حصد جناح مملكة البحرين في معرض (إكسبو ميلانو 2015) الجائزة الفضية في فئة الجوائز المخصصة للهندسة المعمارية، ضمن حوالي 50 جناحاً وطنياً مشاركاً في المعرض الذي أسدل الستار على فعالياته أمس الأول. واختارت لجنة التحكيم الدولية مبنى الجناح الوطني البحريني (آثار خضراء) كثاني أفضل مبنى ضمن الشروط المعمارية الموضوعة من قبل إدارة المعرض والتي تراعي شعار دورة النسخة الحالية (تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة) وخصوصية الاستدامة والبناء وجمال الشكل الفريد، فيما حصلت فرنسا على المرتبة الذهبية والصين على المرتبة البرونزية من الفئة ذاتها. وكان جناح البحرين والمؤلف من عشر حدائق زرعت فيه مختلف أنواع الشجر المثمر في البحرين وهي: الموز، التين، العنّاب، التين الشوكي، النخيل، الرمان، الحمضيات، الزيتون، البابايا والعنب، بالإضافة لمعرض يعكس غنى التاريخ الزراعي للبلاد وفيلم يحكي تاريخ بناء الجناح، قد شهد إقبالاً من قبل جمهور المعرض الذي صوّت له منذ الشهر الأوّل ووضعه ضمن أفضل ثلاثة أجنحة للمعرض وقد زاره خلال فترته الممتدة ستة شهور أكثر من مليونين ومئتي ألف زائر. وأوضحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن اختيار جناح البحرين ليحصد الجائزة الفضية يأتي تأكيداً على أن البحرين قادرة على صياغة تفوقّها منجزًا عالميًّا، قائلةً «بتصميم معماري مستدام نقلنا من خلاله آثارنا الخضراء إلى احد أهم الأحداث العالميّة في إكسبو ميلانو، استطعنا أن نكون الوطن العربي الوحيد الذي تفوّق على أكثر من 150 جناحًا دوليًّا، وحصدنا الجائزة الفضّيّة عن التصميم المعماري، وهي ضمن أعلى قوائم الجوائز التي يمنحها الإكسبو لأفضل الدول المشاركة». وتابعت «نحن اليوم نضيف إلى البحرين منجزًا آخر، وعن طريق العمارة، التي حصدت قبل أعوام الأسد الذهبي في بينالي فينيسيا، وتحصد اليوم جائزة عالمية أخرى في الإكسبو، وذلك يمثّل تأكيدًا على قدرة العمارة البحرينية أن تكون منجزًا ينافس دول العالم ويضيف إلى رصيد منجزاتها ومشاركاتها». يشار إلى أن مملكة البحرين هي البلد العربي الوحيد الذي حصد جائزة في فئة التصميم المعماري عن قائمة (Architecture and landscape award)، والدولة الخليجية الوحيدة التي حصدت جائزةً عمومًا ضمن الإكسبو، إلى جانب كل من الجزائر وموريتانيا من دول الوطن العربي، حيث حصدت الأخيرتان الجائزتَين الذهبية والبرونزية على التوالي عن قائمة (Theme content award – clusters). وكانت هيئة الثقافة قد عملت من خلال الجناح الوطني على مدى الستة اشهر الماضية والتي انطلقت في مايو الماضي، على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد للبحرين، حيث تمحورت فكرة الجناح حول تقديم مشهد طبيعي مستمر مكون من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهة معينة أصلية في البحرين، إضافة إلى معرض ضم قطعا وتحفا أثرية استحضرت التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين. واستخدمت في بناء جناح (آثار خضراء) الذي تبلغ مساحته حوالي ألفي متر مربع ألواح خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين، حيث انتهت مدة المعرض، ليعاد تشييد الجناح في العاصمة المنامة بالقرب من متحف البحرين الوطني ليصبح حديقة نباتية بديعة. تجدر الإشارة إلى أن الألواح مسبقة الصنع التي يتألف منها مبنى الجناح، والتي تظهر من خلال الوصلات التي تربطها ببعضها البعض، هي إشارة إلى الأشكال الهندسية المتأصلة والمتميزة في آثار البحرين. ومن بين أهم أدوات نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي للبحرين، حدائق الفاكهة المتنوعة لجناح (آثار خضراء) والتي مثلت المعرض الأهم في الجناح، حيث حكت عن التاريخ الزراعي الغني لجزر البحرين.