كثفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة جهودها في رصد وتتبع اعصار "شابالا" منذ تكونه في بحر العرب، واصدرت العديد من التنبيهات والتحذيرات عن مدى تأثيره على اجواء المملكة والسواحل العُمانية واليمنية؛ كونها مركز اتصال دولي لتبادل المعلومات لغرب آسيا، خصوصاً في دول الخليج والجمهورية اليمنية. وقال ل "اليوم" المتحدث الرسمي بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني: ان الرئاسة قامت بالعديد من التنبيهات والتحذيرات فيما يخص الاعصار "شابالا"، وقدمت العديد من المعلومات حول مركزه وتحركه باتجاه السواحل اليمنية والعمانية. مشيراً الى ان المملكة معتمدة من المنظمة العالمية للأرصاد كمركز اقليمي يقوم بتمرير المعلومات الحديثة بين دول الخليج والجمهورية اليمنية، لافتاً الى ان الرئاسة تابعت اعصار "تشابالا" منذ بدايته وحددت مساره وتحركه والمناطق المتأثرة به في السواحل اليمنية والعُمانية، وتقوم بالتنسيق المباشر وتبادل المعلومات مع الدول المتضررة. وكانت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة قد اصدرت عدة تقارير عن تأثير الحالة المدارية في بحر العرب على أجواء المملكة، كان آخرها عن انتهاء الحالة المدارية في بحر العرب، حيث عبر الإعصار المداري شابالا سواحل الجمهورية اليمنية جنوب غرب المكلا عند خط العرض 14.1 شمالاً وخط الطول 48.65 شرقاً، وذلك عند الساعة 05:00 صباحاً (توقيت المملكة)، وأدى دخول الإعصار إلى اليابسة إلى ضعفه وتحوله إلى عاصفة مدارية تحركت في اتجاه الغرب والشمال الغربي داخل محافظة حضرموت، حيث تبلغ سرعة الرياح حوالي 80 كم/ساعة مع أمطار رعدية غزيرة، ويتوقع أن تضعف الحالة المدارية سريعاً ويتبقى بالتالي تأثير منطقة المنخفض خلال الإثني عشر ساعة القادمة، كما تشير خرائط نماذج التوقعات العددية بالرئاسة إلى تدفق كميات من الرطوبة على مناطق جنوب المملكة، خاصة منطقة نجران، ويؤدي ذلك إلى تكون السحب مع فرصة لهطول أمطار رعدية متوسطة الغزارة مع نشاط في الرياح السطحية قد تصل سرعتها إلى 60 كم/ساعة، وذلك من مساء امس الثلاثاء وحتى اليوم الأربعاء. يذكر أن خبراء الطقس في الخليج قد أكدوا ل «اليوم» ان الإعصار المداري «تشابالا» لن يؤثر على سواحل المملكة ودول مجلس التعاون، وبدأت حدته تقل مع اقترابه لليابسة، مشيرين الى ان الاعصار «تشابالا» من الأعاصير العنيفة التي وجدت في بحر العرب خلال الفترة الاخيرة، وصنفت من الدرجة الرابعة حسب تصنيفات المنظمة العالمية للأرصاد. وقال ل «اليوم» الخبير في الطقس ومدير إدارة الأرصاد بدولة الكويت سابقاً، محمد كرم جوهر: إن إعصار «شابالا» من الأعاصير العنيفة وكانت سرعته في البداية وصلت الى أكثر من 220 كيلو مترا في الساعة. وأشار "جوهر" الى انه ليس له تأثير على دول مجلس التعاون؛ كون الاعصار يكسب قوته من بخار الماء، وما ان يصل إلى اليابسة حتى يبدأ موته، ولن يكون له امداد من بخار الماء، ومتوقع نهايته الايام المقبلة وخفته وتلاشيه. وقال أستاذ الأرصاد والتغير المناخي رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز: إن مناطق جنوب المملكة والأجزاء الشرقية وشمال شرق المملكة والكويت وقطر والبحرين قد تستفيد من التدفق الرطوبي للإعصار «شابالا». مشيراً الى انه من المؤثرات التي تؤدي الى ضعف قوته دخوله في مناطق منخفضة الحرارة وزيادة الرياح بالارتفاع ودخول الهواء الجاف لمحيطه؛ ما يؤدي لضعف طاقته، وإذا توسع انتشار الاعصار وتوسع دورانه فهي علامات على ضعف قوته ومن أهمها زيادة الرياح بالارتفاع.