تأكيداً لعراقة التراث الثقافي لمملكة البحرين وحضاراتها الممتدة إلى آلاف السنين، أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مؤتمر صحفي عقد في متحف قلعة البحرين أمس الأول، بداية العد التنازلي لمشاركة مملكة البحرين في معرض إكسبو ميلانو 2015م، عبر جناحها الوطني الذي يحمل عنوان (آثار خضراء)، حيث يفتح الجناح أبوابه مع انطلاقة المعرض في الأول من مايو المقبل، لمدة ستة شهور. وتعمل هيئة البحرين للثقافة والآثار، من خلال الجناح الوطني، على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد للبحرين، حيث تتمحور فكرة الجناح حول تقديم مشهدٍ طبيعيٍ مستمرٍ مكونٍ من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهةٍ معينةٍ أصليةٍ في البحرين. كذلك فإن البحرين ستكون الدولة الوحيدة التي تشارك بكتاب طبخ يحيي وصفات المأكولات الشعبية والذكريات المتعلقة بها، فضلاً عن الملابس التي صممتها مصممة الأزياء البحرينية هند مطر خصيصاً بهذه المناسبة، والتي تتناغم تصاميمها مع الأشكال والخصائص المعمارية للجناح، الأمر الذي يجسّد سعي جناح «الآثار الخضراء» إلى استعراض التقليد والابتكار معا. وبالتوازي مع ذلك، سيباع في مقهى الجناح مجموعة مختارة من المأكولات البحرينية ابتكرتها الطاهية البحرينية ناريس قمبر. كما يجرى حالياً تدريب عددٍ من الطهاة الإيطاليين لتحضير قائمة الطعام التي ستقدم في الجناح. وسيكون بإمكان زوار الإكسبو طيلة فترة إقامته معاينة وشراء كتاب الطبخ. وفي تاريخ 4 سبتمبر المقبل، وهو اليوم الوطني الخاص بجناح البحرين والذي اختاره منظمو الإكسبو، سيكون بإمكان الزوار الاستمتاع بتجربة الضيافة والثقافة البحرينية الأصيلة، والتي تشمل القهوة البحرينية والرسم التقليدي بالحناء، فضلاً عن عروضٍ مباشرة لحياكة السلال وصناعة الصناديق الخشبية التقليدية. كما سيستضيف جناح (الآثار الخضراء) أيضاً فرقة قلالي الشعبية في أداء مميز من موسيقى الفِجْري، والتي تستحضر تراث صيد اللؤلؤ في البحرين وعرض أزياء للملابس البحرينية التقليدية. وبالتزامن مع منتدى القهوة العالمي المنعقد من 28 سبتمبر إلى 1 أكتوبر، سيستمتع حضور الجناح بالذوق البحريني في القهوة والموسيقى من خلال كوخٍ مبني بطريقة مستدامة من أشجار النخيل المحلية تحاكي أجواؤه العريش التقليدي، وستكمل هذه الأجواء ألحانا موسيقية تؤديها فرقة محمد بن فارس للفنون الشعبية. الجناح الوطني لمملكة البحرين في إكسبو ميلانو تبلغ مساحته حوالي ألفي متر مربع، وهو تفسير للتراث الثقافي الزراعي للبحرين الذي تمتد جذوره إلى حضارة دلمون الضاربة في عمق التاريخ. ويتكون الجناح من عشر حدائق فاكهة، في كل واحدة منها شجرة فاكهة ستثمر في أوقات مختلفة بالتزامن مع فترة إقامة الإكسبو الذي سيستمر مدة ستة شهور. كما يحتوي الجناح على قطع وتحف أثرية تستحضر التقاليد الزراعية التي تعود إلى عدة آلاف من السنين، إضافة إلى الأساطير العديدة التي كانت تتداول حول البحرين، من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة. واستخدمت في بناء الجناح ألواح خرسانية بيضاء مسبقة الصنع، وستنقل هذه الألواح إلى البحرين بعد انتهاء المعرض ليعاد تشييد الجناح ليصبح حديقة نباتية بديعة. وتجدر الإشارة إلى أن الألواح مسبقة الصنع التي يتألف منها مبنى الجناح، والتي تظهر من خلال الوصلات التي تربطها ببعضها البعض، هي إشارة إلى الأشكال الهندسية المتأصلة والمتميزة في آثار البحرين. يشار إلى أن إكسبو ميلانو 2015م هو معرض عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها. وهو يتعدى كونه مجرد معرض، وإنما هو في الحقيقة منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير من الأطراف تحت شعار (تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة). ويعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثنائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه. وسيشارك في المعرض أكثر من 140 مشاركاً، وتغطي رقعة الأرض العملاقة التي سيقام عليها نحو مليون متر مربع، ومن المتوقع أن يستقبل على مدى أيامه ال 184 أكثر من 20 مليون زائر.