أظهرت نتائج دراسة حديثة أن المهارات الرقمية تعد أولوية بالنسبة لجميع الموظفين في المملكة، فهي تؤثر عليهم بشكل خاص وعلى بيئة العمل بشكل عام. كما أن أكثر من ثلاثة أرباع (76%) المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن استخدام المهارات الرقمية على نطاق واسع بإمكانه تحسين القدرة التنافسية، في حين يرى 71% منهم أنها تمكن التشاركية بدرجة أكبر بين زملاء العمل، ويشير 75% إلى أن استخدام المهارات الرقمية على نطاق واسع سيؤدي إلى نمو إيرادات/ أرباح الشركات خلال السنوات الخمس القادمة. الاقتصاد المعرفي المبني على المهارات الرقمية والبشرية هو الذي يدور حول الحصول على المعرفة، والمشاركة فيها، واستخدامها، وتوظيفها، وابتكارها، بهدف تحسين نوعية الحياة بمجالاتها كافة، من خلال الإفادة من خدمة معلوماتية ثرية، وتطبيقات تكنولوجية متطورة، واستخدام العقل البشري كرأس للمال، وتوظيف البحث العلمي، لإحداث مجموعة من التغييرات الإستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي وتنظيمه ليصبح أكثر استجابة وانسجاماً مع عصر العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعالمية المعرفة، والتنمية المستدامة بمفهومها الشمولي التكاملي. المعلومات الرقمية تترك أثرا على الأداء، ومن خلالها ترتفع القدرة التنافسية بطريقة لاشعورية، حيث يتمكن الموظف أو المستثمر من فتح بوابة حماسية لا تنقطع، وبالمقابل يبدأ هنا عامل التحفيز للآخرين، لاسيما أن الرقم بحد ذاته كشف واضح وإنجاز ينعكس على المستوى العام لأداء الموظف، حتى المستثمر يتمكن من خلال المهارات والمعلومات الرقمية من رفع إيرادات ونمو العمل التجاري الخاص به، وهناك عوامل ربط بين المهارات الرقمية وبين الاقتصاد العام، وأكثر ما تترك تأثيرا على المحيط العام للمؤسسات، لاسيما أنها ذات انعكاس مباشر على القدرة التنافسية، التي من الصعب ردمها كما يعتقد البعض، فهي أساس العمل التجاري، والتعليمي ايضا. خلال السنوات الخمس القادمة سيكون للمهارات الرقمية تأثير مباشر على نمو إيرادات الشركات، بحسب ما أقرته الدراسة، واعتقد أن ذلك سيحدد إطار العديد من الشركات وسيحفزها بصورة أكثر فاعلية من الوقت الحالي، وذلك لما ستدفقه تلك المهارات على آلية عمل الشركات بصورة حديثة تتناسب مع التقنية العالمية والتطورات المتلاحقة، وتحسين مستوى القدرة التنافسية يتطلب الأخذ بعين الاعتبار مسارات العمل المؤسسي، أي التركيز على ما تعمل عليه المؤسسات التجارية من تطوير، لتجد أن «عالم الأرقام يكشف عن حقائق النمو بشكل سنوي». من أولويات تطوير مهارات الموظفين، التأكيد على المهارات الرقمية التي ستترك أثرا مستقبليا على بيئة العمل، وسيكون هناك ملامح عامة لتلك المهارات التي ترفع من تطوير هيكلة المؤسسات وربما يتخذ بعضها سياسات حديثة تساعد فعليا على التحسن العام، فالمهارات الرقمية صناعة عالمية مرتبطة بالقدرة على التنافس والإلحاق بعجلة التطور وزيادة القدرة على تصدير الخدمات مما سيدفع التقنية والتكنولوجيا إلى بذل الجهود لإعداد كوادر تكنولوجية مؤهلة لمواكبة ثورة المعلومات من خلال برامج تدريب متنوعة.