ما زالت لجنة الحكام التي استعانت بالخبير الانجليزي هاورد ويب تدور حول نفسها إن لم تكن تسير في الاتجاه المعاكس للنهوض بكرة القدم السعودية وتطويرها في ظل سياستها العقيمة المتمثلة في إسناد بعض المباريات لحكام غير مؤهلين ذهنيا ونفسيا لإدارتها باقتدار وإخراجها لبر الأمان. اللجنة الموقرة ورغم التحذيرات المسبقة والشكاوى المستمرة من إدارات الأندية التي عانت الأمرين من قرارات الحكام إلا أنها تُصر على تكليف حكام برتبة "مشجعين" لإدارة بعض المباريات خصوصا المباريات التي يكون النصر طرفا فيها. فالنصر ورغم قناعتنا التامة بأنه في هذا الموسم ما زال يئن من وطأة المشاكل التي أثقلت كاهله وأبعدته عن مستواه المعروف وغيبته عن مشهد المنافسة على الصدارة إلا أن ذلك لا يعطي الحق للحكام لسلبه حقوقه المشروعة بتلك الطريقة السافرة. إن ما تعرض له لفريق في جميع مبارياته السابقة أشبه بالمأساة خصوصا وأن الأخطاء التحكيمية ضده تجاوزت حد المعقول بمراحل ولم تعد مقبولة بعد أن كسرت حاجز مقولة "جزء من اللعبة" وأصبحت كل اللعبة. ففي مباراة القادسية الدورية سُلبت من النصر نقطتين في الوقت القاتل بعد أن تم احتساب هدف التعادل الذي سجله القادسية وكان في الأصل تسلل واضح. وفي مباراة الشباب في كأس ولي العهد ساهم صالح الهذلول في خروج النصر من البطولة بعد تجاهله ركلتي جزاء وطرد للاعب الشباب رافينها معيدا للأذهان سيناريو صديقه الحميم فهد المرداسي الذي حرم النصر من التتويج ببطولة السوبر بعد إغفاله أربع ركلات جزاء وطرد للمدافع حسن معاذ. أما في المباراة الدورية أمام الوحدة فقد أغفل مرعي العواجي ركلة جزاء صريحة للاعب شايع شراحيلي ولو لم يوفق النصر في تلك المباراة لدفع ثمن أخطاء الحكم غاليا قبل أن يُحرم الحكم مشاري المشاري النصر من نقطتين ثمينتين أمام الفيصلي بعد أن تجاهل ركلة جزاء واضحة وصريحة لمصلحة خالد الغامدي. وما سقته آنفا من أخطاء تحكيمية مؤثرة راح ضحيتها النصر ليس من بناة أفكاري وإنما أراء العديد من الخبراء والمحللين التحكيميين الذين أكدوا إجحاف الحكام بحق النصر في العديد من المباريات. وعندما تقوم اللجنة بإيقاف حكم وإبعاد آخر عن مباريات النصر فهذا اعتراف ضمني من اللجنة بأن حكامها ارتكبوا كوارث تحكيمية أثرت على سير المباريات ونتائجها، ولكن يبقى السؤال. ماذا استفاد النصر من إيقاف هذا الحكم أو إبعاد ذاك بعد وقوع الفأس في الرأس؟ هل ستتم إعادة نقاطه المسلوبة، أو ستتم إعادته للبطولة التي أُخرج منها بفعل فاعل؟. أخيرا.. يجب أن يعي عمر المهنا رئيس لجنة الحكام والإنجليزي هاورد ويب مدير دائرة التحكيم أن بعض الحكام مصاب بفيروس (NFC) والبعض الآخر ليست لديه مناعة لمقاومة ما يطرحه الإعلام المناوئ للنصر يوما بعد آخر ولهذه الأسباب طغى عليهم الضعف والوهن والميول على حساب كفاءة الأداء ويقظة الضمير وبالتالي يجب إبعادهم عن إدارة المباريات لتجنيب الأندية المتضررة المزيد من الكوارث التحكيمية التي أجهضت جهودها وزادت من حدة الاحتقان في الوسط الرياضي.