائلات في منطقة جلمودة بمدينة الجبيل الصناعية، وبذلك تحقق الشركة انجازا جديدا يتمثل في إكمال إحدى مراحل خطتها لبناء 3600 فيلا ضمن برنامج تملك المنازل لموظفي الشركات التابعة لها، ويؤكد هذا الإنجاز التزاما بتأمين خدمات طويلة الأمد لمنسوبيها السعوديين وذلك لضمان الاستقرار للموظفين واسرهم وتوفير الرفاهية الاجتماعية لهم. سابك شريك كبير ماذا عن مشاركاتكم الداخلية؟ تعد شركة سابك احد شركائنا الكبار في الفوسفات، وهم جزء كبير من الصناعة ويمثلون شركاءنا في رأس الخير صناعة الفوسفات وشركاءنا ايضا في وعد الشمال، وتعد شراكة استراتيجية في مشروع معادن للفوسفات الذي تبلغ تكلفته الرأسمالية 13 مليار ريال، بنسبة 70% لمعادن و30% لسابك، ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطات الفوسفات في شمال المملكة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في المدينة التعدينية بمنطقة رأس الخير، ومعادن منذ تأسيسها وضعت خططا محكمة لاستثمار الثروات والاحتياطات التعدينية الضخمة في الفوسفات والبوكسايت، وتعد انطلاقة جديدة لبناء صناعة متكاملة في المملكة، كما وقعت عقدا مع شركة الكوا الامريكية لاستثمار خامات البوكسايت في صناعة الألمنيوم. دعم التعدين ماذا عن الاستثمار في حزم الجلاميد؟ استثمرت «معادن» مع شريكتها «سابك» أكثر من 21 مليار ريال لاستغلال خام الفوسفات في حزم الجلاميد ويتضمن منجماً للفوسفات بطاقة إنتاجية تبلغ (11.6) مليون طن في السنة ومصنعاً لرفع نسبة تركيز الخام، ويشمل المشروع الواقع في حزم الجلاميد على بنية تحتية صناعية لدعم عمليات التعدين وتركيز الخام، منها محطة للطاقة الكهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة وتوزيع المياه الصالحة للشرب والطرق والاتصالات. فرص متنوعة ماذا عن اهتمامكم بالصناعات التحويلية؟ نولي ذلك اهتماما خاصا، وتم مؤخرا طرح العديد من الفرص الاستثمارية في مجالات صناعات الألمنيوم التحويلية واوضحت للمستثمرين الفرص الاستثمارية المتاحة من خلال المؤتمرات والغرف التجارية والهيئة الملكية للجبيل وينبع وهيئة المدن الصناعية وبرنامج التجمعات الصناعية وموقع الشركة الإلكتروني ليتسنى للمستثمرين الاطلاع، والقيمة الاستراتيجية لمجمع الألمنيوم المتكامل ليست في التنافسية العالمية فحسب بل فيما يحمله من فرص استثمارية للصناعات التحويلية المحلية. استقطاب لتنوع المنتج كيف ترى نجاح المشاركة مع شركتي «الكوا» و «موزاييك» الأمريكيتين؟ مما لا شك فيه أن استقطاب شركاء استراتيجيين مثل «الكوا» و «موزاييك» يحمل جوانب إيجابية استراتيجية للسوق السعودية تتمثل نتائجه في توطين التقنية وتحقيق الاستدامة في المشاريع والإفادة من الصناعات التحويلية، ويعد ذلك خطوة متميزة ومتقدمة للشراكة الناجحة التي يمكن أن تتم بين الشركات السعودية والأمريكية، والعمل على وضع آليات لتأسيس شراكة استراتيجية جديدة بين البلدين للقرن الواحد والعشرين. السلامة اولا ما اهتمامكم في مجال البيئة والسلامة؟ تولي معادن هذا المجال جل الاهتمام ابتداء بتدريب العاملين واعتبار ذلك من أولويات اعمالهم، حيث يعتمد على نظام إدارة مياه للصرف الصحي المبتكر يعتبر الأول من نوعه في معالجة المياه المستنفدة الناتجة عن الصرف الصحي الصناعي ويقلل هذا النظام من الطلب على المياه بنحو مليوني جالون يومياً، ونسعى بتطوير مدينة رأس الخير بيئيا حيث سنقوم بالمعالجة والمحافظة على الماء بطريقة طبيعية وصديقة للبيئة باعتماد تكنولوجيا الاستدامة. كما اكملت الشركة وشركات مقاوليها في سبتمبر الماضي 19 مليون ساعة عمل دون إصابات مهدرة للوقت، ويعكس هذا الإنجاز نجاح معادن في بناء بيئة سليمة وآمنة دون وقوع حوادث قد تنتج عنها خسائر في الأرواح أو إصابات جسدية أو أضرار صحية وبيئية أو تلف في الممتلكات أو توقف في العملية التشغيلية. وتعمل الشركة وباستمرار على تطبيق أعلى المعايير في حماية البيئة والصحة والسلامة في جميع مراحل أعمالها من تصميم وبناء وتشغيل وصيانة وحتى أثناء مراحل وقف التشغيل والإنتاج. ونملك نظاماً لإدارة الصحة والبيئة والسلامة قادرا على تمكينها من تحديد الأهداف ومراجعتها، والقيام بشكل دوري بتقييم المخاطر وتعريف شركات مقاوليها ومورديها والمتعاملين معها بمعايير السلامة في الشركة لمواءمة عملياتهم مع معايير معادن في تطبيقات السلامة. م. خالد المديفر يتحدث للزميل عطية الزهراني